نعم أنا داعيكم العلماني مرت عليّ خمس ليال بطولها وعرضها، كلما شاهدت القائد العام لقواتنا المسلحة المنتصرة، أهتف: علي وياك علي. أذكر اني يوما صحت الصيحة ذاتها في ملعب الشعب ومن به حين انقضّ المصارع العراقي عدنان القيسي على الأمريكي "فريري" بعكسيته الشهيرة. كان ذلك في بداية السبعينات. كما أني هتفت بها من كل قلبي وأنا في بيتي مشاركا الجموع العراقية بكل أديانها ومذاهبها وأعراقها التي هتفت بالملعب يوم خاض فريقنا لكرة القدم لعبة كأس آسيا وخرج منها مرفوع الرأس مثلما رؤوس جنودنا المرفوعة هذا اليوم في تكريت. هتاف له لذة وطعم خاصان. ولا يحلو ارتفاعه إلا من اجل العراقي عندما يكون في مواجهة. يسحرني الهتاف في كل مرة أسمعه يعلو في ساحات المعارك.
مرة واحدة وجدته قد وُضِعَ في غير موضعه فتألمت. كان ذلك في المنطقة الخضراء عشية اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة. فائز يجول فيها بسيارة فارهة امام بيته ومكتبه وحوله قوم يتراكضون وينادون "علي وياك علي". زين على شنو علي وياك؟ هل جاب صاحبهم السبع من ذيله؟ هل سجّل هدفا على الخصم من خارج منطقة الجزاء؟ كانت هي تلك المرة الأولى التي أسمع بها ذلك الهتاف الجميل وأنا أهز يدي من شدة الحيرة والاستغراب.
في تلك اللحظة بالذات دبت في روحي كلمات قصيدة مظفر النواب فغنيتها بحزن رياض أحمد:
"أُنبيك عليا!
ما زلنا نتوضأ بالذل ونمسح بالخرقة حد السيف
ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف"
أما اليوم، فها نحن في تكريت سنة وشيعة، كسرنا ابريق وضوء الذل يا مظفر بعد ما قرفنا التحجج والاعذار الباهتة، وبعد أن كشفت "زنوبتنا" التي تبيع الكلينكس بالطرقات عورة الامبراطور.
أفيش يا عراق .. أفيش أيها الفرح الذي أنا يتيمه منذ الصغر.
يا عراق:
اليوم تدريني اشكبرني؟
مانه من زغري جنت أتنه الفرح بلجي يفكلي الباب
أنا بغيرك الي وي الدنيا ألف حساب
وإلي وي الدمعة كومه عتاب
لكن من نهضت اليوم:
ما خلّه الفرح بالروح .. لا حسبة ولا ظل اعتاب
وعلي وياك علي.
جميع التعليقات 2
د عادل على
لمادا نحن العراقيين اعطينا ابى تراب كل هدا الحب والايمان---ليس الشيعة فقط تناجى يا أبا الحسينين بل الكورد السنيين والشافعيين--وليس فقط المؤمنون يحبون فاتح خيبر بل وحتى الشيوعيون والاشتراكيون والانسانيون والديموقراطيون يفتخرون بالانسانى الأول والديموقراطى
د عادل على
لمادا نحن العراقيين اعطينا ابى تراب كل هدا الحب والايمان---ليس الشيعة فقط تناجى يا أبا الحسينين بل الكورد السنيين والشافعيين--وليس فقط المؤمنون يحبون فاتح خيبر بل وحتى الشيوعيون والاشتراكيون والانسانيون والديموقراطيون يفتخرون بالانسانى الأول والديموقراطى