اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > في يوم المرأة العالمي.نساء العراق .. بين البحث عن الحقوق وتركات الحروب والإرهاب

في يوم المرأة العالمي.نساء العراق .. بين البحث عن الحقوق وتركات الحروب والإرهاب

نشر في: 7 مارس, 2015: 03:07 ص

يأتي عيد المراة هذه العام ونساء العراق في وضع لا يحسدن عليها ابدا، منهن سبايا بيد قوى الارهاب والظلام، واخريات في مخيمات النزوح وحالهن لايسر احدا، واخريات فقدن ابناءهن في مجزرة مروعة سميت سبايكر، ونساء عيونهن على الدرب بانتظار أولادهن الذين يتسابقو

يأتي عيد المراة هذه العام ونساء العراق في وضع لا يحسدن عليها ابدا، منهن سبايا بيد قوى الارهاب والظلام، واخريات في مخيمات النزوح وحالهن لايسر احدا، واخريات فقدن ابناءهن في مجزرة مروعة سميت سبايكر، ونساء عيونهن على الدرب بانتظار أولادهن الذين يتسابقون في الدفاع عن بقية نساء العراق.
يمر يوم المراة العالمي ونساء العراق مايزلن يطالبن بحقوقهن الاجتماعية والإنسانية والدستورية، وقد تكون دعوة رئيس الوزراء الأخير بضرورة اعطاء مناصب للمرأة في دوائر ومؤسسات الدولة كافة، جاءت في وقتها خاصة بعد تشكيل الحكومة التي لم تضم سوى وزيرتي الصحة والمرأة.

 

إعادة دمجها في المجتمع

رئيسه دائرة اوروبا في وزارة الخارجية (صفية السهيل) قالت: في كل عام نتمنى للمرأة ان تعيش بسلام وأمان وان تنعم بحياة هادئة وامينة ومستقرة، تحفظ كرامتها. واستدركت السهيل : في المرحلة المقبلة لابد من اعادة دمج المراة في المجتمع من جديد بعد ما تعرضت له من ابشع انواع العنف على يد داعش الإرهابية التي اقترفت جرائم كبرى بحق نساء العراق.
وأوضحت السهيل: على الحكومة والمؤسسات المعنية وضع خطة عمل لإعادة تأهيل ودمج النساء اللواتي تعرضن للإرهاب والتعذيب ومحو تلك الأحداث الموجعة مع تعويضهن عن كل تلك العذابات، فمنهن من اغتصبت ومنهن من قتل أولادها وزوجها أمام عينيها . انها بحاجة الى تأهيل من جديد ودمج في مجمتع متحضر يؤمن بحقوق المرأة ومناصرتها وتقديم حياة كريمة لها.
لا عيد هذا العام 
الروائية والكاتبة (لطفية الدليمي) كتبت على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك: الاحتفال بعيد المرأة معيب بوجود السبايا لدى داعش . يفترض ان تقوم النساء العراقيات باعتصام في يوم المرأة من اجل بناتنا المسبيات، فكيف نحتفل بيوم المرأة وبناتنا سبايا في زنازين الوحوش ولايعرف لهن مصير؟؟ كيف تحتفلن والنساء النازحات وأطفالهن مهملات بين عراء المخيمات وموت الضمائر وسرقة المعونات؟؟
وأضافت الدليمي: ارجو أن نتوقف عن مهزلة تبادل التهاني بعيد المرأة فهو في الأصل عيد نضال شاق قامت فيه آلاف النساء العاملات بالاحتجاج على سوء ظروف عملهن واستغلالهن في مصانع نيو يورك سنة 1856 وواجهن قسوة الشرطة وأصحاب العمل وحققن النصر بمواقفهن الشجاعة - فلنتوقف عن التقليد السطحي للاحتفال ونلتفت إلى كارثة السبي والاختطاف وبيع الفتيات واستعبادهن في المدن المنكوبة بداعش - هذه هي قضيتكن اليوم: التضامن مع السبايا - عار السبي يكلل رؤوس الجميع رجالا ونساء فلنكن واقعيين في لحظة الحقيقة فلاعيد والعراقيات سبايا..
تحرير السبايا
رئيس الوزراء، حيدر العبادي، قال إن المرأة العراقية تستحق أن تتبوأ أعلى المناصب في قمة المسؤولية، وعلى مستوى المواقع الحساسة في العراق، مؤكدا أن الحكومة تعمل على زيادة تمثيلها وحضورها.
وأكد العبادي خلال حضوره احتفالية بمناسبة يوم المرأة العالمي أقيمت في بغداد يوم الخميس الماضي، "إننا نعمل على إطلاق سراح النساء المعتقلات، وحتى الرجال في حالات يمكن العفو عنها، لكننا لن نطلق سراح النساء المجرمات اللواتي قتلن النساء والأطفال وقمن بتجنيد الانتحاريات، لأن في هذا إساءة للمرأة، وليس من حقنا أيضا التنازل عن حقوق ودماء الأبرياء".
المرأة المنسية
الكاتب (ذياب مهدي آل غلام) ذكر: هذه المناسبة في المعيار العراقي، تكتسب هذا العام بعداً مختلفاً، إذ أنها تؤرخ عام انتهاك لحريات المرأة وتغييبها مابين ارهاب الدول واحتلال داعش لقسم من الارض باسم الدين. فتعرضت المرأة العراقية لأبشع جريمة انسانية واخلاقية من قبل هؤلاء (سلطة وداعش) على حد سواء!؟. مضيفا: انها الحرب الهمجية التي شنها الاحتلال الاميركي وادواته داعش وشبيهاتها؟، وما تبع ذلك من تداعيات ونتائج مست بشكل مباشر، كل المجتمع العراقي بكافة أطيافه، لكنها تركت آثاراً غائرة وعميقة على المرأة العراقية بشكل خاص.
واستطرد آل غلام : اصدارت مؤسسة فريدم هاوس للدفاع عن الحريات، وهي مؤسسة اميركية أسستها زوجة الرئيس الاميركي الاسبق فرانكلين روزفلت، اصدرت تقريرها السنوي قبل ايام، وأشارت فيه فيما يخص منطقة الشرق الاوسط الى ان هناك تقدماً ملحوظاً في تطور حقوق المرأة في 14 دولة من دول المنطقة، بينما تراجعت في اربع دول هي العراق وليبيا واليمن وفلسطين، ويلاحظ من هذا السياق، ان الدول الأربع تعمها الحروب بمختلف اشكالها، ولعل ذلك يجيب على السؤال الحائر، لماذا تتقدم المرأة في المشاركة في الدعوات السلمية والإخاء والمساواة اكثر من الرجال، اذ ان المرأة تدرك بحسها المرهف، وتجربة الزمن، ان الاستقرار والسلام هما البيئة الصالحة لإحقاق حقوقها، بينما الحروب، تجعل منها الضحية الاساسية حتى لو بقيت على قيد الحياة. 
ختاما: كل التحية والإجلال والإكبار للمرأة العراقية، العاملة في كل الميادين، وعلى الاخص، الاغلبية العادية منهن، اللواتي نسيهن المجتمع ، وغبنهن في مراسم التكريم والإنصاف، والجزء المنسي من ذاكرتنا المكتوبة والشفهية، فهل يمكن أن ندعو لتخصيص يوم للمرأة العادية هذه، أم ان التجاهل والتناسي والتنكر سيظل مذهبنا، حتى في يوم المرأة ، والذي لم ينصف هذه المرأة، وتجاهل المرأة العادية، التي تنكر لها في عيدها !!....
المرأة والاعلام
الاعلامية (وفاء الفتلاوي) قالت : استطاعت المرأة الإعلامية العراقية وبفترة وجيزة إثبات جدارتها في مجال العمل الاعلامي بالرغم من التحديات الامنية والمجتمعية التي قد تواجهها، وبالرغم من كل القيود التي يفرضها المجتمع وتقاليده. مضيفة : لقد لعبت المرأة الإعلامية دورا هاما في توصيل الخطاب الاعلامي، مثلما كان لها دور مميز في نقل الاخبار والتقارير وهذا ما نراه في الكثير من الوسائل الاعلامية وخاصة المرئية وكيف قدمت الكثير من المراسلات تقارير تلفزيونية مهمة كان لها صدى واسع عند الناس.
مناصب قيادية
الشاعرة والاعلامية (رؤى زهير شكر) ركزت على دعوة رئيس الوزراء الاخيرة بضرورة انصاف المراة من خلال اعطائها مناصب قيادية وادارية في دوائر ومؤسسات الدولة، فليس من المعقول ان تخلو كل الهيئات المستقلة ،اداراتها ومجالسها، من العنصر النسوي، وان وجدن فهن على عدد اصابع اليد الواحدة. مضيفة: ولابد من انصاف المرأة العاملة وتوفير ظروف العمل الملائمة لها، خاصة ونحن نمر في ظروف طارئة جدا، كانت المراة الضحية الاولى فيها، وعلى مختلف الاصعدة والاتجاهات.
وأوضحت شكر : ومن الجانب الآخر نرى أن الواقع السياسي قد امتد بجذوره على واقع المرأة ليزيد من همها هما آخر فنجد ،في بعض دوائر دولتنا، من قد يعنف المرأة ويضطهدها على حساب طائفتها او أيديولوجيتها .. فهناك من الدوائر من كان يضطهد المرأة لعدم انتمائها لحزب الدولة الحاكم واليوم لأنها لا تقع تحت راية أحد الأحزاب المتطرفة والمتشددة بالإضافة الى ان النصوص القانونية اليوم قد تم تسييسها حسب ما يراه الحزب الحاكم ملائما.. هنا قد ضاع حق المرأة في وطن قيل عنه يوما انه كان رمزا للعدل والحق.
فكرة الاحتفال
يعتقد الكثيرون أن فكرة الاحتفال بيوم عالمي للمرأة نبعت من الاضرابات التي قامت بها العاملات في صناعة النسيج في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الاميركية في عامي 1857 و1909 والتي صادفت يوم الثامن من آذار وذلك احتجاجا على ظروف عملهن السيئة.
في حين يؤكد آخرون ان اول اشارة رسمية ليوم المرأة العالمي ظهرت في مظاهرة نظمتها ناشطات اشتراكيات مطالبات بالحق في التصويت في 28 شباط 1909 وقد اطلق على هذه المظاهرة يوم المرأة. ثم تكرر الاحتفال في الولايات المتحدة الأميركية بهذا اليوم سنويا بعد ذلك في هذا التاريخ. وفي المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في كوبنهاجن بالدنمارك عام 1910 طالبت احدى الناشطات من المانيا باستلهام التجربة الاميركية وتخصيص يوم عالمي للاحتفال بالمرأة تقديرا لنضال المرأة في جميع ارجاء العالم لنيل حقوقها بما في ذلك حق التصويت واعتباره مناسبة لتوحيد كافة نساء العالم في الدفاع عن حقوقهن ومن اجل السلام والتقدم وذلك تيمنا بإضراب عاملات النسيج في نيويورك عام 1857 . وقد تم الاحتفال لأول مرة بيوم عالمي للمرأة في العام 1911 في كل من الدنمارك والمانيا والنمسا وسويسرا في 19 آذار . وفي العام الذي تلاه احتفل العديدون بهذه المناسبة ولكن في أوقات مختلفة في شهري شباط وآذار ولكن الاحتفال بهذه المناسبة لم يشمل العالم إلا بعد أن اعتمدها أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945 .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram