اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الاعتداء على الصحفيين .. حلقة في مسلسل متواصل

الاعتداء على الصحفيين .. حلقة في مسلسل متواصل

نشر في: 18 فبراير, 2015: 02:59 ص

ما هو بالأخير، ولا هو بقبل الأخير، فمسلسل الاعتداءات الفظّة على الصحفيين وسائر العاملين في حقل الإعلام متواصل على مدار الأيام والأشهر والسنين، وما حدث أمس في معقل الدولة، المنطقة الخضراء، كان ممارسة روتينية متكرّرة وإعلاناً جديداً بأننا لم نزل في دولة اللاقانون.
على مدى السنوات الماضية أُنتهِكت حقوق الصحفيين وكرامتهم على نحو سافر. وقع ذلك تحت سمع وبصر الحكومة والبرلمان والقضاء والمجتمع برمته .. ضُرِب الصحفيون بالهراوات لأنهم كانوا يغطون المظاهرات المطالبة بالاصلاح وتوفير الخدمات والأمن والتنمية، واقتيدوا الى المراكز الأمنية وأُعتدي عليهم لفظياً وجسدياً ولُفِقت لهم التهم بتزوير وثائق وهويات لمساومتهم من أجل التوقيع على تعهدات بعدم الكلام عما لاقوه من سوء معاملة وبعدم تغطية المظاهرات.
في وضح النهار وقع ذلك في الشوارع والساحات العامة، وجرى تتويجه بالهجوم على مؤسسات إعلامية وتحطيم مكاتبها وإهانة العاملين فيها وإغلاقها من دون أوامر قضائية.
الحكومة السابقة بالذات كدّست ميراثاً كبيراً على هذا الصعيد السيئ، ولم يفعل لها البرلمان شيئاً، فيما تواطأ معها القضاء، وبخاصة جهاز الادّعاء العام الذي لم يحرّك قضايا ضد تلك الحكومة عن تصرفاتها المنتهكة لأحكام الدستور.
الاعتداء السافر على الإعلاميين داخل المنطقة الخضراء أمس لن يكون الأخير ولا قبل الأخير، فما من قانون يحمي الصحفيين وما من قانون يضمن لهم حرية العمل وما من قانون يعاقب المعتدين عليهم. الاعتداء على الصحفيين ليس جريمة، والقانون السيئ المسمى "قانون حقوق الصحفيين" لا يتضمّن أي إشارة إلى معاقبة مرتكبي العدوان على الصحفيين وحريّة الصحافة، فيما هو يقيّد حرية الصحافة والصحفيين باسم النظام العام والآداب العامة والأمن الوطني.
منذ بضعة أسابيع ناقشنا في جلسة اجتماع برلمانية مشروع قانون حرية التعبير والاجتماع والتظاهر السلمي.. هو أيضاً مشروع قانون سيئ كقانون حقوق الصحفيين، لأنه يكبّل حرية التعبير بمئة قيد وقيد. شخصياً لفتُّ في مداخلتي الى ان مشروع القانون يقترح عقوبات على المتظاهرين إذا ما تجاوزوا حدود التظاهر السلمي وتسببوا في أضرار للآخرين وفي الممتلكات العامة والخاصة أثناء التظاهر، لكنه لا يقترح في المقابل محاسبة ومعاقبة رجال الشرطة والأمن إذا ما تجاوزوا مهمتهم واعتدوا على المتظاهرين من دون مسوّغ.
اعتداء الأمس على الصحفيين داخل عرين الدولة لن يكون الأخير من نوعه، فما من قانون يمنع تكراره .. والمطلوب الآن، لوضع حد لهذا المسلسل المشين، تعديل جذري في قانون حقوق الصحفيين ليكون قانوناً لحقوق الصحفيين حقاً وفعلاً، يضمن لهم ممارسة حريتهم والتمتع بحقوقهم، وأولها الحق في الوصول الحر الى المعلومات والحق في النشر الحر للمعلومات، ويحول دون وقوع أي اعتداء على الصحفيين بتضمينه مواد تنصّ على محاسبة ومعاقبة مرتكبي الاعتداءات على الصحفيين ومؤسساتهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. عطا عباس

    الاعتداء السافر على الإعلاميين داخل المنطقة الخضراء أمس لن يكون الأخير ولا قبل الأخير ... صدقت تماما عزيزنا عدنان حسين . ويبدو ان الحكومة تستمرئ الأرث السئ لحكومتي السيد المالكي السابقتين وصولات أزلامه البطولية ضد متظاهري شباط ! لكن ماذا نقول عن م

  2. ابو اثير

    مع مزيد ألأسف نحن نعيش في بلد يحكمه أنصاف الرجال الطارئين على السلطة في غفلة من الزمن ولا يرجى من بهذه الصفات أعطاء أي حقوق للأنسان العراقي المثبتة في ألأديان والدستور ... ولا يوجد أي أمل منهم على ألأطلاق.

  3. عطا عباس

    الاعتداء السافر على الإعلاميين داخل المنطقة الخضراء أمس لن يكون الأخير ولا قبل الأخير ... صدقت تماما عزيزنا عدنان حسين . ويبدو ان الحكومة تستمرئ الأرث السئ لحكومتي السيد المالكي السابقتين وصولات أزلامه البطولية ضد متظاهري شباط ! لكن ماذا نقول عن م

  4. ابو اثير

    مع مزيد ألأسف نحن نعيش في بلد يحكمه أنصاف الرجال الطارئين على السلطة في غفلة من الزمن ولا يرجى من بهذه الصفات أعطاء أي حقوق للأنسان العراقي المثبتة في ألأديان والدستور ... ولا يوجد أي أمل منهم على ألأطلاق.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram