بثقة كبيرة وتفاؤل غير مسبوق ، أطلق رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر تصريحاً مهماً أمس الأول عبر الزميلة (السفير) مفاده أن هناك جهوداً كبيرة يبذلها رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي أحمد الفهد ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان بن ابراهيم للمّ شمل القارة وتعضيد لائحة التزكية التي من المؤمل أن يتم الاعلان عنها في حفل العشاء المزمع اقامته في كوالالمبور يوم 3 آذار المقبل تمهيداً لوحدة صف آسيا قبيل اجراء الانتخابات في المنامة يوم 29 نيسان المقبل.
بقدر ما يكشف تصريح المهندس حيدر عن الحراك الفاعل وصواب الخطوات المدروسة تحضيراً لإنجاح انتخابات المنامة، فإنه ينطوي على تبلور إرادة عربية لدعم الرئيس ابن إبراهيم وفق لائحة متفق عليها عبر جلسات صريحة ومعلنة بقيادة المخطط والمفكّر لستراتيجية بيت الاتحاد الآسيوي أحمد الفهد الذي لم يَعِر اهتماماً للهجمات المتفرقة من هنا وهناك وهي تستهدف حماسته في الوقوف بقوة مع الرئيس الحالي منذ حملته الساخنة للفوز بالولاية التكميلية قبل سنتين طالما تأتي النتائج وفق طموحات أغلبية الأعضاء المنضوين للاتحاد.
هو انتصار كبير من دون شك للكرة اللبنانية التي احرزت في الاعوام الاخيرة تقدماً لافتاً في مسيرة منتخبها وكذلك نشاطاً ملحوظاً للقرار اللبناني في استقطاب اصوات عربية مهمة لدعم ملفات محلية وخارجية تعني الشيء الكثير للعبة وسياسة إعادة لبنان للواجهة القيادية مع شقيقاتها في البحرين وقطر والسعودية وغيرها من الاتحادات ذات التأثير الواضح في المنطقة من ناحية مؤازرة الصوت العربي أينما انطلق من دون تحسس أو تسييس.
وفي ظل التحشيد الشغّال للمرشحين الجدد لنيل ثقة العمومية، يقف اتحاد كرة القدم في بغداد موقف المتفرّج للمشهد الآسيوي ولا يعنيه ما يجري في اروقته باستثناء تصريح نُسب الى الرئيس عبدالخالق مسعود (طَعن فيه لاحقاً) تعليقاً على مبادرة وزارة الشباب والرياضة بدعم ترشيح رئيس اتحاد الكرة الأسبق حسين سعيد لانتخابات المنامة قال فيه " إن الانتخابات حُسمت سلفاً ولا يمكن المغامرة في ترشيح حسين سعيد لأن في خسارته إساءة لا تليق بالكرة العراقية وتقلل من مكانتها " ، في حين ان الحقيقة أقسى من ذلك عندما جاهر عدد غير قليل من اعضاء اتحاد الكرة بمعارضة ترشيح سعيد مستنسخين ذات الانطباعات السلبية عنه يوم كان في سدة رئاسة اللعبة بالشكل الذي وضعه (تحت خط أحمر) بالنسبة لخياراتهم التي ترجح شخصيات أخرى يرون فيها أملاً جديداً يعيد للعراق حقوقه ويحقق مصالحه ولن يكون المرشح تبِعاً لأجندة خارجية!
من جانبه ، لم يزل حسين سعيد يوقد مشعل الصبر ولم يطفئه بانتظار ما تسفر عنه وعود وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان الذي يبدو انه تورّط بمنحه الوعد اثناء وجوده على هامش منافسات دورة الخليج 22 في الرياض خلال جلسة ودية جمعته مع عبدالخالق مسعود وحسين سعيد أخبر الأخير انه موضع ثقة الحكومة والوزارة لما يمتلكه من (كاريزما) رياضية وشهرة لا ينافسه عليها احد سوى شريكه في لقب لاعب القرن أحمد راضي ، نعم هي ورطة بالفعل ادرك عبطان صعوبة المضي بها بعد عودته من الرياض خاصة أن "مسعود" أوضح له - حسب علمنا - في مكالمة هاتفية خارطة التنافس القاري وعدم وجود فرصة للعراق لنيل المقعد الآسيوي لتأخر طرح اسم مرشحنا ووجود (فيتو) اتحادي يستمد معارضته من النظام الداخلي الذي يخوّل اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد حصراً تقديم المرشح المؤهل ، مع ان الترشيح وحده لا يكفي ما لم تتدخل الدولة والوزارة خاصة في جهدها الدبلوماسي في حملة دعم المرشح.
لسنا هنا في موضع تبني ترشيح حسين سعيد "إعلامياً" فالرجل لديه تاريخه ومواقفه اللذان يتسلح بهما، ولا ننسى ان هناك اتهامات كثيرة وجهت له ونال نصيباً من الانتقادات الشخصية القاسية والبعض كتب بحقه لائحة تخوين تسوقه للمحاكم اضطرته لمغادرة البلاد عقب تقديم استقالته حزيران عام 2011 مرغماً تحت طائلة التهديد حتى منحه القضاء مؤخراً البراءة المطلقة من جميع التهم، فاذا ما فشل المسعى الوزاري في إقناع اتحاد الكرة بترشيحه ، هل سيقدم الأخير مرشحاً بديلاً قبل انتهاء المهلة في 28 شباط الحالي أم ستركن قناعة الوزير الى نصيحة مسعود إنه لا مقاعد في مؤتمر المنامة تستحق المجازفة بسمعة الوطن ؟!
لائحة التزكية.. والتخوين !
[post-views]
نشر في: 21 فبراير, 2015: 06:40 ص