TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "صدّاميون" يقاتلون داعش

"صدّاميون" يقاتلون داعش

نشر في: 4 مارس, 2015: 05:12 ص

العشرات من ضباط الجيش السابق ، من منتسبي قوات الحرس الجمهوري ، والامن الخاص ، من ابناء محافظة صلاح الدين انضموا الى افواج الحشد الشعبي لتحرير مدنهم من سيطرة تنظيم داعش ، المعلومة وردت على لسان مسؤولين محليين ، وقادة الحشد الشعبي من الفصائل المسلحة المشاركة مع الاجهزة الامنية في عملية التحرير رحبوا بهذه الخطوة ، وعدوها فرصة باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية ، وتوحيد الصفوف لمحاربة الارهاب ، بوصفه يستهدف الجميع من الشيعة والسنة والكرد والتركمان وبقية المكونات العراقية الاخرى على اختلاف انتماءاتها الدينية والعرقية ، وتصريحات القادة الامنيين هي الاخرى اكدت مشاركة مسلحي عشائر المحافظة في العملية ، والمعروف عن معظم ابناء تكريت ، انهم من منتسبي الاجهزة الامنية المنحلّة ، قوات الحرس الجمهوري ، والامن الخاص ، لطالما وصفوا بالصداميين وازلام النظام السابق ، ويخضع لهذا الوصف من انضم الى داعش وارتكب جرائم ارهابية ، وتورط في تنفيذ جريمة قاعدة سبايكر، وهناك من اختار الانضمام الى فوج "أمية جبارة" المنضوي ضمن الحشد وخاض منازلة ربما تكون الاولى من نوعها في العراق،تلغي الانقسام الطائفي والمذهبي، وتحمل راية الدفاع عن الوطن من عصابات اجرامية ، وفرت لها بيئة التناحر والخلاف السياسي ميدانا واسعا لممارسة نشاطها ، فدفع العراقيون ضريبة باهظة الثمن ، لانجرارهم وراء الحمقى من اصحاب نظرية السلطة للحزب الحاكم.
"الصداميون" من فئة الملائكة ان صح التعبير بانضمامهم الى الحشد الشعبي هل يتخلصون من لعنة لازمتهم منذ سنوات من قبل قوى سياسية ادعت تبنيها شعارات التسامح وتحقيق المصالحة ، وتجاوز تركة ثقيلة؟ الحرب ضد الارهاب مع تمنيات كل العراقيين بتحقيق النصر وطرد آخر ارهابي مستورد من دول الجوار ، ستفرز بلاشك واقعا آخر يرسم ملامح خريطة جديدة للتفاهمات ، تلغي كل مظاهر الخلافات السابقة ، وتؤسس لبناء قاعدة صلبة للوحدة الوطنية ، مدعومة باداء تشريعي فاعل من قبل مجلس النواب بانجاز تشريع القوانين المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية في العراق بعيدا عن النظرة الضيقة لحقوق المكونات والدوافع المذهبية .
اغلب ابناء عشائر صلاح الدين اصطفوا مع القوات الامنية ، بدافع الشعور الوطني للخلاص من الارهاب ، وقرابة ثمانين ضابط ركن من منتسبي الجيش السابق والاجهزة الامنية المنحلة ، حملوا سلاحهم الشخصي ضمن مسلحي العشائر ، ومنهم من شارك القادة العسكريين في وضع الخطط واختيار محاور الهجوم . ولم ينتظروا من الاعلام المحلي تسليط الضوء على نشاطهم ، فهم من زواية النظر الضيقة ، مازالوا "صداميين " فيما قال رئيس مجلس الوزراء ان مسلحي العشائر هم من منتسبي الحشد الشعبي، والواجب الوطني يتطلب دعمهم ومساندتهم ، ولكن كيف يتم التخلص من" لزكة الصداميين " ولاسيما ان تحرير الاراضي العراقية من سيطرة داعش سيفرض واقعا آخر ، لصالح قوى جديدة اثبتت فعلا انها صاحبة المشروع الوطي العابر للاصطفافات الطائفية والمذهبية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. ابو اثير

    هؤلاء مقاتلون وطنيون شجعان وعراقيون أصلاء مثل أخوانهم مقاتلوا الحشد الشعبي البسلاء ... المعركة ألآن هي معركة الشعب العراقي بجميع طوائفه ومذاهبه وغدا عند حلول النصر على داعش سيصنفون على كونهم مقاتلين عراقيين دون تسمية هذا شيعي وهذا سني وهذا كردي الكل مقاتل

  2. عادل زينل

    زمن طويل حصل فيه الموالون لصدام لقب ( صداميون ) حتى امسى ذلك اللقب كريهآ وزمن قديم - حديث حصل فيه المنتمي الى حزب الدعوة صفة ( دعوجي ) ولو قيض ان يمتد حكم حزب الدعوة الى اكثر ماهو عليه الان لأضحت كلمة دعوجي مكروهة هي الاخرى , أويد رؤيتك ايها المبدع علاء ح

  3. ابو اثير

    هؤلاء مقاتلون وطنيون شجعان وعراقيون أصلاء مثل أخوانهم مقاتلوا الحشد الشعبي البسلاء ... المعركة ألآن هي معركة الشعب العراقي بجميع طوائفه ومذاهبه وغدا عند حلول النصر على داعش سيصنفون على كونهم مقاتلين عراقيين دون تسمية هذا شيعي وهذا سني وهذا كردي الكل مقاتل

  4. عادل زينل

    زمن طويل حصل فيه الموالون لصدام لقب ( صداميون ) حتى امسى ذلك اللقب كريهآ وزمن قديم - حديث حصل فيه المنتمي الى حزب الدعوة صفة ( دعوجي ) ولو قيض ان يمتد حكم حزب الدعوة الى اكثر ماهو عليه الان لأضحت كلمة دعوجي مكروهة هي الاخرى , أويد رؤيتك ايها المبدع علاء ح

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram