اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لعنة سنحاريب

لعنة سنحاريب

نشر في: 27 فبراير, 2015: 06:43 ص

لا نزال نتحدث عن المؤامرة الاميركية، ونكاد ننشغل كل يوم في مغامرات التحليل السياسي ونتقافز في الفضائيات في برامج فقدت صلاحيتها للاستخدام الادمي، من أوصلنا إلى مشهد تهديم اثار الموصل، ومن قبله مشاهد تفجير الجوامع ونبش القبور.. لماذا ننسى ان كراريس التراث تعلمنا كل يوم ان لاشيء امضى وانفع من طعنة نجلاء في أجساد من لا يؤمنون بأفكارنا؟.
لماذا اصابنا الاسى ودخلنا في دهاليز الدروشة الوطنية، ونحن نرى الدواعش يستمتعون بتهشيم ما تبقى من حضارة الاشوريين، منذ سنوات ونحن نعاني من داء الخرس، نرى مسيحيي العراق، يقتلون ويهجرون من بيوتهم بسبب خطاب سياسي طائفي كاره لكل ما حوله، فنضع رؤوسنا في الرمال، وحين جردت البلاد من آخر مسيحييها عنوة، وبأوامر من امراء الطوائف، لم نجد امامنا سوى ان نتضامن " فيسبوكيا " مع الضحايا ونعجز حتى من أن نصرخ بصوت واحد: كفى؟
منذ سنوات اصر البعض على ان ينفي ويشرد جميع آشوريي وكلدان وارمن وايزيديي وصابئي هذه البلاد، بعدما تفننوا قبل اكثر من نصف قرن في " فرهود " اليهود.
من كان يصر على محاصرة المسيحيين واجبارهم على ترك بيوتهم؟.. هل تدرون ان في كل قضايا التهجير الطائفي والقتل على الهوية.. لم يُحاسب المتسببون، لأن التقارير الرسمية، تنكر كل ما يقال عن هذا الموضوع وتشتم من يتحدث عنه.
ليست القضية في قطع رؤوس سنحاريب وكلكامش.. لكنها في الجماعات الظلامية التي لا تريد للناس أن تعيش في النور.. وليس بعيداً عما جرى في الموصل، الاوامر التي صدرت بتهديم جسر المحبة في البصرة ومطاردة كل من يتفوه بكلمة حب في شوارع بعض المحافظات.
لا مكان للاختلاف مع الآخر.. فالفأس دائما حاضرة وهي نفس الفأس التي أرادت اقتطاع رأس أبو جعفر المنصور، وهي نفسها التي قررت في زمن رئيس البرلمان السابق اياد السامرائي طرد موظف من البرلمان، جريمته الوحيدة انه ينتمي للطائفة الارمنية، لان السيد السامرائي رجل مؤمن ويخاف من " نجاسة " المسيحيين، وهي نفسها التي دفعت سياسي ينتمي الى حزب اسلامي مثل عبد الكريم السامرائي يستنكف ان يحضر مراسم استلام خلفه وزير العلوم والتكنولوجيا، لا لشيء سوى ان الرجل مسيحي، فالوزير السابق يخاف على وضوئه ان يتدنس.
وهي نفس الفأس التي حطمت جمعية اشور بانيبال الثقافية في بغداد، وهي نفس الفأس التي كان يحملها خضير الخزاعي الذي اراد ان يغلق معهد الفنون الجميلة لان واجهته مليئة بالتماثيل، وهي نفس الفأس التي دفعت قياديا كبيرا لان يصرخ في مجلس النواب معترضا على تخصيص ميزانية لوزارة الثقافة "حرام يا جماعة تصرفون اموال العراق على الراقصات" وهي نفس الفأس التي دفعت نائبة برلمانية لان تحضر احتفال اقامته احدى المدارس بمناسبة بلوغ تلميذات الصف الثالث الابتدائي سن التكليف الشرعي.
يا سادة ما جرى هو نتاج نظام سياسي، تولاه طائفيون وفاسدون. وبدل تحقيق حلم التغيير بحياة امنة ومستقرة، انتشرت المآسي في كل مكان وبدلا من العلم والعدالة الاجتماعية انتشرت الخرافة والجهل والطائفية.
نظام يريد اصحابه ان يتحكمون لوحدهم في.. وتحميهم مليشياتهم من المحاسبة.. ويطردون الجميع من البلاد عندما يشاءون!
لماذا؟
لانهم يؤسسون للخراب، وهذه أقسى لعنة ستظل تطاردنا جميعا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. رمزي الحيدر

    نعم أن الأسلام السياسي الذي أسس خراب الجمهورية العراقية ونهنأهم على ولادت إبنهم الاول ( داعش )، ونهنأهم ونقول لهم (الأبن طالع على أبوه ).

  2. داخل السومري

    اول الفرحين بتهديم الآثار الآشورية هم رئيس الوزراء ووزير خارجيته وكل قيادة حزب الدعوة من وليد الحلي وحسن السنيد وحسين بركة الشامي رئيس جامعة التخلف وغيرهم من قيادة التخلف.اما الحزب الاسلامي(اخوان المسلمين)فهم اصحاب المعول الذي هشم هذه الآثار التراثية.وأنا

  3. رأي صريح

    مع شديد الأسف اصبح رأي الرعاع والمتخلفين هو السائد فلا يمكن ان نلوم هؤلاء الساسه الجهله لان الأدهى هو من يقف من ورائهم وهم ناخبيهم الجهله والذين جاؤو بمثل هؤلاء لحكم بلاد كانت منارا فكريا على مر العصور، ولن يكون هناك حل قريب حتى يسود رأي المتعقلين ويدرك ع

  4. رمزي الحيدر

    نعم أن الأسلام السياسي الذي أسس خراب الجمهورية العراقية ونهنأهم على ولادت إبنهم الاول ( داعش )، ونهنأهم ونقول لهم (الأبن طالع على أبوه ).

  5. داخل السومري

    اول الفرحين بتهديم الآثار الآشورية هم رئيس الوزراء ووزير خارجيته وكل قيادة حزب الدعوة من وليد الحلي وحسن السنيد وحسين بركة الشامي رئيس جامعة التخلف وغيرهم من قيادة التخلف.اما الحزب الاسلامي(اخوان المسلمين)فهم اصحاب المعول الذي هشم هذه الآثار التراثية.وأنا

  6. رأي صريح

    مع شديد الأسف اصبح رأي الرعاع والمتخلفين هو السائد فلا يمكن ان نلوم هؤلاء الساسه الجهله لان الأدهى هو من يقف من ورائهم وهم ناخبيهم الجهله والذين جاؤو بمثل هؤلاء لحكم بلاد كانت منارا فكريا على مر العصور، ولن يكون هناك حل قريب حتى يسود رأي المتعقلين ويدرك ع

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram