TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نساء وكلاب وليمون في تفتيش اسلحة البصرة

نساء وكلاب وليمون في تفتيش اسلحة البصرة

نشر في: 21 فبراير, 2015: 06:55 ص

اختلف البصريون في قضية سحب السلاح من المواطنين إثر حملة التفتيش المنظمة التي تقوم بها الاجهزة الامنية منذ اسبوع ذلك لأن البعض منهم يقول بمخاوف منها: امكانية دخول داعش للبصرة عن طريق الكويت، إن تمكنت من وجودها هناك، أو ان حواضن داعشية يعثر عليها بين آونة وأخرى في ضواحي من البصرة قد تتسبب بخروقات أمنية فضلاً عن خروج 90% من قوى الجيش والشرطة والحشد الشعبي خارج المدينة لمحاربة داعش في محافظات التماس معه وهي نقاط اختلاف لا تخلو من جدية وظنون قد تأتي في محلها.
وقبل أن نخوض في قضية المخاوف ينقل مواطنون بصريون صورا ممتازة عن حملة التفتيش هذه، حيث يقول البعض منهم بأن الحملة جاءت في الاساس إثر المعارك المسلحة، التي تحدث بين بعض العشائر شمال البصرة، وهي الهدف الاول في الحملة، وهي التفاتة ذكية ومطمئنة، فيما ينظر آخرون الى القضية بوصفها المنقذ من تجاوز العصابات على المسالمين هناك، وهكذا. غير ان الوقائع تشير إلى أن خلو المدينة من عناصر الجيش يشكل عقبة امام تحسن وضعها الأمني، في وقت يتحدث البعض عن عصابات تقوم بالسطو على المقاهي وسرقة الهواتف الذكية والحلي وسرقة حقائب النساء في الشارع، من قبل مجموعة من الملثمين الذين يخطفون على دراجات نارية. وهنالك غيرها الكثير من التجاوزات التي بات المواطن لا يامن فيها على ماله ونفسه.
ومن وجهة نظر امنية، تبدو المخاطر الناجمة في قضية وجود رجال الحشد الشعبي خارج البصرة اكثر ملائمة، إذا تم سحب السلاح من المواطنين، إذ من سيدافع عنهم في حال توغلت عناصر داعش في البصرة، سواء عن طريق الكويت او السعودية مع استحالة وقوع ذلك في المنظور البعيد. لكن احاديث البعض عن احتمال وجود حواضن داعشية في البصرة قضية تحتمل امرين آخرين: الأول أن وجود ابناء الطائفة السنية لا ينفي وجود الحواضن لها، مع يقينا بأن الاحتمال هذا غير قابل للوقع بنسبة 99% ذلك للتصريحات العلنية، المناوئة والمحاربة واللاعنة لداعش وأساليبها التي يقول بها أئمة وخطباء المساجد السنية، فضلا عن استحالة ذلك لعدم وجود مناطق ذات غالبية سنية مطلقة لا في ابي الخصيب ولا في الزبير او غيرها من المناطق بما يؤمن لهم أمرا كهذا. والثاني، وهو الاخطر، الذي يقول بان يتخذ بعض المتطرفين من الشيعة ذلك ذريعة للتجاوز على اهل السنة، من أجل جعل البصرة مدينة شيعية بالمطلق وهذا أيضا امرٌ مستحيل مستبعد ايضا.
ما يهمنا هنا، ان داعش لن تتمكن من دخول البصرة، او التواجد فيها، ذلك لأنها غير قادرة على فعل كهذا، فهي مستحيلة على التواجد في الكويت، وغير قادرة على عبور الصحراء السعودية والوصول للبصرة، وستبعد عبورها محافظات الوسط والجنوب الشيعية التي تقع شمال المدينة وهكذا يبدو امر سحب الأسلحة من السكان ممكن وضروري في الوقت الحاضر، على الحكومة القيام به بأسرع وقت ممكن، إذ لا مخاوف حقيقية كالتي يتبجح بها البعض من الموتورين، الذين لا يريدون للمدينة الأمن والسلام. فليمض فريق التفتيش في عمله ومن الله التوفيق.
لكن قضية التفتيش التي تتم صحبة نساء متدربات لتفتيش النساء وفريق من الكلاب البوليسية تمكنت من نزع أسلحة كثيرة في شمال البصرة بخاصة، حيث تتنوع الاسلحة هناك بين الخفيفة والمتوسطة مع وجود الكثير من أبناء المناطق تلك ضمن رجال الحشد الشعبي، الذي يحتمل معه ان يكونوا المصدر الرئيس لكميات الأعتدة والذخيرة الكبيرة، إذ أن ما يطلق في مناسبات التشيع والعزاء يفوق التصور، حيث يستمر إطلاق النار لأيام متعددة، مع ملاحظة انخفاضه في الايام هذه.
الطريف في القضية أن البعض ممن لا يرغب في تسليم سلاحه للسلطات راح يبتكر طرقا طريفة في الإيهام والتمويه، فهم يحفرون حفرة في الارض بعمق يتجاوز المتر، يلقون فيها الأسلحة، بعد تغليفها بالنايلون، لكنهم وقبل أن يهيلوا التراب يعصرون عليها كميات كبيرة من الليمون، مع بعض البهارات والفلفل بما يستحيل معه امكانية تعرف الكلاب البوليسية على موقعها. واخفت امراة عجوز تحت ثيابها كمية كبيرة من الاعتدة، لكنها لم تأتمر لإشارة الكلب البوليسي الذي راح يحوم حولها فراحت تنهره وتنهزم امامه، غير مصدقة بانه اكتشف الجعب الخمس التي لفتها على بطنها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram