ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان روتردام السينمائي الدولي اختار عدد من النقاد العالميين سبعة أفلام روائية ووثائقية مدهشة بحسب توصيفهم، وهي كذلك فعلاً، بغية عرضها ضمن برنامج خاص أطلقوا عليه اسم "اختيارات النقاد" ومن بين هذه الأفلام ن
ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان روتردام السينمائي الدولي اختار عدد من النقاد العالميين سبعة أفلام روائية ووثائقية مدهشة بحسب توصيفهم، وهي كذلك فعلاً، بغية عرضها ضمن برنامج خاص أطلقوا عليه اسم "اختيارات النقاد" ومن بين هذه الأفلام نذكر "القضية الغريبة للدكتور جاكل والآنسة أوزبورن" للمخرج الفرنسي فاليريان بروستك، "الحياة نفسها" للأميركي ستيف جيمس، "أكاذيب المنتصرين" للألماني كريستوف هوغهوسلر، و Laggies للأميركية لين شيلتون التي عنونت النسخة الإنكليزية باسم "قُل متى؟" وهي في مجملها أفلام مهمة ومثيرة للجدل.
يمكن أن نصنّف Laggies بأنه فيلم رومانسي وكوميدي في آنٍ معا لكن ثيماته الرئيسة والفرعية تتجاوز حدود الحب والكوميديا إلى الطلاق، والخيانة الزوجية، والتراجع، والانكفاء على الذات، واتخاذ القرارات المصيرية التي قد تقلب حياة الإنسان رأساً على عقب تماماً كما حصل لميغان "كيرا نايتلي" التي لم تغادر مرحلتي الصبا والشباب ولا تريد أن تندفع إلى الأمام قليلاً لتغيّر من نمط حياتها التي بدت رتيبة هادئة لم تزلزلها قراراتها الشخصية الحاسمة بعد فظلت كسولة مسترخية فتأخرت عن غالبية أقرانها الذين عرفتهم في مرحلة الدراسة الإعدادية قبل عشر سنوات. وها هي اليوم تحْضر حفل زفاف إحدى صديقاتها التي ودعت حياة العزوبية بحثاً عن التغيير وتماشياً مع سُنة الحياة. وفي هذه الليلة بالذات يقترح عليها صديقها أنتوني "مارك ويبَر" أن يضع خاتم الخطبة في إصبعها لكنها ترفض وتطلب منه تأجيل الموضوع قليلاً. ومما زاد في إرباكاها أنها اكتشفت أن والدها كان يخون أمها مع امرأة أخرى بحجة الملل والرغبة في التغيير بعد ثلاثة عقود من الزواج.
تلتقي ميغان في الليلة نفسها بأنيكا " كولي غريس موريتز" التي لم تجتز عامها السادس عشر بعد وتعيش مع أبيها المحامي الأعزب حالياً الذي انفصل عن زوجته قبل بضعة سنوات. وبما أن أنيكا لم تبلغ سن الرشد بعد هي وثلة أصدقائها فإنها تلتمس من ميغان أن تشتري لهم بعض النبيذ من مول مجاور فتوافق هذه الأخيرة لأنها تذكرت حادثاً مماثلاً وقع لها حينما كانت دون السن القانونية ولم يُسمح لها باقتناء النبيذ. لم تنتهِ العلاقة مع أنيكا عند هذا الموقف العابر بل توجه الدعوة إلى ميغان فتوافق هذه الأخيرة على أن تبقى برفقتهم لمدة ساعة واحدة لا غير لكن الأحداث تتطور حينما تطلب من أنيكا أن تمكث في بيت أبيها مدة أسبوع كامل بعد أن قررت تأجيل الخطوبة والزواج لمدة أسبوع في الأقل بحجة حضورها أحد المؤتمرات، بينما هي في واقع الحال لا تستطيع أن تتخذ قرارات مصيرية كانت تتركها لأمها وأبيها قبل أن ينفصلا بعد البرود الذي شابَ علاقتهما العاطفية. وها هي الآن تتسلل إلى منزل أبي أنيكا خلسة كي تغيب مدة أسبوع عن عيني صديقها الذي يحبها ويروم الزواج منها، غير أن سياق الأحداث ينعطف باتجاه آخر حينما يكتشف غريج، والد أنيكا، وجود ميغان مستلقية في غرفة ابنته فيستجوبها ويقتنع إلى حدٍ ما بالقصة التي