فوجئ جمع غفير من العراقيين ، الخاصة منهم والعامة، بالقرار الذكي لرئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي - باختيار سيدة ذات شهادة عالية لتتبوء منصب أمين العاصمة .
أوشك أن اقول إنه قرار تاريخي ، حين يعهد لامرأة — والرجال كثير — أداء مهمة عسيرة وشائكة ، ينوء تحت ثقل مسؤوليتها كاهل اقوى الرجال .
والقرار فريد أيضا ، حيث لم يسبق لسيدة ان تولت المنصب - حسب علمي - مذ خطت حدود بغداد ، لتغدو فنارا ومنارة يتردد في جنباتها :: حي على الصلاح ، حي على خير العمل.
جربت بغداد الأداء المتميز للطبيبات والمعلمات والمهندسات ومديرات المؤسسات والعاملات المتمرسات والشاعرات والكاتبات وحتى الفلاحات ، لكنها لم تجرب لمسة كف حنون تمر على جبين العاصمة المتجهم المترب عميق الغضون . تزيح عنه الرماد-بحنو آم - وتتمتم بخشوع ناسك : اسم الله .
من غير المرأة قادر على تجرّع الصبر حين يتحتم شرب الصبر ؟ من غيرها قادر على رتق الفتق ولملمة الشق ، وتجاوز المصاعب ؟
مرحى للذين قدسوا بغداد كمعبد . وانتسبوا اليها بيتا للأمان ومدرسة للمعرفة .
سيدة لأمانة بغداد ؟ يا للبشرى ..
لنساعد د.ذكرى على أداء مهمتها الشاقة .لتتسلمها بحذر ، بوعي وبإتقان ونكران ذات ، لنشد من أزرها لئلا تضعف أمام مغريات المغانم المتاحة بزهيد الثمن ، وأحيانا بالمجان ، لئلا تنحني لبهرج السلطة ، لنحميها من شبح الخوف والرضوخ يتهددانها وهي تهم بقطع اواصر الفساد وتسمية المتورطين ، لنؤازرها حين تستعصي على إرادات الفاسدين ، لتساعدها النخبة بالنصح والمراقبة والإشارة لمكمن الخطل والخلل .دون خوف من عقاب او انتظار عطية او ثواب . لنحميها من الترهل والتواكل و اعتياد الثناء ومعسول الكلام وتضخيم الذات ….
هل من أمل لإعادة الألق لبغداد المطمور تحت اكوام النفايات وعنعنات الكلام ؟؟
ندري - الكل يدري - إن الرقعة صغيرة ، والشق كبير .. لكن الكل يتشبث بالأمل . ولا يتردد من ترديد المثل الإغريقي القديم : ثلاثون رجلا يقيمون خيمة ، وامرأة واحدة تبني بيتا .!
أواه ، لا أيبااااااااااااه
[post-views]
نشر في: 22 فبراير, 2015: 05:25 ص