اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الدورة الاولى.. عروض ومنافسات

مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الدورة الاولى.. عروض ومنافسات

نشر في: 23 فبراير, 2015: 07:54 ص

طوى مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الاولى أوراقه معلنا عن نجاح ادارته في قيادة أيام فعالياته التي امتدت من 9| 2 ولغاية 16 2 من العام 2015 والتي اغتنت بالانجازات المتميزة والمحركة لعجلة الحراك المسرحي ليس في الشارقة ودول مجلس التعاون فقط وانم

طوى مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الاولى أوراقه معلنا عن نجاح ادارته في قيادة أيام فعالياته التي امتدت من 9| 2 ولغاية 16 2 من العام 2015 والتي اغتنت بالانجازات المتميزة والمحركة لعجلة الحراك المسرحي ليس في الشارقة ودول مجلس التعاون فقط وانما للمسرح العربي أيضا من خلال وجود رموزه ومنظريه والعاملين في فضاءات سحره.
اقيم المهرجان في حاضنة الثقافة والفن الشارقة تنفيذا لوعد أعلنه سمو الشيخ عضو الجلس الاعلى حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والذي أكد فيه قبل عام أن يكون للشارقة مهرجانهاالذي يجمع أبناء المسرح الخليجي داخل فضاءاته وقد كان ذاك الوعد نافذا وحقيقيا الى حد مبهج ومشرف ، شارك في هذا العرس العربي الذي أعدت ونظمت له دائرة الثقافة والاعلام بحكومة الشارقة فأجادت الاعداد وأحسنت التنظيم كل من الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان والسعودية اضافة الى الدولة المضيفة للمهرجان الامارات العربية المتحدة ، وقد تنافست تلك العروض على جوائز المهرجان القيمة والتي تحددت بالاتي : 
أفضل عرض مسرحي متكامل 
أفضل تأليف مسرحي 
أفضل اخراج مسرحي 
أفضل أداء رجالي للدور الاول 
أفضل أداء رجالي للدور الثاني 
أفضل أداء نسائي للدور الاول 
أفضل أداء نسائي للدور الثاني 
أفضل اضاءة مسرحية 
أفضل ديكور مسرحي 
أفضل مؤثرات صوتية وموسيقية 
وقد دعمت الفرق المشاركة بالمهرجان التنافسي للمسرح الخليجي في دورته الاولى بمبلغ لايقل عن مائة الف دولار لكل فرقة كأنتاجية للعرض وقد تفاوتت مستوى العروض المشاركة في الرؤى الفنية والجمالية وما طرحته من أفكار وقيم ما بين تقليدي ينحت في القديم خوفا عليه من الاندثار وما بين جديد يوغل في الترميز ويراوغ لمناقشة واقع عربي مهدد ،ولكي نلقي الضوء نقديا لابد من التوقف عند كل عرض قدم لتقييمه وفك شفراته ولنبدأ حسب توالي العروض التي تعاقبت من داخل فضاء قصر الثقافة في مدينة الشارقة وهي:
العرض الكويتي (صدى الصمت) لفرقة المسرح الكويتي 
تأليف الكاتب المسرحي العراقي الراحل قاسم مطرود والاخراج للفنان فيصل العميري 
محنة الحروب وما تخلفه من مواجع وكوارث هو الثيمة الاولى لهدا النص المسرحي ، حين تنعدم لغة التفاهم وتكون المشاعر والمخاوف والحنين الى الاحبة الذين غيبتهم الحروب الخاسرة هي الوسيلة للتفاهم بين امرأتين جمعهما الفقدان للاعزة وغاب المنطوق اللفظي بينهما فتحدثتا بلغة العواطف التي تجمع الامهات، وبين المرأتين يقف الرجل الذي يوجه ويعلق ويستخدم المؤثرات الصوتية للتوضيح والتنبيه أو التأكيد ، وهنا كان الفن الاذاعي حاضرا من خلال هذه الشخصية الحيوية المفعلة للاحداث والمتابعة لها ، لعل العرض امتلك من البساطة البليغة ما جعله قريبا للمتلقين ، الاشتغال داخل فضاء العرض المفتوح لكل التأويلات والاحالة كان حاضرا ولعبة النوافذ المفتوحة على الذكريات المتتالية لكلتا المرأتين أدخلت المتلقين الى مواجعهما بيسر وهدوء ، تغيرات الضوء جاءت متناغمة مع التحولات النفسية والدرامية للممثلين داخل فضاء العرض المسرحي ، كانت الرؤية الفنية والجمالية للمخرج جلية ومبصرة لنص حمل الكثير من الشجن لبوح الامهات في كل بقعة من العالم تضع فيها الحرب نيرانها وتحرق يأبسها مع أخضرها .
مسرحية (المرزام) لفرقة مسرح قطر الاهلي 
التأليف والاخراج للمسرحي عبد الرحمن المناعي 
يعد الفنان عبد الرحمن المناعي واحدا من الفنانين المسرحيين المهمين في الخليج ومن الرواد الفاعلين ككاتب وكمخرج اشتغل في مسرحية المرزام على ثيمة لم تغب عن الاذهان وما زالت تعيش في الضمائر العربية وهي التساهل مع الاغراب الذين يتحولون بعد حين الى أصحاب حقوق ، كانت القضية الفلسطينية حاضرة لتحذر من عودة الاحتلال الاجنبي الذي ولى عن ديارنا كما توهمنا منذ زمن لكن الاحداث التي جاء بها الربيع العربي البائس أثبتت أن الاحتلال لم يغادر لانه عاد بوجه اخر وشكل جديد كانت التكنلوجيا الحديثة مطية طيعة له وكان البعض من المنتفعين منه مازالوا يرتهنون بأمره ويوجدون له مرتكزا كي يتسيد ويسود ، اخراجيا عالج المناعي نصه المسرحي برؤية تقليدية موظفا الطقوس الخليجية بطريقة ماهرة ومتمكنه وأراد منا أن ننتبه الى واقعنا المخترق وأن نكون أكثر دراية بسبر أغوار الاخر الغريب القادم بالمغريات كي لانتعرض الى سطوة جديدة تجعل منا أسرى وتابعين وتئد أحلامنا قبل أن نتنفس صباح الحرية ، عمل تقليدي فيه عبق التراث وأصالة القيم .
مسرحية (النيروز) لفرقة مسرح مسقط الحر في سلطنة عمان 
التأليف للكاتب عبدالله بن مبارك البطاشي والاخراج للفنان جاسم البطاشي 
في هذا العرض كان الطقس حاضرا منذ اللوحة الاستهلالية التعبيرية عن تقديم القرابين الى الالهة تقربا وتحببا بغية تحقيق الحلم ولم يكن حلم البسطاء الا الحرية التي يسهر المشعوذون والكهنة على ان لا تتحقق فيوهمون البسطاء بخرافة سلطة الحاكم القادم من رضا الالهة ذات الجبروت والمقدرة ، كان الاشتغال على المجاميع التي تحركت كفرد واحد من أبرز مميزات هذا العرض الذي توالت لوحاته الدرامية بدفق حيوي وتكوينات تشكيلية دالة ومحملة بالمعاني والايحاءات لينتهي العرض من حيث ابتدأ أن لاخلاص ودورة الاستعباد ما زالت باقية ما دامت الخرافة قائمة يغذيها الجهل والخوف ، كان المخرج في هذا العرض حاضرا يدرك ما يريد ويشتغل على الثيمات الدرامية عبر لغة الجسد الراقص والمتوجع والمحتج اكثر من اعتماده الملفوظ الذي كان يغيب ليحل التعبيري الشعوري الحركي محله .
