تواصل القتال في شرق أوكرانيا أمس (الجمعة)، على رغم جهود أوروبية جديدة لضمان تثبيت وقف إطلاق النار.
وقال الجيش الأوكراني إن الانفصاليين الموالين لروسيا هاجموا مواقع تسيطر عليها القوات الحكومية 49 مرة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مستخدمين الصواريخ والمدف
تواصل القتال في شرق أوكرانيا أمس (الجمعة)، على رغم جهود أوروبية جديدة لضمان تثبيت وقف إطلاق النار.
وقال الجيش الأوكراني إن الانفصاليين الموالين لروسيا هاجموا مواقع تسيطر عليها القوات الحكومية 49 مرة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مستخدمين الصواريخ والمدفعية والعربات المدرعة.
وذكر أناتولي ستيلماخ الناطق باسم الجيش أن "عدد الهجمات يعكس أن الارهابيين لا يريدون أن يوقفوا أسلحتهم تماماً".
وأضاف أنه كان هناك قصف في منطقة ماريوبول التي تهيمن الحكومة على معظمها، والتي تخشى كييف أن تصبح محور هجوم الانفصاليين التالي.
من جانب آخر قال المتحدت باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق في مؤتمر عبر الهاتف مع قادة فرنسا وألمانيا وأوكرانيا على استخدام نفوذه على الانفصاليين لبدء عملية تبادل للاسرى متفق عليها مع الحكومة الاوكرانية.
وقال زايبرت مكررا مضمون بيان صدر عن مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند، إن القادة الاربعة اتفقوا على تطبيق الاتفاق الذي توصلوا اليه الاسبوع الماضي بشأن وقف اطلاق النار في شرق أوكرانيا، على الرغم من الانتهاكات الخطيرة له. وأضاف في بيان "تبادل الاسرى يجب أن يبدأ بدوره.. وافق الرئيس بوتين على التأثير على الانفصاليين في هذا الاتجاه".
وكان قادة روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا قد ندّدوا أمس، بانتهاك وقف اطلاق النار في شرق أوكرانيا اثر مكالمة هاتفية بينهم، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وقالت الرئاسة في بيان إن "القادة الاربعة دعوا إلى تطبيق كل الاجراءات المتفق عليها في مينسك في 12 فبراير (شباط)" بما يشمل وقف اطلاق نار شامل وسحب الاسلحة الثقيلة والافراج عن السجناء. وجاء الاتصال بين رؤساء روسيا فلاديمير بوتين واوكرانيا بترو بوروشنكو وفرنسا فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، بعد سيطرة المتمردين الموالين لروسيا أمس على مدينة ديبالتسيفي الستراتيجية في شرق أوكرانيا بعد 10 أيام من المعارك الطاحنة مع الجيش الاوكراني.
وفي السياق، نشرت صحيفتا "التايمز" و"ديلي تلغراف" البريطانيتان، تصريحات أدلى بها وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، خلال رحلته إلى سيرالين، إذ قال إن بوتين يمكن أن يشن حملة من التكتيكات المستترة لزعزعة استقرار الجمهوريات السوفيتية السابقة الثلاث، التي انضمت الآن إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الاطلسي.
كما قال فالون (الخميس)، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمثل "خطرا حقيقيا حاضرا" على استونيا ولاتفيا وليتوانيا، وإن حلف شمال الاطلسي يستعد لرد أي عدوان محتمل. وأكمل قائلا "أنا قلق من بوتين"، وذكر أن هناك "خطرا حقيقيا وحاضرا جدا" أن تسعى روسيا لاعادة التكتيكات التي استخدمتها لزعزعة استقرار شرق أوكرانيا والقرم في البلطيق. ثمّ أضاف فالون "أنا قلق من ضغطه على البلطيق ومن الطريقة التي يختبر بها حلف شمال الاطلسي. على الحلف أن يكون مستعدا لأي عدوان من روسيا مهما تطلب ذلك. والحلف يستعد".
وجاءت تصريحات فالون بعد أن طالب الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو بنشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة، لمراقبة وقف اطلاق النار في شرق البلاد، وسارع انفصاليون موالون لروسيا برفض الاقتراح قائلين إنه سيمثل انتهاكا لاتفاق سلام مبرم.
ميدانيا تستمر المعارك بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا بشرق أوكرانيا، حيث قتل 14 جنديا أوكرانيا وأصيب 173 آخرون خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة، حسبما صرّح مصدر عسكري في كييف لـ"رويترز" أمس.
وكانت أوكرانيا قد سحبت أمس آلافا من قواتها من منطقة محاصرة في بلدة ديبالتسيف بعد هجوم شرس شنه الانفصاليون، على الرغم من اتفاق وقف اطلاق النار المبرم الأسبوع الماضي.