من اللحظة التي انطلقت بها الأخبار معلنة ان داعش تحاصر ناحية البغدادي، وبينها وبين ان تعلن مذبحتها الجديدة قاب قوسين، وأنا اجول بين الفضائيات والمواقع بحثا عن قطرة خبر صادق. قنواتنا العراقية، المتفائلة دائما، تقول لك ان الناحية "تحت السيطرة". ولشدة ما بي من الخوف اصدقها وقلبي يقول افعل، فقد يفوتك من "الجماعة" صدق كثير. ولأن البيك ما يخليك يا ابنادم، تضطر الى التوقف عند محطات اجنبية وعربية لتجد ان البغدادي تحت سيطرة داعش.
ويطل المحللون السياسيون وبجنبهم صور يسمونها "لوبنج" التي غالبا ما تكون على جانب المتحدث الذي يحتل زاوية صغيرة. وهنا أحاول الربط بين الصورة التسجيلية المتكررة وبين قول المحلل فلا أجد ربطا ولا رباطا بين الاثنين. الأخ يمكن ان يقول "أي كلام" بحسب تعبير المصريين، أما الصور فلا يمكن ان تكون "أي صور".
ملثمون وجنود ومدافع ودبابات وأحيانا طائرات. ثم تأتيك لقطة أطفال البغدادي يستغيثون ويبحثون عن رغيف خبز او قطرة ماء. المحيّر ان تلك الأسلحة بيد من؟ وهؤلاء الذين يتراكضون، دواعش ام عراقيون؟ وهذا الذي بطرك الرشاشة عراقي ام داعشي؟ وكذلك لمن تعود تلك الدبابات لنا أم لهم؟
وأجيب نفسي كالعادة: طبعا انها دباباتنا ومدافعنا وطائرتنا لأننا دولة، كما يفترض. أما اولئك الذين يتسلحون بالرشاشات والسكاكين فقطعا انهم عصابات داعش.
ويكفخني السؤال الكبير: إن كانت كل تلك الأسلحة الثقيلة تعود لنا فكيف اذن ينتصر علينا أصحاب الرشاشات والسكاكين؟ أدبابة تنحرها رشاشة؟ يا للهول. أشك في الامر فيخطر ببالي انني ربما أخطأت في الإجابة اذ قد تكون تلك الدبابات والمدافع وحتى الطائرات داعشية. ويا للمصيبة لو كانت كذلك! وتخنقي العبرة لأني لا امتلك جوابا ولا اعرف الى أين أذهب بالسؤال.
حتى الامريكان يقال انهم تركوا قاعدة عين الأسد خوفا من سقوط البغدادي بشكل تام مما يعني سقوط القاعدة ايضا. أحتى الامريكان تهزمهم رشاشة يحملها مهتلف بجبة وبنطال افغانيين؟
هذه البغدادي التي كانت قبل أيام بأبيدينا ويغتصبها الغزاة أمام اعيننا اليوم، فكيف بنا يوم نسعى لتحرير الموصل وهي التي بين أيديهم أكثر من نصف عام؟
أنا لا أشكك بل أسأل وهذا حقي. ويا حسرة العراقي الذي من كثرة اسئلته صار وجهه، هو الآخر سؤالا، إن يمّمه أرضا او سماء فلا يجاب.
لا أحد يجيب
[post-views]
نشر في: 20 فبراير, 2015: 03:22 ص