سردتها له فيوافق على أن تنام في صالة الاستقبال وليس في غرفة ابنته. ثم بدأ يطمئن لها، ويثق بوجودها إلى الدرجة التي كان يتركها وحيدة في المنزل بينما يخرج هو إلى عمله وأنيكا إلى مدرستها. وحينما يعود مساء يقبِّلها في المطبخ ويخرج إلى أحد الحانات المجاورة وحينما يعودان يتعانقان في الطريق ثم يمارسان الحب في المنزل. وفي اليوم الثاني تضبطهما أنيكا وهما يقبلان بعضهما بعضا. وعلى الرغم من أن ميغان قد خبأت قصة خطوبتها عن كَريج وابنته إلا أنها سرعان ما تداركت هذا الخطأ غير المقصود وأصرّت على أنها لا تريد الارتباط بصديقها السابق أنتوني لأنها وجدت مشاعرها الحقيقية تتحرك تجاه كَريج الذي وجد فيها شخصية مضحية تتحمل أوزار الآخرين فحينما سبّب باتريك حادثاً مرورياً تبرعت ميغان للقول بأنها كان تقود السيارة على الرغم من أن آثار الكحول لا تزال تُشم من فمها الأمر الذي يضعها في مواجهة السجن أو الخروج بكفالة. لقد وجدت ضالتها في كَريج "سام روكويل" لذلك عاودت الكرّة من جديد وأفلحت لأنها حسمت أمرها هذه المرة وقالت بصريح العبارة أنها وقعت في حبه ففتح لها بابَ قلبه وبابَ منزله على حد سواء.
يتفق النقاد الأميركيون على وجه التحديد بأن هذا الفيلم يروي قصصاً متسلسلة الأحداث وإن جاء التركيز فيها على الآباء تحديداً وبالذات والد ميغان من جهة، ووالد أنيك من جهة أخرى إلاّ أن الأبناء لهم حصتهم الكبيرة وبالذات حصة البطلة ميغان التي طغت على الجميع لكنها منحت الآخرين حق البوح والمكاشفة فتعرفنا على إشكالات أنتوني من جهة، وهموم كَريج من جهة أخرى، ومحن أنيكا وما تعانيه من توزعها بين أبوين منفصلين لا يطيقان بعضهما بعضا. ثم مجيء هذه القادمة الجديدة التي جسدت دور الأم والصديقة والأخت الكبرى والحبيبة وقد تألقت فيهن جميعاً. ولابد أن المشاهد الكريم يتذكر توهجها في أدوار عديدة من بينها "غرور وتحامل"، "حافة الحب"، "الليلة الأخيرة"، "آنا كاريننا"، "الدوقة"، "لعبة التقليد" وغيرها من الأدوار الجذابة التي لا تُنسى. أما الممثل الأميركي سام روكويل فقد أدى هو الآخر دوره باتقان شديد وربما يتذكر المشاهد المتابع للأفلام الأميركية أدرواه في الأفلام الآتية مثل "البحث عن جيمي ذي العين الواحدة"، "القبض على جينا"، "حلم ليلة صيف"، "اعترفات عقل خطير" وسواها من الأفلام ذائعة الصيت. لابد من الإشادة بدور الممثلة الشابة "كولي غريس" التي أدت دور أنيكا وأجادت فيه، بل أنها قدمّت أنموذجاً للشخصية العفوية السلسة التي يعشقها المعجبون الشباب على وجه التحديد.
وقد عزز القصة والأداء مونتاج الفيلم الذي برع فيه المونتير الأميركي نات ساندرز الذي عرفناه في بضعة أفلام أبرزها "علاج للسوداوية" ولا يزال يعد بالكثير. أما مخرجة هذا الفيلم خفيف الظل لين شيلتون فقد أخرجت حتى الآن تسعة أفلام نذكر منها "ما المضحك؟"، "رجال ممسوسون"،"فتاة جديدة".
جميع التعليقات 2
عبدالقادر المعيني
الرمانسية ..المصرية الجنسية الوحيدة من دول العالم تعترض بعدم التركيز عليها .ويجب المخرج احترام الدول المسلمة والعربية وعدم العقد بهذه الامور وهي لاثم
عبدالقادر المعيني
الرمانسية ..المصرية الجنسية الوحيدة من دول العالم تعترض بعدم التركيز عليها .ويجب المخرج احترام الدول المسلمة والعربية وعدم العقد بهذه الامور وهي لاثم