TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يا الله

يا الله

نشر في: 2 مارس, 2015: 05:15 ص

مذ ان فتحت هذين العينين على الحروب التي ابتلي بها العراق، خارجية او داخلية، الى اليوم، لم اشعر بعدالة أي منها. كلها، كنا نحن فيها المعتدون، او اننا دفعنا لها دفعا بسبب طيش هذا الحاكم أو غباء ذاك. وفي كل مرة يخرج منها الطايش ويسلم منها الغبي ويدفع ثمنها أولاد الخايبات.
أما البارحة وبعد قرار شن الحرب لتحرير تكريت شعرت لأول مرة برغبة محمومة ان أشارك فيها، رغم ان العمر اخذ مني ما أخذ. انها الحرب العراقية العادلة الأولى.
ولأنها عادلة نهض معها العراق. ولأول مرة يخرج نور العراق كله للظلام كله. كما الطفل أرى وجهك ضحاكا وثغرك باسما يا عراق. لا سنيا يخاف حشدك الشعبي، ولا شيعيا فيك يخاف من أخيه السني. نهضت وقلبي معك يصيح: يا الله.
ها هو العراق من بعد النومة الطويلة يمشي على طوله. سماؤه حلوة. أرضه أحلى. وما كانت السماء تحلّو ولا الأرض لولا العدل. والعدل لا يحل بين قوم الا اذا احتكموا الى عقولهم. والاحتكام الى العقول يحيي الضمائر. والضمائر الحية تحيي النفوس. وان حييت النفوس انتصرت.
لا اظن ان عراقيا واحدا يشك في الانتصار على الدواعش في تكريت هذه المرة. لا يشك لأن قائد الحرب لم يختل في جحر ولم يختبئ خلف اسوار الخضراء، كما كان يفعل السابقون، بل كان هناك على الطبيعة بشعره الأبيض غير المصبوغ وبكلماته القليلة جدا من دون هذيان او لف او دوران. لم يحضر معه "عدّة" استكاناته الخاصة بشرب الشاي بل شرب مما تشربه الناس. ولا يخاف الناس او يخشى الشرب من مشاربهم الا من كان ظالما او مرعوبا من دواخله. عدلت فأمنت وحللّت خبزتك يا ريّس.
الله الله يا شجعان: قلبي معكم على السواتر لا يغفوا ولا يرتاح الا ان اراكم قد عدتم سالمين وقد كحلتم عيون أمهات وبنات تكريت بالحب بعد ان ابكاها الهمج الرعاع دما اسود.
يا الله .. أرنا أنك تحبنا مثلما أحببنا بعضنا اليوم في صلاح الدين.
ويا الله .. لا تؤاخذ أبناءنا بسفاهة حكامنا السابقين، الاغبياء منهم والطائشين، إسلاميين كانوا او علمانيين، يا ربّ العالمين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سدير

    اخي الاستاذ هاشم فرحنا معك ونريد ان يكون الشعب هكذا ملتحم ويحب بعضهم البعض ونريد رئيسا للوزراء هكذا يعطي الاجوبة المقنعة واول من يكون متقدما في ساحة المعركة ..بارك الله فيك السيد حيدر العبادي وحفظك

  2. ابو سدير

    اخي الاستاذ هاشم فرحنا معك ونريد ان يكون الشعب هكذا ملتحم ويحب بعضهم البعض ونريد رئيسا للوزراء هكذا يعطي الاجوبة المقنعة واول من يكون متقدما في ساحة المعركة ..بارك الله فيك السيد حيدر العبادي وحفظك

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram