1-حوار مع صديق سوري:
سألته: كيف تبرر لي أن تعمل، بكامل طاقتك، وفي كل الوسائل المتاحة (وربما غير المتاحة) لإسقاط دكتاتور سوريا عبر انحيازك إلى (داعش) و (جبهة النصرة) وأخواتهما من السلف الإرهابي المسلح، وما هي الضمانات من ان هؤلاء، ومن يشبههما لن يستوليا على السلطة في سوريا في حال سقط بشار الأسد، وأنت المناضل الديمقراطي الليبرالي الذي انشققت عن الحزب الحاكم ومؤسسات الدولة الشمولية كافة واخترت دولا مثل قطر وتركيا والسعودية داعمة لنضالك من أجل تحقيق حرية سوريا والسوريين؟
أجاب بسؤال مضاد: وأنت؟ كيف تبرر لي أن تعمل، بكامل طاقتك، وفي كل الوسائل المتاحة (وربما غير المتاحة) لطرد (داعش) وأخواتها من العراق (الموصل وصلاح الدين وبقية الأقضية والنواحي والقصبات) بجيش وحشد شعبي يشكل الشيعة أكثر من 90 في المئة من عناصرهما، بدعم إيراني علني، حتى أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني هو وزير دفاعكم الفعلي، بشهادة هادي العامري، نفسه، ليتعزز الاحتلال الإيراني لبلدكم العراق، وأنت المثقف اليساري، الديمقراطي، الحداثوي، العابر للقوميات والأديان والطوائف؟
أوضحت: إن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي المتجحفلة معه أجهزة دولة يقودها برلمان منتخب وحكومة توافقية تتألف من وزراء مختلف الطوائف في العراق، ومن هنا تأتي شرعية المدافعين عن الوطن، من جيش وشرطة وحشد شعبي، بغض النظر عن موقفي من طبيعة هذه الدولة ونهجها وأساليب عملها، وسأبقى مناضلاً، بكامل طاقتي، من أجل دولة عراقية مدنية، ديمقراطية، فيدرالية، خالية من الفساد والبيروقراطية واللصوص، وأن لا سلاح مشروعا غير الذي بيد الدولة، وهو نضال متاح لي، ولغيري، في حدود لا بأس بها، طالما سلاحنا النقد البناء القائم على أسس وطنية، وبأساليب سلمية، مع تفهمي الكامل لمخاوف بعض أهالي المحافظات الغربية بالعراق من دخول عناصر طائفية غير مرغوب بهم في مدنهم وقراهم وأسواقهم وبيوتهم، ولا أكتمك أن هناك خروقات وأخطاء وجرائم، منظورة وغير منظورة، يرتكبها طائفيون، في الجيش أو الشرطة أو الحشد الشعبي، وأنا ضد هذا بالمطلق وأدينه، ولا أقبل بأي شكل من الأشكال أن يذهب أي مدني ضحية القتال الدائر، ولكن من قال إن ثمة مساطر مسبقة توجه رصاص المتقاتلين إلى أهدافها المضبوطة في الحروب العادلة وغير العادلة.
على أنني أوافق على مقولة الصديق عباس بيضون: "السلاح يلغي الفوارق بين حامليه".. رغم ما تثيره من جدل ومشاكسة واستفزاز.
رد بغضب: وأنا، أيضاً، سأقاتل من أجل دولة سورية مدنية بعد سقوط الأسد، مثلك، بعد أن سقط صدام، ولكن لا تنس: برلمانك العراقي وحكومتك شكلها الاحتلال الأميركي بعد 2003!. انتهى حوارنا.
2- 8 آذار.. عيد المرأة العالمي
مرت قبل يومين ذكرى العيد العالمي للمرأة، لأحاول في هذه المناسبة الكبيرة أن لا أنضم إلى جوقة المنافقين من الرجال الذين يعاملون المرأة بوجهين: وجه شعاري، إشهاري، إعلاني، ووجه المثقف الذي ضرب زوجته لأنها لم تعد الفطور كما يرغب قبل الذهاب إلى قاعة المحاضرات ليقدم محاضرته الحماسية للدفاع عن المرأة وحقوقها المدنية ومساواتها بالرجل على الأصعدة كافة، بدءاً بأشغال البيت وليس انتهاء بأن تتبوأ أعلى المناصب في الدولة!
.. وأحاول، أيضاً، أن ألفت نظر بعض أخواتي المثقفات من النساء اللواتي تحول عندهن الكفاح من أجل إثبات الذات إلى مرض عصابي جعل منهن أعداء أشداء ضد الرجال، وجعلن من "الفيمنست" ظاهرة فاشية لا يمكن التفاهم معها.
وأحاول، أيضاً، بعد هذا وذاك، ولا بد، أن أقدم وردة جوري حمراء لصديقتي المرأة التي تعي خساراتها وتدرك أن حريتها جزء من حرية المجتمع، ذكوراً وإناثاً.
صديقي السوري وصديقتي المرأة
[post-views]
نشر في: 9 مارس, 2015: 03:39 ص