كغيره من ابناء جيله تحمّس العامل المرحوم سوادي مطشر لانتصارات الجيش الاحمر ضد النازية في اربعينات القرن الماضي ، وبفعل معايشته في موقع عمله شخصيات تؤمن بالنظام الاشتراكي وتطبيقه في العراق ، انضم الى تنظيم سياسي وحمل اسما مستعارا وصفة الرفيق فاعتنق افكار حزبه ، لقناعته بان المستقبل السعيد للشعب العراقي في طريقه الى التحقيق بمواجهة الاستعمار وتحرير ثروات البلاد من الشركات الاجنبية وتعمق ايمانه وترسخ عندما لقنه الرفاق قواعد بناء الاشتراكية ، بقيادة الطبقة العاملة، ديكتاتورية البروليتاريا بالتحالف مع الفلاحين ، الفكرة تقمصها المرحوم سوادي وانعكست على سلوكه اليومي وتعامله مع ابناء اسرته واصدقائه ، وتعهد لأم العيال بانها سوف تحصل على حجل فضي من زوجها البروليتاري في اليوم الاول من اعلان النظام الاشتراكي في العراق ، تقديرا لجهودها في توفير الاجواء المناسبة لاجتماعات الرفاق في غرفة منزوية بداره ، ومراقبة الشارع خشية دهم الاجتماع من قبل رجال امن السلطة .
ديكتاتورية البروليتاريا اعتمدها المرحوم منهجا في حياته فهي من وجهة نظره الامل المنتظر لكل الفقراء وتجربتها في بعض دول اوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي اثبتت نجاحها ، فرسمت للبشرية طريق مسار جديد يلغي الفوارق الاجتماعية بانهاء الصراع الطبقي الى الابد وتشييعه الى مثواه الاخير ، وبحسه الفطري ادرك بان المثل الشائع "يجد ابو كلاش وياكل ابو جزمة " سينقرض من الذاكرة الشعبية، ببناء وحدات سكنية ، وازالة الفوارق بين الريف والمدينة، وتطوير التربية والتعليم ، وسيطرة الدولة على وسائل الانتاج وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة بوصفها نصف المجتمع ، وعنصرا بشريا فاعلا في الانتاج ، واثبت سوادي احترامه للمرأة عندما طلب منه احد رفاقه الزواج من شقيقته فدعا اباه الى الموافقة من دون فرض شروط تعجيزية لان طالب الاقتران بشقيقة سوادي "خوش رجل بروليتاري محترم" يقدر الحياة الزوجية ، وينتمي الى الطبقة العاملة ومستقبله الزاهر امامه ، باقامة النظام الاشتراكي .
الاوضاع السياسية في العراق والمنطقة سارت عكس تمنيات المرحوم واحلامه ، صراع على السلطة وصل الى استخدام السلاح ، وشن حملات اعتقال واسعة شملت سوادي ورفاقه، وبعد خروجه من المعتقل طلق العمل السياسي بالثلاث ، وحرم الابناء الانتماء لاي حزب وحثهم على مواصلة اعمالهم "خلفات" بناء البيوت وليس بناء انظمة الحكم ، لان قضية من هذا النوع تقف وراءها دول وارادات كبرى ، و مطشر ابو سوادي وسلالته لا يشكلون قطرة في بحر متلاطم الامواج، الرجل غادر الحياة قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، ودفن بمقبرة وادي السلام في النجف .
قصة المرحوم سوادي رواها احد رفاقه القدامى في مجلس عزاء اقيم على روح شاب استشهد في معركة صلاح الدين، لتحذير الحاضرين من امكانية رفع شعار "يموت ابو كلاش، وياكل ابو جزمة " وانهى حديثه برفع الدعاء بتحقيق الانتصار على الدواعش والرحمة للشهداء ، وروح المرحوم سوادي مطشر .
ديكتاتورية سوادي البروليتاري
[post-views]
نشر في: 11 مارس, 2015: 06:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
بالعراق يااستاذ علاء يبقى ابو كلاش يجد ومنعول الوالدين ابو جزمة هو اللي ياكل وهاي لعنة تبقى ملازمة للعراقيين الى ابد الابدين للاسف
ابو سجاد
بالعراق يااستاذ علاء يبقى ابو كلاش يجد ومنعول الوالدين ابو جزمة هو اللي ياكل وهاي لعنة تبقى ملازمة للعراقيين الى ابد الابدين للاسف