أتابع بجذل غامر —مشوب بحذر غامض —مشهد الرافعات الهيدروليكية العملاقة وهي تحرك، وتشيل وتحط القواطع الكونكريتية الضخمة التي أقيمت في غفلة من التاريخ وعلى مرآى منه! استجابة لقرار تاريخي لرئيس الوزراء، حيدر العبادي.
القرار ذاك، حكيم وصائب، رغم ما أثير حوله من لغط وشكوك وأقاويل.
تلك العوارض الكونكريتية التي طوقت الطرقات طولا وعرضا لم تمنع متسللا إرهابيا،ولا صدت سيارة مفخخة، ولا أخمدت صاعقة تفجير، ولا حالت دون سموم الكراهية والبغضاء بين سكان هذي الطائفة او تلك.
أعيد متابعة المشهد، وسؤال لجوج يتأرجح بين الرئة وسويداء القلب: أين سترمى كل هذى العارضات -المشبوهة الاستيراد -، والتي تقدر أعدادها بعشرات الآلاف. وأسعارها بباهظ الأثمان؟ والتي دفع ثمنها مقدما من رصيد البلد الجمعي و وعلى حساب رغيف المواطن وقرص دوائه وفرص تعليم أولاده؟
هل نرميها في العراء جزافا -كنفايات - ليتآكلها الريح ويبري حفافيها مطر الشتاء وشواظ شمس الصيف؟؟
لا،، ثم لا، ولا بد أن فكرة الاستفادة القصوى منها قد راودت افكار الكثيرين قبلي.
ولكن هل نكتفي بالتمني - دون عمل -، والتمني رأس مال المفلسين؟
اناشد الغيورين من النخب الخبيرة ان يتنادوا لاجتماع عاجل، والتباري بتقديم خرائط وخطط وأفكار لغرض الاستفادة القصرى من هذي الثروة المهدورة، وجدوى استخدامها كجدران وسقوف متينة، وأرضيات لتشييد بيوت واطئة الكلفة للفقراء ومحدودي الدخل، كذلك الاستفادة منها في تشييد القاعات الوسيعة للأنشطة الرياضية والاجتماعية،، إلخ… إلخ.
قد يقف التمويل المادي عائقا لتنفيذ الفكرة، لذا، فالاقتراحات البناءة، من قبل الغيورين، مطلوبة. ومنها : ان يخصص، اود ان اقول بل تستقطع نسبة معينة — طوعا او كرها — من راتب المسؤولين الكبار الذين تتجاوز رواتبهم الحد الأعلى من الكفاية ورغد العيش. كجزء من المساهمة في هذا المشروع.
الدعوة مفتوحة، عل مجموعة من الغيورين يقدمون على تبني الفكرة. لإنشاء مدينة او أكثر من ركام الحواجز المرمية في العراء
صدقوني،، ستكون المدينة المذكورة شاهدا حيا على حيوية النخبة، في شعب خطط له ان يفنى ويتشظى جموعا وفرادى. فتمرد على صناع الموت، ليكتب - كما كتب سابقا …قاموسا في ألف باء الحياة.
من يرفع لواء المبادرة؟
[post-views]
نشر في: 18 فبراير, 2015: 06:22 ص