بالتأكيد جمهور التلفزيون يتذكرون (اسماعيل جلبي) في المسلسل الشهير الذي لا ينسى (النسر وعيون المدينة) . ولكن جمهور المسرح والعاملين فيه شيباً وشباناً ،هل نسوه ، الم يتذكروا نتاجاته المسرحية البارعة : (الحصار) و(الاشجار تموت واقفة) و(جسر آرثا) . الم يتذكر من درس تحت يده كيف كان مخلصاً في تدريسه لايبخل على احد بمعرفته، الا يتذكر طلبته كيف كان يدرِّس فن الالقاء على وفق نظريات (لاساك) . الا يتذكر طلبته كيف كان حريصاً على متابعة طلبة الاخراج عندما تولى رئاسة قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة وكيف كان يهتم بتحضير كتاب التلقين او كما كان يسميه (كتاب الاخراج) من قبل كل طالب واعتقد ان رفوف رئاسة القسم مازالت تحتوي نماذج منها.
بعث (بدري) الى الولايات المتحدة الاميركية ليدرس الاخراج في (معهد غودمان) في مدينة شيكاغو كما فعل من قبل اساتذته (ابراهيم جلال وجعفر السعدي وجاسم العبودي وبهنام ميخائيل) ، ولكنه تميز عنهم بمشاركة في تمثيل عدد من الادوار المهمة في مسرحيات انتجها ذلك المعهد واذكر انه شارك الممثلة المشهور (هيلين هيز) في احدى المسرحيات. وعندما عاد من بعثته اظهر هو الآخر تطلعه الى تطوير التقنيات المسرحية ابتداءً من ادوار الممثل ومروراً بالديكور المسرحي وانتهاءً بالاضاءة.
واظهر اهتماماً زائداً في تحقيق الايقاع المناسب للعرض المسرحي معتقداً ان عدم المسك بالايقاع الصحيح لجميع مشاهد المسرحية ولشخصياتها يؤدي الى فشل تلك المسرحية وذلك لعدم شد المتفرجين اليها، وهنا اذكر كيف قضى اسابيع عديدة مؤكداً على الايقاع خلال تمارين مسرحية (جسر آرثا) والتي شاركت بتمثيل الدور الرئيسي الى جانب زوجته الممثلة البارعة (ابتسام) وقديسة المسرح (آزادوهي) وحقق نجاحاً منقطع النظير عندما عرضت المسرحية في مسرح المنصور خلال ايام احدى المهرجانات العربية.
كانت اولى مشاركتي لبدري حسون فريد عندما كنا طلبة في معهد الفنون عندها استدعاني لتمثيل دور رئيسي في مسرحية من تأليفه واخراجه قدمناها في مدينة كربلاء المقدسة ،وهو من مواليد تلك المدينة، واتذكر المصاعب والمتاعب التي صادفت تقديم ذلك العمل في تلك المدينة واتذكر الجمهور الغفير الذي شاهد العرض واستحسنه، وكانت مشاركتي المهمة الثانية مع المخرج بدري حسون فريد عندما عهد لي تمثيل دور رئيسي في مسرحيته (الحصار) من تأليف عادل كاظم وانتاج الفرقة القومية للتمثيل، وكان معي من الممثلين: غازي التكريتي وعزيز عبدالصاحب ويعقوب الامين وسليمة خضير. وتدور احداث المسرحية حول حصار الكوت من قبل الجيش العثماني بعد ان تمرد سكان المدينة وثاروا ضد الاحتلال.
واتذكر كيف انه كان يلح على تحقيق الدقة التأريخية في الازياء وبعكس ذلك لم يتمسك بتحقيقها في المناظر من باب التجديد . وكانت مشاركتي الاهم قيامنا سوية بتأليف اربعة اجزاء للكتاب المنهجي (فن الالقاء) وكذلك بتأليف كتاب (مبادئ الاخراج المسرحي).
بدري حسون فريد – للأسف – وبعد ان اضطر الى الهجرة خارج العراق وتعرضه لمرض اتعبه ولشعوره بأن المؤسسات الفنية قد همشته او ربما نسيته ونسيت ابداعاته في التمثيل والاخراج . وبعد عودته الى بلده، نراه يهجر العاصمة بغداد لينزوي في مدينة اربيل آمناً مطمئناً لبقية ايام حياته. اتمنى من كل قلبي ان يعود بدري حسون فريد الى الساحة المسرحية ليتحفنا بابداعات جديدة وتمنياتي له بالصحة والعمر الطويل.
لنتذكر بدري حسون فريد
[post-views]
نشر في: 2 مارس, 2015: 03:59 ص
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...