أصاب الهياج مجموعة داعش في أنحاء العالم العربي و هي تسخر من كل ما يمت بصلة للقانون و النظام و احترام الإنسان، حيث أنها تمارس موجة من الإرهاب و العنف تمتد من الهلال الخصيب الى شمال أفريقيا و هي اليوم تهدّد أوربا. في الواقع انها تمارس ما يتجاوز التهديد
أصاب الهياج مجموعة داعش في أنحاء العالم العربي و هي تسخر من كل ما يمت بصلة للقانون و النظام و احترام الإنسان، حيث أنها تمارس موجة من الإرهاب و العنف تمتد من الهلال الخصيب الى شمال أفريقيا و هي اليوم تهدّد أوربا. في الواقع انها تمارس ما يتجاوز التهديد من خلال قيامها – أو قيام العملاء المتعاطفين معها – بتنفيذ هجمات في عدد من المدن الأوربية . لم تشهد أوربا مثل هذا المستوى من الوحشية و التعطّش للدم منذ ان اقتربت جحافل القوطيين من أبوابها. يمكن مقارنة نوايا المجموعة بنوايا النازيين، و اذا ما كسبوا المزيد من الوقت فانهم سيصلون الى أوربا و يفوقون النازيين في وحشيتهم.
لغاية الآن قتل مسلحو داعش عشرات المئات من الأشخاص و أفلتوا من العقاب، كما استعبدوا و باعوا مئات النساء و الفتيات في سوق العبيد، خاصة المسيحيات و الإيزيديات، إضافة الى استيلائهم على مدن و قرى في سوريا و العراق . لم يشهد العالم مثل هذا السلوك الشائن منذ القضاء على العبودية. كما أنهم أحرقوا طيّارا أسيرا و قتلوا صحفيين و عمّال إغاثة، و أعدموا مراهقين لمجرد مشاهدتهم لعبة كرة قدم على شاشة التلفاز، و ألقوا رجالا من فوق السطوح بتهمة اللواط، و تتحدث التقارير عن قيام المجموعة بقطع أيدي نساء كن يستخدمن الهواتف الخلوية، و قاموا الاثنين بإعدام 21 مصريا لمجرد كونهم مسيحيين. يبدو ان دول الغرب – باستثناء إيطاليا - لا تدرك حجم التهديد، فبعد ذبح المصريين أشار عدد من مسلحي المجموعة الى مياه البحر المتوسط و قالوا باللغة الإنكليزية أنهم قادمون الى روما، حيث قال أحدهم و هو يشير الى البحر " سنغزو روما بإذن الله". من حق الإيطاليين ان يشعروا بالقلق، فالمسافة من ليبيا – التي تعمل فيها المجموعة حاليا – الى سواحل إيطاليا قصيرة جدا و لا تتطلب أكثر من قفزة واحدة. الجناح الجنوبي لدول الناتو مفتوح للهجوم من شمال أفريقيا و ليس هناك شك في ان داعش قد سرّب أعدادا من الخلايا النائمة مع قوارب المهاجرين الذين يتدفقون على السواحل الجنوبية لإيطاليا بشكل شبه يومي . دعا وزير الداخلية الإيطالي انجلينو الفانو دول الناتو للتدخّل في ليبيا قائلا " داعش على الأبواب و لا وقت لدينا نضيعه". في الحقيقة ان الوقت ثمين، و يبدو ان داعش تتوسع و ان تهديد الحضارة الغربية يبدو حقيقيا اليوم كما كان عندما هدّد القوطيون روما . كما دعت مصر – التي تشترك في حدود مع ليبيا – الثلاثاء الى تدخّل عسكري أجنبي في ليبيا التي توجهت اليها القوة الجوية المصرية الاثنين انتقاما لمقتل 21 مسيحيا مصريا على يد داعش . على دول الناتو ان تعتبر نفسها في حرب، فأراضيها هوجمت و انتهكت في فرنسا و بلجيكا و الدنمارك و تسلّلت اليها العشرات من الخلايا النائمة التي تنتظر الربيع للقيام بأعمال إرهابية في هذه البلدان.
يجب ان لا تعتبر الأعمال العدوانية التي تمارسها مجموعة داعش ضد دول الغرب و مواطنيها أعمالاً إرهابية لأنها هجمات ترتكبها دولة ( حتى لو كانت دول الناتو هي الوحيدة التي تعتبرها كذلك ) و لذلك فهي تخضع لاتفاقية جنيف فيما يتعلق بإدارة الحرب و معاملة الأسرى .
اذن كيف نقيس ردود الفعل تجاه استفزازات داعش ؟ بالنظر لتعرّض دول الناتو الى هجوم و تهديد ليس من مجموعة أو مليشيا و انما من دولة، فينبغي ان يكون الرد مناسبا لمستوى الجرائم و التهديد الذي تشكّله الدولة الإسلامية .
عن : تريند