اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كيف نقرأ هذا التقرير؟

كيف نقرأ هذا التقرير؟

نشر في: 27 فبراير, 2015: 05:03 ص

أحدث تقرير أممي عن أوضاع حقوق الإنسان في العراق، وبخاصة على صعيد الانتهاكات، لا ينبغي أن يقال عنه "جيد.. ولكن"، لاستثناء أجهزة الأمن الحكومية وعناصر الميليشيات مما ورد في التقرير من وقائع تدين هذه الجهات، فضلاً عن داعش، بالتورط في هذه الانتهاكات.
التقرير صدر في جنيف الاثنين الماضي عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى المنظمة الأممية، وهو يستعرض انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان ذات طابع طائفي متزايد، وتدهوراً في سيادة القانون في مناطق كبيرة من البلاد، ويغطي فترة ثلاثة أشهر من 11 أيلول إلى 10 كانون الأول 2014.
يوثّق التقرير سلسلة من الانتهاكات الجسيمة والسافرة ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً انها جرت "بشكل ممنهج وواسع النطاق"، واشتملت على قتل المدنيين والخطف والاغتصاب والرق والاتجار بالنساء والأطفال والتجنيد القسري للأطفال وتدمير الأماكن ذات الأهمية الدينية والتراثية والنهب والحرمان من الحريات الأساسية وجرائم أخرى. كما "تم على نحو منهجي ومتعمد استهداف أفراد المكونات العرقية والدينية العراقية المتنوعة (التركمان والشبك والمسيحيين والإيزيديين والصابئة والكاكائيين والكرد الفيليين والشيعة العرب وآخرين) بهدف "تدمير وقمع وطرد هذه المكونات بشكل نهائي من المناطق التي تخضع لسيطرة داعش".
ويستعرض التقرير ما قام به داعش من قتل لأسرى من قوات الأمن العراقية وأشخاص يشتبه داعش بارتباطهم بالحكومة العراقية أو بعدم ولائهم له، وشمل ذلك رجال دين وقادة مجتمع ورؤساء عشائر وصحفيين وأطباء ونساء سياسيات وناشطات بارزات في المجتمع.
ويخلص التقرير على هذا الصعيد الى أنه "قد يرقى الكثير من الانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبها داعش إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وربما جرائم الإبادة الجماعية".
الى جانب هذا يورد التقرير وقائع تخص انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ارتكبتها قوات أمن عراقية وجماعات مسلحة (ميليشيات). مرتبطة بشكل ما بهذه القوات أو على علاقة بها، ويقول إن "الجماعات المسلحة التي تدّعي ارتباطها أو دعمها للحكومة قد ارتكبت هي الأخرى عمليات قتل مستهدف، بما في ذلك قتل مقاتلين أسرى من داعش والجماعات المسلحة المرتبطة بها وعمليات خطف للمدنيين وانتهاكات أخرى"، منها "عمليات إعدام تمت خارج نطاق القانون".
بالطبع، داعش ليس لديه غير القتل والذبح وسبي النساء واغتصابهن وتدمير حتى الجوامع والمساجد وسائر دور العبادة والأوابد التاريخية، شواهد الحضارة الإنسانية، وبالعودة بالزمن الى الوراء نحو 15 قرناً .. هذه هي رؤية داعش الواضحة ورسالته المعلنة.. لكن ما بالنا نحن، في أجهزة الأمن والميليشيات، نرتكب الانتهاكات نفسها، وبخاصة القتل العشوائي أو على الهوية وتدمير الممتلكات في المناطق التي يُهزم فيها داعش وخارجها؟.. حتى المرجعية الدينية العليا في النجف وثّقت هذا وندّدت به وطالبت غير مرة بوضع حدّ فوري له.
ما كان لداعش أن يكون وأن يتمدد على طول ثلث البلاد وعرضه ويدقّ أبواب العاصمة بغداد، لو لم تكن هذه الانتهاكات تمتد في تاريخها الى ما قبل غزو داعش بسنوات.. داعش لن يُردّ على أعقابه بالسلاح وحده، ولن يُهزم من دون كسب سكان المدن والقرى (السنية) التي يحتلها.. هذا الكسب لن يكون باستمرار إساءة معاملتهم ولو بأدنى مستوى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram