TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هولوكوست طبعة منقحة.

هولوكوست طبعة منقحة.

نشر في: 11 مارس, 2015: 05:57 م

من تتاح له فرصة متابعة عشرات الآلاف - ربما الملايين - من المهجرين والمهاجرين العراقيين، النازحين من ديارهم، حاملين همومهم ومخاوفهم وأطفالهم والقليل القليل من أمتعتهم، متجهين - حيارى - إلى اللامكان، مستجيرين باللا أحد، يائيسين من بقايا رحمة في قلوب قدت من صخر …. اقول، من يتابع حشودهم الغفيرة المساقة عنوة نحو مستقبل مجهول، يستحضر صورا قديمة ما فتئت تتجلى وتظهر بين الحين والحين، عبر وسائل الإعلام، وكلما تطلب الأمر ورغب البعض باستحلاب لبن التعاطف لتجيير حوادث الماضي لصالح المستقبل، لتنشيط الذاكرة الجمعية بما فعله الحكم النازي باليهود في ألمانيا: نبذا وتهجيرا وحرقا، وبما عرف في ادبيات التاريخ بـ(الهولوكوست)
العراقيون — اليوم — على اختلاف طوائفهم ومللهم ومعتقداتهم وتباعد أماكنهم،يساقون سوقا، جموعا إثر جموع نحو المحرقة،،لعرضها مشاهدها الحية أفلاما للفرجة … ببلاش.
يبكي واحدهم فلا يأبه لبكائه أحد، يستغيثون جموعا وفرادى، فلا يغيثهم أحد. ويستصرخون الضمائر الحية، فيصيب العالم الحر وقر في مسمعه، فلا يسمعهم أحد.
الأغبياء والجهلة وأهل الغفلة - يعالجون النتيجة ٠(النتائج)، ويعمهون او يتجاهلون معالجة السبب ٠(الأسباب).
الحلول الترقيعية الموقتة قاصرة، قصيرة النظر، مشوبة بالشك والظنون، مهما بلغت تصريحات المسؤولين من لباقة وتسترت بعباءة حسن النية.
مشروع إسكان النازحين والمهجرين في خيم وكرفانات، فاحت روائح فساده قبل ان تكتمل حلقاته،، كم ستطول آماد بقاء النازحين في الخيم؟؟
ها؟!
شهر؟ سنة؟ سنوات؟
لا أحد يدري، ولا أحد - من المهيمنين على أقدار العراقيين - يهمه أن يجيب على السؤال المقدس: ما العمل؟؟؟؟. الكل مشغول بخصوصياته، وتعداد مكاسبه والتمتع بامتيازاته التي كفلها له (الدستور)، وتعطيل كل مبادرة خلاقة، لئلا يعلو إلا صوت المغالات في كل شيء، في الاستحواذ على.. في الغصب من.. في التطرف المجزي..في،،في،،في.
صور المهجرين والمهاجرين ما فتئت تترى على مسمع ومرأى من الجميع … ولمن فاتته الفرجة على هولوكوست النازي، بالأبيض والأسود، فليتفرج على مشاهد الهولوكوست العراقي، مجسما، وبالألوان!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram