TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عيد (النسوان)

عيد (النسوان)

نشر في: 9 مارس, 2015: 05:37 ص

في احتفالية متواضعة أقامتها احدى الدوائر لموظفاتها بمناسبة عيد المرأة، حصلت كل موظفة على وردة اصطناعية حمراء تعبيرا عن تقدير المرأة العاملة وتهنئة لها بعيدها مقرونة بكتاب شكر يمثل شيئا هاما بالتأكيد بالنسبة للموظفات وربما يثير غيرة وحسد زملائهن الذكور لدرجة سخرية بعضهم من عيدهن واطلاق عبارة (عيد النسوان) عليه..
فيما يخصني، لا اكترث لتسمية (نسوان) مهما حاولوا تحميلها الشيء الكثير من السخرية فأمهاتنا وجداتنا الرائعات (نسوان) لم يدخلن المدارس ولم يغادر بعضهن بيت الزوج بينما تخرج من مدارس حنانهن وفضيلتهن وحكمتهن الغريزية آلاف المبدعين والناجحين في مجالات الحياة المختلفة..ونساء الارياف العراقية (نسوان) أميات ومهمشات كليا وضحايا للتخلف لكن وقوفهن في وجه أعتى الأعاصيربصبروشجاعة جعل وجودهن مكملا لكيان الرجل وحزام ظهر ساند له...ونساء المناطق الشعبية (نسوان) بجدارة لكن اغلبهن يملأن فراغات الرجال ويحملن اعباءهم على اكتافهن الرقيقة....لن تضيرنا التسمية اذن بل يضيرنا استخفاف البعض بالمرأة لأنها امرأة مهما بلغت من مناصب وحققت من انجازات فهي تنتمي حتما الى الخطوط الخلفية ولايحق لها ان تتقدم على الرجل او تنافسه على خطوطه الأمامية...
قال احد الكتاب ان " المراة اعظم مخلوق اذا عرفت قدر نفسها "..لكن اعظم امرأة بحاجة الى ان يعرف الرجال قدرها لتترك بصمتها على خارطة المجتمع..انهم يحاصرونها غالبا بـ(العيب) و(الحرام) فيعملوا على تدجينها وتشذيب احلامها وتقليم اظافر طموحاتها...فمن العيب عليها ان تنافس الرجل في بعض مجالاته او تصرخ مطالبة بحقوقها او معترضة على اضطهادها وتهميشها، وحرام أن تعارض اقتران زوجها بأخرى وعيب عليها ان تختار زوجها أو ان تحاسبه على خيانته لها...
المرأة الشرقية عموما والعراقية خصوصا تعيش صراعا مريرا لتثبت ذاتها وحين تضع قدمها على عتبة النجاح لابد أن تجد من ينثرالاشواك في طريقها، أما اذا اختارت التحدي وسارت على الاشواك حتى تدمي قدميها فلاتنال الثناء والتقديربل تتهم بالتمرد وتستحق العقاب...انها مواطنة من الدرجة الثانية ربما تقاتل احيانا لتحصد رضى الرجل وليس رضى النفس...وهي ضحية أزلية لكل شرور العالم فهي أم ثكلى وأرملة ويتيمة في الحروب الخاسرة وهي صابرة أبدية أمام العوز وغياب الرجل وتراكم المسؤوليات..بعد كل هذا تجد من يسخر منها ويستكثر عليها في عيدها زهرة اصطناعية حمراء وكتاب شكر...لمجرد ان يبقيها أبدا في خانة (النسوان)!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram