من تتاح له فرصة متابعة عشرات الآلاف - ربما الملايين - من المهجرين والمهاجرين العراقيين، النازحين من ديارهم، حاملين همومهم ومخاوفهم وأطفالهم والقليل القليل من أمتعتهم، متجهين - حيارى - إلى اللامكان، مستجيرين باللا أحد، يائيسين من بقايا رحمة في قلوب قدت من صخر …. اقول، من يتابع حشودهم الغفيرة المساقة عنوة نحو مستقبل مجهول، يستحضر صورا قديمة ما فتئت تتجلى وتظهر بين الحين والحين، عبر وسائل الإعلام، وكلما تطلب الأمر ورغب البعض باستحلاب لبن التعاطف لتجيير حوادث الماضي لصالح المستقبل، لتنشيط الذاكرة الجمعية بما فعله الحكم النازي باليهود في ألمانيا: نبذا وتهجيرا وحرقا، وبما عرف في ادبيات التاريخ بـ(الهولوكوست)
العراقيون — اليوم — على اختلاف طوائفهم ومللهم ومعتقداتهم وتباعد أماكنهم،يساقون سوقا، جموعا إثر جموع نحو المحرقة،،لعرضها مشاهدها الحية أفلاما للفرجة … ببلاش.
يبكي واحدهم فلا يأبه لبكائه أحد، يستغيثون جموعا وفرادى، فلا يغيثهم أحد. ويستصرخون الضمائر الحية، فيصيب العالم الحر وقر في مسمعه، فلا يسمعهم أحد.
الأغبياء والجهلة وأهل الغفلة - يعالجون النتيجة ٠(النتائج)، ويعمهون او يتجاهلون معالجة السبب ٠(الأسباب).
الحلول الترقيعية الموقتة قاصرة، قصيرة النظر، مشوبة بالشك والظنون، مهما بلغت تصريحات المسؤولين من لباقة وتسترت بعباءة حسن النية.
مشروع إسكان النازحين والمهجرين في خيم وكرفانات، فاحت روائح فساده قبل ان تكتمل حلقاته،، كم ستطول آماد بقاء النازحين في الخيم؟؟
ها؟!
شهر؟ سنة؟ سنوات؟
لا أحد يدري، ولا أحد - من المهيمنين على أقدار العراقيين - يهمه أن يجيب على السؤال المقدس: ما العمل؟؟؟؟. الكل مشغول بخصوصياته، وتعداد مكاسبه والتمتع بامتيازاته التي كفلها له (الدستور)، وتعطيل كل مبادرة خلاقة، لئلا يعلو إلا صوت المغالات في كل شيء، في الاستحواذ على.. في الغصب من.. في التطرف المجزي..في،،في،،في.
صور المهجرين والمهاجرين ما فتئت تترى على مسمع ومرأى من الجميع … ولمن فاتته الفرجة على هولوكوست النازي، بالأبيض والأسود، فليتفرج على مشاهد الهولوكوست العراقي، مجسما، وبالألوان!
هولوكوست طبعة منقحة.
[post-views]
نشر في: 11 مارس, 2015: 05:57 م