مسرحية (بعيدا عن السيطرة) لفرقة مسرح الطائف السعودية 
التأليف للكاتب فهد ردة الحارثي والاخراج للفنان سامي الزهراني 
ماذا يحدث حين تتمرد شخصيات الكاتب فتخرج الى أرض الواقع رافضة العودة الى بطون الكتب التي خرجت منها ، انها شخصيات خرجت عن سيطرة الخوف وسلطة الكاتب فتمسكت بحريتها وحياتها الجديدة ، لعل أهم ميزات هذا العرض الذي مزج ما بين الكوميدي والجاد هي تلك المهارات الادائيةلمجموعة الشباب الاربعة الذين قادوا العرض بمهارة ودربة بارعة علما أنهم من الهواة الذين يعتلون خشبة المسرح المحترف لاول مرة ، أجاد الكاتب في صياغة حكايته وقدم لنا لوحات درامية أنيقة وذات دلالات فكرية واضحة لزمن مضطرب نعيش فواجعه واختراقاته يوميا ، استطاع مخرج العرض قيادة فريقه بحيوية وتدفق شد اليه المتلقين حتى نهاية الجزء الاول حيث شاب الجزء الثاني شيماء من الفتور الذي أثر سلبا على ايقاع العرض ، وهذا لايقلل من قيمة ما قدمه هذا الفريق المتناغم والماهر من أداء ملفت للنظر وما اجتهد فيه المخرج في الاستفادة من التقنيات الحديثة بمعرفة وانضباط يحسب له .
مسرحية (جروح) لفرقة مسرح أوال في البحرين
التاليف للكاتب اسماعيل عبدالله والاخراج لعبد الله سويد 
يفتح العرض المسرحي على مستويين الاول يمثل ذاكرة المرأة والمستوى الثاني هو المستوى الواقعي المعاش في صراع العائلة بين مطامعها في ثروة قادمة وبين قيم انسانية واخلاقية تشتت بفعل الجشع والطمع والرغبة في الاستحواذ ، وتلك اللوحة الغامضة التي تطل علينا بين لحظة واخرى في المتن الحكائي للعرض وتزرع الكثير من علامات الاستفهام حول حقيقة الحدث والمرأة محاطة بالذكريات العامرة بالمحبة والرجولة وواقع يحيط بها ينتظر رحيلها ليستولي على ما تملك لكن في لحظة درامية صنعت بمهارة كاتب وعين مخرج ومصمم ديكور ذكي نكتشف حقيقة الحدث ما بين اللوحة في المستوى الافتراضي والمستوى الواقعي ، وايضا في هذا العرض كان للطقوس حضورها المؤثر في توالي المشاهد وتتابعها وصولا الى لحظة الذروة واحتدام الحدث ، وعلى الرغم من طغيان النص على مجمل مفاصل العرض الا أن المخرج استطاع أن يقود فريقه بدراية وروية نحو بر الامان ليسجل العرض حضورا شجيا لدى المتلقين .
مسرحية (لا تقصص رؤياك) لفرقة مسرح الشارقة الوطني في الشارقة 
التأليف للكاتب اسماعيل عبد الله والاخراج للفنان محمد العامري 
في هذا العرض كان النص حاضرا بقوة رغم كل ما لجأ اليه المخرج من أساليب وطرق اشتغال حاول فيها الاستفادة من التقنيات الحديثة في المسرح من الاضاءة الاستعراضية الليزرية الى الرقصات التعبيرية الى الموسيقى الضاجة والصاخبة بكل تنويعاتها الغربية داخل فضاء العرض الذي جاء خاليا الا من مفردات ديكورية متحركة تشتغل حسب تحولات الحالات الدرامية وانتقالات التراكيب المشهدية ، بقي النص المستند في متنه الحكائي على سورة نبي الله يوسف عليه السلام ورؤياه التي تسببت في تغييبه في غياهب الجب ، في العرض المسرحي تأخذ الحكاية بعدا فكريا وسياسيا يحيلنا الى الربيع العربي وما أشاعه من فوضى وما خلفه من كوارث ما زالت أثارها دائرة محملة بالمأسي والشتات ، غلبت الكوميديا الساخرة على الاداء الذي جاء هو الاخر متفاوتا ومتنوعا مابين ممثل واخر وان كان لصوت المؤثر والموسيقى العالية طاغيا على أغلب مشاهد العرض ، وشاب العرض شيء من الفوضى والانفلات بدى واضحا وجليا لدى المتلقين ، لكن الذي يحسب لهذا العرض هو تلك الجرأة في تناول الفكرة وصياغتها وفي تلك البلاغة في نسج الحكاية والتوظيف الواعي للمفردة اللغوية وما تحمله من صور وتعابير دالة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram