آندريه زفياجنتسيف: مخرج روسي ولد عام 1964 معروف بفيلمه "العودة" الذي فاز بالأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي عام 2003. ترشح فيلمه "ليفياثان" لجائزة الأوسكار هذه السنة كما فاز بالعديد من الجوائز منها احسن سيناريو في مهرجان كان السي
آندريه زفياجنتسيف: مخرج روسي ولد عام 1964 معروف بفيلمه "العودة" الذي فاز بالأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي عام 2003. ترشح فيلمه "ليفياثان" لجائزة الأوسكار هذه السنة كما فاز بالعديد من الجوائز منها احسن سيناريو في مهرجان كان السينمائي و الغولدن غلوب وأحسن سرد وممثل في مهرجان دبي السينمائي.
*حدثنا عن أصل القصة في الفيلم كيف ارتبطت مع "سفر أيوب" وتطور الفيلم المبكر.
حكوا لي القصة في الولايات المتحدة حول شخص يدعى "مارفن جون هيماير" وهو هو رجل عادي لديه عمل صغير وفقده، فأصبح ساخطاً واقتحم بعض البنايات الرسمية وأظهر بعض التمرد. كان اسمه "كلدوزر" تستطيع أن تعثر عليه في النت إذا رغبت.
تلك كانت بداية فيلمي وتلك هي الطريقة التي بدأنا فيها العمل على السيناريو. حكوا لي القصة في عام 2008، لذا عملت عليها لمدة 6 سنوات، وأخيراً حصلت على النتيجة.
كانت لديّ رغبة لإظهار القصة التي حدثت في الولايات المتحدة على الشاشة الكبيرة بكلماتي الخاصة، إذا صحّ التعبير، وبطريقة فنية.
لم أرغب بعمل فيلم وثائقي حول ما حدث، لهذا تكلمت عن هذا الأمر، لكني كنت بحاجة إلى العثور على متوازيات لموضوعي. تلك هي الطريقة التي عثرت بها على قصة أيوب. رغبتُ أن أسرد قصة رجل يفقد كل شيء لديه؛ واحداً بعد الآخر، تدريجياً، إلى الحد الذي يفقد فيه صحته وحياته.
بالنسبة للمجال كي أبني هذا الموضع احتجتُ إلى نوع من الأساس كي أخلق نوعاً من الصدام وأجعل القصة خالدة. وهذا السبب في تسميتها "ليفياثان".
بعض أصدقائي الذين يدرّسون الفلسفة (هم متزوجون حقاً) أخبروني حول كتاب "ليفياثان" لتوماس هوبز. جاءت هذه الفكرة أصلاً من القصة القديمة لكن حين أخبروني عن "هوبز" فكرت:" حسن كل شيء مناسب. حقاً عليّ التكلم حول هذه القصة؛ هذه القصة ذات الموقف القوي".
وهناك شيء آخر، تفصيل صغير. ما إن جرى تثبيت الموقع حتى وجدنا البيت والمكان، وثمة رجل من المنطقة جاءنا وقال "تعلمون أنّ هناك مكانا يبعد 8 كم من هنا تستطيع حقاً أن ترى فيه الحيتان"، وكان ذلك مثل لحظة تنوير، أعرف أنها علامة جاءت من فوق وكان علينا أن نعمل هنا.
*لماذا اخترت هذا المشروع الخاص بعد فيلمك السابق الأصغر الحميم "إلينا"؟
كان لديّ بين يديّ، أو قل على مائدة المنتج، خمسة سيناريوهات. أحداها "ليفياثان" الذي وصل متأخراً قليلاً. كان لدينا مختلف أنواع المشاريع. إحداها ذا ميزانية كبيرة وهو فيلم حرب تحدث في "كييف" و هناك ملك بولندي و أمامي الكثير من الخيارات.
هناك مشروع حول اليونان القديمة. كان مشروعاً ضخماً تطلب الأمر منا أن نعيد بناء ميناء أثينا.
لذا فإنّ سؤالك يجب أن يوجه إلى المنتج لأنه هو الشخص الذي اختار مشروع "ليفياثان". كنت جاهزاً في العمل على أي شيء.
تمثيل روسيا وبالأخص وجود صورة بوتين كان واضحاً جداً في الفيلم.
في الواقع إنّ هذا هو المكتب الحقيقي للمحافظ "أوليني غورسك" لذا كانت الصورة الشخصية حقاً في الغرفة. تلك هي صورة بوتين حين كان أكثر شباباً في عام 2003. يجب أن تكون هناك لأنه في أي مكتب للمحافظ عليك أن تضع صورة للرئيس. إنها الحقيقة. في كل مكتب ولأي ممثل كبير للسلطة عليك أن تمتلك تمثيلاً لتلك السلطة. إزالة هذه الصورة سيكون أمراَ أخرق. إنها تنتمي إلى هناك. لم أحاول أن أفعل شيئاً له علاقة مع هذه الصورة الشخصية، إنها مجرد في الغرفة وتركتها هناك.
إنها تمثل السلطة، ظلوا يقولون ذلك في الفيلم. كان لديهم هذه العلامة الصغيرة على الغلاف"روسيا الاتحادية" التي جعلتهم يظهرون الولاء للسلطة. كان عليهم أن يمثلوها. أستطيع أن أؤكد لك بأن بوتين لو رأى الفيلم فلن يكون الأمر محرجاً له.
*لماذا عملت مع المؤلف فييلب للمرة الثانية؟
عملت مع فيليب في فيلم "إلينا" إذ وظفت السمفونية الثالثة له. وكنا نتحدث عن حقوق موسيقاه وأدركتُ أني أحبّ العمل معه أيضاً في العمل القادم. أنا فعلاً سعيد في معرفته لأني اعتقد بأنه موهبة وعصري جداً.
أردتُ أن أعمل معه لكني لم أقل:" حسن. مشروعي القادم سأعمل معه بالتأكيد". إذا ما كان لديّ فيلم يتناسب مع موسيقاه وما إن ينتهي مشروع هذا الفيلم عرفت أني أريد أن أعمل معه. اتصلت بوكيله لكن لم يكن لديه الوقت كي يصنع الموسيقى حتى لو كان يرغب بخلق موسيقى لفيلم "إلينا".
لذا قررتُ أن استمر على الشبكة وأصغي لكل موسيقى أستطيع أن أجدها وأخيراً حصلت على موسيقى "أكتشن" وقررت توظيفها.
*هل كان يسمح بوجود الفودكا في موقع التصوير؟
(يضحك) سؤال جيد.
أدرك أن تلك المشاهد التي فيها الممثلون ثملون ستكون الأصعب. أقول لنفسي:"كيف أفعل ذلك وأبقى قريباً من الواقع؟" لذا اقترحت على الممثلين: إذا ما شعرت بالسيطرة على الموقف وأديت عملك، تستطيع أن تشرب الفودكا بشكل حقيقي. وإذا ما حدث أمرٌ ما ولم تسير الأمور على ما يرام سوف نعيد التصوير.
لذا كانوا أساساً ثملين قليلاً في تلك المشاهد عدا شخص واحد هو المحافظ (الذي أدى دوره رومان ماديانوف) كان نظيفاً بشكل مطلق. فقط موهبة.
*ما العلاقة بالموقف السياسي الحالي في روسيا وفيما إذا كان الفيلم قصد به أن يكون سياسياً في طبيعته؟
أود القول أني عملت على الفيلم لمدة 6 سنوات. الفيلم بالنسبة لي حول "الإنسان مقابل الدولة". إنه يدور حول أي نظام سياسي. قد يكون في أي بلد بما أن القصة التي أحكيها حدثت في عام 2008. إنه الإنسان بمواجهة الدولة. لا أريد أن يجري تذوق أفلامي كونها "مع" أو "ضد" أي نظام. أحب الاعتقاد بأن هذا الفيلم هو مقاربة فنية للواقع التي يمكن أن تحدث في أي مكان.
آمل حقاً بأن فيلمي يجري فهمه كفيلم فني أكثر مما هو سياسي.
اليوم، الوضع قلق لكن الكل يعرف عنه، الكل يشاهد التلفزيون والأخبار. كان هناك فاصل ما بين أوربا وروسيا وهذا هو السبب بوجود أفلام مثل "ميدان" و"الجيش الأحمر" إنها الحقيقة التي تظهر في الأفلام. ليس من السهل لروسيا الانفصال لأنها لحظة حين يتوجب عليك أن تبني مستقبلاً.
إذا ما استمرت أوربا في فرض العقوبات فإن روسيا سوف تغلق على نفسها وتصبح بلداً منغلقاً وكل تلك المشاعر ضمن روسيا ضد أوربا سوف تنمو. سيكون من المحزن جداً أن تعود إلى تلك السنوات من الحرب الباردة حين كنا حقاً منفصلين عن بقية العالم.
*ماذا عن مشروعك القادم؟
في الواقع لا أعرف. لدى المنتج 3-4 سيناريوهات على المنضدة وهو يفكر فيها. إنه هو الذي يقرر.