الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية اعتمدت قاعدة النقاط في رصيد الكتل النيابية للحصول على الحقائب الوزارية . وبعد تقاسم السيادية لمن حمل الدوشيش ، تكون حصة الاخرين وزارات خدمية طبقا لقواعد لعبة الدومنة ، فصاحب" الدوبيش" ربما تكون حصته وزارة النقل ، او البلديات والاتصالات والاشغال والاسكان ، وحين تصل القسمة الى حاملي "الدوبارة والهبيك والهبياض" فليس امام هؤلاء الا مسح ايديهم بالحيطان ، ومن كان منهم سعيد الحظ ويتمتع بمقبولية ، وصفحته بيضاء ، ولم يرد اسمه في سجلات اجتثاث حزب البعث المحظور دستوريا ، قد يتولى شغل منصب مستشار او وكيل وزير ، وتعيس الحظ يبقى عضوا في مجلس النواب ليتفرغ لنشاط اقامة المؤتمرات الصحفية ، والظهور شبه اليومي قبل عرض فيلم السهرة عبر الفضائيات ليتحدث عن الفساد المستشري في العراق ، وتعطيل مشاريع القوانين المهمة ، وتدهور الاوضاع الامنية . وهذا النموذج ينطبيق على العشرات من السياسيين الذين لم يحصلوا على "الدور جهار" في لعبة الدومنة فصبوا غضبهم على المحاصصة واتهموا الولايات المتحدة الاميركية بتعليم النخب السياسية العراقية هذا الدرس المستورد من تجارب خارجية.
في المفاوضات الماراثونية التي تسبق تشكيل الحكومة، تعلن احدى الجهات رفضها حمل حقائب الوزرات السيادية ، وتؤكد رغبتها في الحصول على الخدمية ، لتثبت للراي العام المحلي وقواعدها الشعبية ، بانها حريصة على توفير الخدمات والقضاء على ازمات الكهرباء والسكن وشبكة مياه الصرف الصحي ومشكلة الفقر ، فضلا عن تبينها مشروع قانون يمنح العراقيين رواتب شهرية من واردات النفط ، بعد تسوية الخلافات بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان حول القضية النفطية ، بتشريع قانون النفط اوالغاز الراقد في نوم عميق منذ العام 2007 . وفي مراجعة سريعة لانجازات الوزارات الخدمية ، على مدى اكثر من عشرة اعوام ، يضطر العراقي الى ان يمسح يديه بالحيطان ، فما قبضه من التصريحات والوعود مجرد "هبياض" وعليه ان يتحمل ثمن دفع "جايات لاعبي الدومنة " الذين حملوا حقائب وزارية في الحكومات المتعاقبة من زمن بريمر وحتى الوقت الحاضر ، وبعضهم غادر البلاد ، واستقر في عواصم اوروبية ، بعد ان ضمن مستقبل ابنائه واحفاده برصيد مالي ضخم.
الحالمون بمستقبل افضل من العراقيين ، ونتيجة سقوط العديد من مدنهم بيد الجماعات الارهابية ، توجهت انظارهم هذه الايام الى تحقيق النصر الناجز بالقضاء على داعش ، والاهتمام بتوفير الخدمات ومعالجة الازمات ما عاد يحتل الدرجة الاولى في سلم اهتماماتهم ، فلاضير من انتشار مكبات النفايات في العاصمة ، وطفح مياه المجاري ، واغراق الاسواق المحلية بمواد لا تصلح للاستهلاك البشري ، وارتفاع معدلات الاصابة بالامراض السرطانية ، وتأجيل تنفيذ الخطط التنموية لحين ارتفاع اسعار النفط بالاسواق العالمية ، في ظل هذه المحنة والمصيبة السوداء ، مازال شعار " العراقي ينتصر" مرفوعا في ساحات وشوارع العاصمة بجوار صورة صاحب الدوبيش .
"دوبيش" الوزارة الخدمية
[post-views]
نشر في: 27 فبراير, 2015: 05:22 ص