اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > (المدى) تفتح ملف العاصمة المهمَّشة "15" ..مناطق بغداد تشكو الإهمال والتخطيط العشوائي

(المدى) تفتح ملف العاصمة المهمَّشة "15" ..مناطق بغداد تشكو الإهمال والتخطيط العشوائي

نشر في: 25 فبراير, 2015: 05:59 ص

بين أمين عاصمة سابق وأمين حالي كثـُر الحديث عن إقالته أو بقائه، ظل حال مناطق واحياء بغداد يدور في حلقة التشويه والإهمال والخراب نتيجة مشاريع سيئة التنفيذ والتخطيط هذا مع تخبط دوائر البلدية في عملها اليومي وبشكل خاص ملف الخدمات ورفع القمامة والتجاوز ع

بين أمين عاصمة سابق وأمين حالي كثـُر الحديث عن إقالته أو بقائه، ظل حال مناطق واحياء بغداد يدور في حلقة التشويه والإهمال والخراب نتيجة مشاريع سيئة التنفيذ والتخطيط هذا مع تخبط دوائر البلدية في عملها اليومي وبشكل خاص ملف الخدمات ورفع القمامة والتجاوز على الأملاك العامة الذي بات يُشكل خطرا كبيرا على شكل المدينة. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذا الإهمال والإجحاف بحق عاصمة كانت قبلة للعالم، ولماذا هذا التخطيط السيء لبعض المشاريع غير المدروسة ولا مخطط لها بشكل علمي دقيق، ولماذا هذا التجاهل لتراث المدينة المعماري ومحلاتها التراثية التي تشكل سمة خاصة ببغداد إذ يستمر ملف العاصمة المهمشة بالغوص في أحياء ومناطق بغداد في المركز والأطراف وكل أرجائها الأخرى؟
 
 
تربية الحيوانات 
المواطن خلدون قاسم سائق كيـا من سكنة منطقة الشعب قال: إن الأراضي التي تم توزيعها قبل عام 2000 وشيدت الدور على البعض منها، لم يتم تنفيذ أي مشروع خدمي فيها، خصوصاً مياه الصرف الصحي، وهذا الحال توسع من خلال الكثافة السكنية والتجاوزات التي حصلت على أراضي الدولة، بل أصبح بعض الدور مأوى لتربية الخيول والحيوانات الكبيرة مثل البقر والحمير وغيرها ، كما إن بعض المناطق هي خارج نطاق الخدمة حسب التوصيف الجاري وهذه حالة لابد من الوقوف عندها كون معظم الأمراض التي تنتشر في المنطقة بسبب هذه التجاوزات ووجود الحيوانات المنتشرة في الأزقة والمناطق السكنية . 
خلدون يوضح عند التوجه إلى منطقة الشعب يسبب مجسر تم تشييده حديثاً مشكلة لجميع أصحاب السيارات، فالطريق مليء بالمطبات والحفريات إضافة إلى الزحام المتوقع في أية لحظة كون هذا الطريق يمتد إلى مناطق خارج بغداد ومنها الحسينية والغالبية والخالص وبعقوبة والمحافظات الشمالية الممتدة إلى كركوك ، مشيراً إلى أن أعداد سيارات الكيا والكوستر العاملة في هذا الطريق تصل إلى المئات بسبب الكثافة السكانية، إذ لا تمر في هذه المنطقة سيارات حكومية، لهذا نرى أن السيارات الأهلية هي الأكثر عملاً في الشارع وبسبب عدم وجود ساحات مخصصة نرى الفوضى عارمة في الشارع على مدار الساعة.
مدخل واحد
المواطن فهد مهدي ذكر أن أكثر ما يزعج سكنة منطقة الجمعية في الدورة والقريبة من المصفى عدم فتح المنفذ الرئيس للدخول الى المنطقة والمحاذي لمصفى الدورة لأن في فتحه سيوفر وقتا كبيرا للدخول الى المنطقة والخروج منها مع بقاء المنفذ الحالي اضافة الى إحياء نصف المنطقة التي أصبحت مدينة مهجورة ! مشيراً: قامت مديرية مصفى الدورة بتوزيع الأراضي المحاذية للمصفى على منتسبيها وقد اتخذ هؤلاء طريق الجمعية الرئيس لإدخال وإخراج السيارات المحملة بالمواد الإنشائية ومواد البناء كالأجر والرمل والاسمنت والجص والحديد وغيرها، إضافة الى سيارات الأهالي ومن الطريق نفسه مما سبب زحاماً كبيراً في الشارع الرئيس والوحيد في الجمعية.
وأوضح مهدي: فتح ممر جديد لدخول وخروج السيارات بأنواعها من والى منطقة سكن موظفي المصافي (والتي غدت بالاسم فقط تسمى حي المصافي حيث تم بيع الاراضي للغير من قبل اصحابها) واختصار المرور للافراد فقط، سوف يقلل من العبء والزخم المروري لمنطقة الجمعية، مشيرا الى أن سعر الأمبير الكهربائي من المولدات الاهلية ما زال يغرد خارج سرب المعقول! فالأمبير الواحد في فصل الصيف بسعر 25 الف دينار اما في فصل الشتاء بسعر 15 الف دينار وقد تم تبليغنا بالزيادة في الشهر القادم بسبب (كما يدعون عدم تجهيزهم بالوقود مجاناً) ونحن بدورنا نتساءل اين دور اعضاء المجلس البلدي في المنطقة؟ واين اصحاب المولدات من تخفيض سعر الامبير حينما كانوا يجهزون بالوقود مجانا؟
هجرها العشرات بسبب الفوضي 
المواطن سيف طلال 31 عاماً يسكن منطقة حي المهدي سابقاً يوضح منذ طفولتي وانأ اسكن المنطقة وأتذكر جيداً توافد العديد من المسؤولين فى النظام السابق وبعد عام 2003 لغرض الاطلاع على الواقع المرير في المنطقة حيث يوجد أكثر من 60 ألف دار سكن ولا يخفى على الجميع ان بعض أجزاء المنطقة تشكو الإهمال من الماضي والحاضر إذ لا يمكن العيش في منطقة حيث يوجد المرض الانتقالي على مدار الساعة سواء في الشتاء أو الصيف وبعيداً عن التخسفات والتكسرات الممتدة منذ بداية شارع الصحة وشارع الجزائر فهناك غياب تام للخدمات المقدمة للمواطن خصوصاً في منطقة الرئاسة والمهدي وبسبب تلك المشاكل قررت أن أبيع الدار بسعر اقل بكثير وانتقل إلى منطقة أخرى .
في حين يتساءل طالب كلية الإدارة والاقتصاد سجاد حسين عن الأسباب الحقيقية وراء عدم تنفيذ المشاريع فى منطقة الشعب بالرغم من تخصيص المبالغ للإعمار في الميزانيات الانفجارية للسنوات السابقة؟! سجاد يضيف: أن المنطقة تشكو الكثير من الحالات غير الطبيعية وتأثيرها على أفراد المجتمع واضح من خلال الحالات الشاذة التي تبرز في المنطقة وهناك العديد من المشاهد والمناظر غير الحضارية ناتجة عن قصور واضح لدوائر الأمانة وقصور أيضا من المواطن وهنا لابد ان نشير إلى أن المواطن يمكن إن يكون خير عون في حال الحصول على خدمات حقيقية.
لم نـرَ مشروعاً متكاملاً 
المواطن سرمد حميد 34 عاماً يسكن بالقرب من مستشفى الزهراوي يوضح أن المنطقة تعاني من الإهمال الكبير على مستوى جميع الخدمات، فالكهرباء دائما ما تشكل المعاناة الأكبر لأهالي المدينة وبالتحديد في فصل الصيف وكذلك مجاري الصرف الصحي التي تكون في حالة انسداد على الدوام من دون أية معالجة وحتى لو كانت هنالك معالجة فتكون وقتية لا أكثر وهي حالة غير طبيعة ولا يمكن إن تستمر بهذا الحال . وأضاف سرمد إن سكنة المناطق وتحديداً حي المهدي والرئاسة وخلف المستشفى والمعروفة بنهاية الشعب هم مواطنون ولهم الحق بالعيش الكريم مطالباً من وقفة حقيقية لجميع المسؤولين والمختصين في وزارة الكهرباء وأمانة بغداد ودوائر الصحة والبيطرة والداخلية لغرض ايجاد حلول جذرية لهذه المعانات الكبيرة !
جميلة بـس بالاسم
حي جميلة من ضمن مناطق بغداد المهمة التي تتسم بالكثافة السكانية العالية لكن هذه المنطقة تعاني الأمرين اولا من مياه الامطار والفيضانات التي غالبا ما تدخل البيوت مع أول زخة مطر حتى لو كانت خفيفة، الأمر الذي حمل اهل المنطقة الكثير من المعاناة والبؤس، وبرغم كل المناشدات والتظاهرات لكن شيئاً لم يتغير بهذا الشأن، وهذا ما أكده المواطن كاظم عبد السادة الذي نقل معاناة وشكوى اهل المنطقة من تراكم النفايات والقمامة في ارجاء المنطقة، الازقة والشوارع الرئيسة، ناهيك عن مخلفات مخازن المواد الغذائية والصناعية التي تزداد يوما بعد آخر. مشيراً: الى معاناة الطلاب بالوصول الى مدارسهم خاصة الابتدائية بسبب الحُفر التي تحولت الى مستتنقعات مع زخة المطر الأخيرة. 
عبد السادة اشار الى ساحات وقوف السيارات التي تنتشر في منطقة جميلة وما يحيط بها من أحياء، حيث تم الاستيلاء على الكثير منها من قبل اناس لهم نفوذ في احزاب او مليشيات، وغالبا ما يتم هذا الاستيلاء بالتعاون مع المجالس البلدية التي تأخذ نسبة من ايرادات هذه الساحات. لماذا لم تقم الامانة باعادة هذه الساحات او تأجيرها الى من يستغلها الان لتشكل مردودا ماليا يمكن من خلاله تطوير المنطقة. والشيء الآخر هو استيلاء بعض اصحاب البيوت التي تقع على الشوارع الرئيسة على المساحات الفارغة أمام دورهم!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram