اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > (المدى) تفتح ملف العاصمة المهمّشة "11" ..الأعظمية بين الإهمال وخراب المشاريع !

(المدى) تفتح ملف العاصمة المهمّشة "11" ..الأعظمية بين الإهمال وخراب المشاريع !

نشر في: 20 فبراير, 2015: 02:50 ص

تُعد منطقة الأعظمية من المناطق التجارية المهمة في بغداد التي تعج بالحياة لما تحمل من ذكريات وأماكن دينية وسياحية مروراً  بأحياء راغبة خاتون والكريعات والصليخ والسفينة وشوارعها التجارية كشارع عمر بن عبدالعزيز ورأس الحواش وسهام المتولي وشارع عشرين

تُعد منطقة الأعظمية من المناطق التجارية المهمة في بغداد التي تعج بالحياة لما تحمل من ذكريات وأماكن دينية وسياحية مروراً  بأحياء راغبة خاتون والكريعات والصليخ والسفينة وشوارعها التجارية كشارع عمر بن عبدالعزيز ورأس الحواش وسهام المتولي وشارع عشرين. المنطقة تحولت الآن إلى مراكز صناعية وورش أخرى وامتدت التجاوزات في تلك المنطقة لتصل حتى باب أحد الدور السكنية، كما تعاني المنطقة من خراب واضح نتيجة تنفيذ العديد من مشاريع الإكساء والأرصفة، بل أصبح تنفيذ تلك المشاريع همـّاً لسكنة المنطقة وهدراً لملايين الدولارات حسب وصف أحد سكانها !    
 
تنعـم بالحياة 
المهندس عثمان نائل موظف في وزارة النفط يقول: الأعظمية واحدة من مناطق بغداد المهمة تجاريا واقتصاديا وسياحيا، مضيفاً: كانت أحياء وأسواق الأعظمية تظل مفتوحة الى ساعات متأخرة من الليل وربما تمتد حتى الفجر في أوقات المناسبات الدينية والأعياد، مع امتدادها لمناطق أخرى، ومع وجود المطاعم الشهيرة التي تحرص على تقديم الأكلات البغدادية الشهية والمقاهي التي يرتادها رواد الأدب والفن والرياضة، مؤكداً أن الخراب فيها يزداد يوماً بعد آخر ولم يبق للناس غير الكورنيش المكان الوحيد للترفيه، اما في ما يخص الخدمات فمستوى تقديمها مختلف بين منطقة وأخرى.
نهب الأموال
المواطن واكد العزاوي من سكنة محلة السفينة أوضح أن الأزقة والشوارع الفرعية والرئيسة تعيش وضعاً مأساويا بسبب حالة الفوضى والتخريب التي خلفتها بعض المشاريع والتي أُقرّت بغية تطوير المنطقة، لكن للأسف لم تكن كذلك، بل هي هدر لملايين الدولارات التي تذهب نسبة كبيرة منها إلى بطون المسؤولين! مؤكداً: لم نجنِ سوى الخراب والتشويه من تبليط وإكساء الشوارع والأرصفة بـ(المقرنص)، بسبب رداءة العمل ونوعية المادة المستخدمة وهذا يدخل في السرقة والفساد. مشيراً الى حصول هذا الأمر أمام مرأى ومسمع مسؤولي المنطقة او أعضاء مجلس النواب والمسؤولين في دوائر الدولة ممن يسكنون الأعظمية.
واضاف العزاوي : لقد نُهبت الأموال تحت مسميات الإعمار والتطوير وخاصة بالأرصفة (المقرنص) التي أصبحت وبالاً على الناس لما سببته من تخسفات وحفر فيها والتي لم تكن بحاجة لذلك، لكن هي (حيلة) للسرقة والنهب! موضحاً أن ضعف الرقابة والمتابعة لهذه المشاريع حوّلها من مشاريع إعمار الى مشاريع تشويه ودمار، ناهيك عن الضرر التي تسببه مخلفاتها في تنقل الطلبة بين الأزقة أثناء الذهاب الى مدارسهم خاصة أيام الشتاء والأمطار مع صعوبة دخول السيارات .
المواصفات المطلوبة
في حين يقول محمد قاسم 41 عاماً: بعد مشكلة الإكساء والسرقات التي رافقته تأتي مشكلة أخرى وهي التجاوزات الحاصلة من بعض أصحاب المهن الصناعية بفتح محال جديدة وسط السوق او بين الأحياء السكنية، والسبب في ذلك الوضع الأمني اولا، وثانيا غلق العديد من الطرق التي تؤدي الى محالهم القديمة الأمر الذي انعكس على عملهم وقوتهم اليومي وجُل هؤلاء من أصحاب العوائل.
قاسم أوضح: نحن مع جميع الإجراءات التي تتخذها الحكومة والأجهزة الأمنية بضبط الأمن والسيطرة على الدخول والخروج، لكن هذه الفوضى الحاصلة من تخريب وتدمير للشوارع والأزقة وتنفيذ مشاريع غير مخططٍ لها أثـّر بشكل واضح على الحياة اليومية للمواطن. فالشارع قبل ان يُبلط او يُكسا كان أفضل وأجمل مطالباً الجهات ذات العلاقة من معنيين ومتخصصين مشاهدة المشاريع المنفذة حالياً او التي تحت التنفيذ أنها من دون المواصفات المطلوبة مع إشراك الكفاءات الهندسية والعلمية من أبناء المنطقة في إقرار المشاريع المهمة التي تخدم المواطن من اجل ان تكون الأعظمية أفضل وأجمل.
مبالغ ومخلفات
امرأة تركت السنوات أثرها على ملامحها، شكت من كسر أنابيب الماء من قبل الشركة التي قامت بإكساء الشوارع التي تركت خلفها الأنقاض حيث اضطررنا لدفع مبالغ تترواح بين 40 الى 60 الف دينار من أجل رفعها ناهيك عن التشويه والخراب للشارع بعد الإكساء.
أما المواطن احمد ستار فقد تخوّف من أن تتحول الأعظمية الى منطقة تجمع النفايات خاصة بعد التصريحات الأخيرة للمسؤولين في أمانة بغداد بتقليص مبالغ التنظيفات، علما ان عمال التنظيف لم يستلموا أجورهم منذ شهرين حسبما أخبرني احدهم، إذ يعتمدون على (البقشيش) الذي يُعطى لهم من قبل الأهالي، موضحاً ان هناك إهمالا وتهميشاً لبعض أحياء الأعظمية على حساب أحياء أخرى يسكنها مسؤول أو ضابط كبير أو قيادي حزبي!
إهمال و تجاوزات 
عمار خالد يروي أن معظم المناطق التي وقع عليها الاختيار لغرض الإعمار والتطوير أُصيبت بنكسة التطوير، بل أصبح تشخيص التدمير هو السائد ولو قمنا بمراجعة دقيقة للمناطق السابقة التي لم تجرِ عليها عملية التطوير وتنفيذ المشاريع نراها أفضل بكثير.. ونلاحظ على سبيل المثال منطقة الأربعة شوارع في الكرخ ومناطق حي الشماسية وغيرها . عمار وإثناء تجوالنا في منطقة الأعظمية تم اطلاعنا على الأوضاع السيئة لسوء الخدمات في منطقة (النزيزة) والشيوخ وشارع سهام المتولي ومناطق راغبة خاتون هي الأخرى تشكو الإهمال والتجاوزات وبعض الإحياء مطالباً الجهات ذات العلاقة إلى العمل الجاد في تنظيف وإعادة الحياة لتلك المنطقة.
خدمات.. خدمات 
قد يكون الحال ذاته في كل أحياء ومحال الأعظمية التي تشكو من سواء الخدمات وتراكم النفايات وطفح المجاري بين آونة وأخرى بسبب قِدَم الشبكة او الانسداد الذي يحصل فيها نتيجة بعض المشاريع التي لا تتقيـّد بالعمل الهندسي والتخطيط السليم العلمي.
من راغبة خاتون ورأس الحواش والسفينة وشارع سهام المتولي والحارة وبقية المناطق التي تشكو جميعها من نقص الخدمات وسوء تقديمها الأمر الذي حوّل الأعظمية الى منطقة غريبة لمن يزورها.
نقمـة الطبري 
محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بـ(الإمام أبو جعفر الطبري 224 هـ - 310 هـ - 839 - 923م) إمام من أئمة المسلمين المشهورين، مؤرخ ومُفسِّر وفقيه مسلم صاحب أكبر كتابين في التفسير والتاريخ ، كان مجتهداً في أحكام الدين لا يُقلد أحداً، بل قلـَّده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه. يُعــد من أكبر علماء الإسلام تأليفاً وتصنيفاً "من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة".
وسط حديقة الرحبي في شارع عشرين وبين ضجيج محال الصناعة ولعب الأطفال واستراحة العوائل يرقد الطبري الذي يندب حظه على هذه الرقدة غير اللائقة ولا مناسبة لشخصية إسلامية مشهورة. قبل فترة وجيزة حضر وفد من هيئة الآثار والتراث ومعهم بعض الخرائط والأوراق وبعد إزالة ما تراكم من نفايات حوله تم معرفة صاحبه وصيانة القبر، كما أن المسؤولين في الوقف السني تعهدوا بإقامة ضريح لائقٍ له في الفترة المقبلة. أحد أبناء المنطقة ذكر ان هذا القبر وُجِد في سنة التغيير الاولى لكنه ظل مهملاً بسبب الأوضاع التي شهدتها الأعظمية حتى جاءت لحظة الكشف عنه ومعرفة صاحبه، الأمر هنا يدعو للتساؤل: إذا كانت الأوضاع سبباً في إهمال قبر الطبري فأين كان النظام السابق منه في حملته الإيمانية؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram