أثبتت الرواية النسوية العراقية إنها قادرة على منافسة نظيراتها الفحولية الأبوية ومواكبتها , وذلك بعد دخولها لقائمة الروايات المرشحة للحصول على جائزة البوكر .حيث احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقي صباح الاربعاء الفائت برواية ( رَيام وكفى ) للكاتبة هدي
أثبتت الرواية النسوية العراقية إنها قادرة على منافسة نظيراتها الفحولية الأبوية ومواكبتها , وذلك بعد دخولها لقائمة الروايات المرشحة للحصول على جائزة البوكر .
حيث احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقي صباح الاربعاء الفائت برواية ( رَيام وكفى ) للكاتبة هدية حسين باعتبارها ثاني رواية عراقية تُرشح لنيل جائزة البوكر بعد أن حصلت (فرانكشتاين في بغداد) لأحمد السعداوي على الجائزة العام الماضي.
وقال مقدم الجلسة الروائي والقاص محمد علوان " إن العراق ولّاد وظهور الكثير من الأسماء في سماء الرواية العراقية ما هو إلا دليل على مؤشر صحي لمسيرة بدأت منذ الخمسينات , واليوم تخطو الرواية العراقية النسوية خطوات غير مسبوقة لها."
وأضاف " هنالك العديد من الروايات مؤهلة للوصول الى البوكر لكنها ظُلمت من قِبل دور النشر وسوء التوزيع الذي يعانيه الكتاب العراقي. "
من جهتهِ قال الناقد فاضل ثامر " إن رواية (ريام وكفى) تلامس بعوالمها مسرحيات لوركا في ( بيت برناردا ألبا ) والذي يُسيطر عليه جوّ نسائي صرف بصراعاتهِ وهمومهِ وهواجسهِ , كما إن تمرد بطلة الرواية عن ما هو مألوف يُذكرنا بـ (نورا) بطلة رواية (بيت الدمية) لِهنريك إبسن ."
وأشار ثامر " إن الرواية تدخل في ميدان الفضاء الميتاسردي (الذي يتضمن تداخل رواية داخل النص الروائي الاساسي) وهذا يدل على وعي عال من قِبل الكاتب ." وأكد " إن الرواية لا تحمل افكارا كبيرة وثيمات ضخمة كما في (فرانكشتاين في بغداد) , ما يجعلها تفتقر لعناصر الإثارة ,وبالرغم من إنها لم تسقط في المنظور المونولوكي او أُحادي الصوت , لكن عملياً ظلت شخصية البطلة هي المهيمنة على الرواية."
بدوره أشار الناقد علي الفواز " تقود الرواية للحديث عن الفضاء العراقي الروائي الذي بدأ يُلامس الكثير من الممنوعات مثل الجنس والدين والسياسة والجسد والتقاليد الاجتماعية المُقيدة للمجتمع ." وأكد الفواز " إن اهم ميزة في هذه الرواية إنها غير مؤرخة , ولكن يمكن استنتاج التاريخ من خلال احداث الرواية وهنا حل السرد محل التاريخ , كذلك استخدام الموروث الشعبي والاغاني العراقية الموروثة يعتبر ميزة اضافية للرواية." ولفت " إن الرواية تُدين النظام الاخلاقي الذي يُشكل الحياة العراقية بعد عام 1980 و 1990 ويعتبر بذلك شكل من اشكال التغريب النفسي والاخلاقي , كما انها تخلو من اي تجريب في تركيب الرواية للحصول على بُنى مُختلفة."
وقال الناقد بشير حاجم " إن هدية حسين لا تعمل على الاحتراف الفني للروائي أي (كيف و أين) , بل تُسلط جهودها الروائية لِـ ( لمن تكتب) وذلك من خلال ملاحظة التسلسل الزمني لصدور جميع مؤلفاتها لِنلاحظ إنها تروم البوكر في ذلك ."
مؤكداً ان " من خلال دراسة الموازنة بين روايات ( ريام وكفى , أن تخاف , و صخرة هيلدا ) نجد ان على هدية حسين الخروج من إشكالية أن تكون البطلة إمرأة دائماً ." وأضاف حاجم " إن الكاتبة تبني الرواية على معان ودلالات كما هو ملاحظ من خلال الغوص في صفحات الرواية إنها بُنيت على عنوانها فقط , وتعاني الرواية من افتقارها المبنى الحميمي (فهي تمتلك حدثا متشابكا ومتداخلا لكنه لم ينم ويتصاعد بشكل كاف درامياً ." ولفت " بتفكير عراقي عاطفي اتمنى أن تحصل الرواية على الجائزة ولكني قلق إذ ما فكرت بالأمر بعقلية الناقد."
من جهتهِ ، قال الروائي عباس لطيف " الرواية لم تكُن سياسية ولكنها لم تكن محايدة تماماً ، فهي تُجسد مُناقشة قضية لا شخوصا فبطلة الرواية تمثل هنا الوطن , وكل رجل في الرواية ما هو إلا قضية مرت على هذا الوطن دون المساهمه في إنقاذه ."
بدورها ، قالت الكاتبة هدية حسين " الموضوع هو من يتحكم بأبطال الرواية وليست اجناسهم , كما إني وازنت بين ابطال رواياتي حيث كان الابطال الاساسيون في كل من روايات ( أن تخاف , ايام الزهلله , و مطر الله ) رجالاً وكانت للمرأة ادوار ثانوية فيها." ولفتت " لم استخدم اغاني الموروث العراقي وذلك لأنها مكررة , الاغاني المذكورة في الرواية كانت من تأليفي." وأعربت الكاتبة المحتفى بها عن سعادتها بهذا الاحتفاء , مع تقديرها لجميع الجهود المبذولة من قبل زملائها الكُتاب والنُقاد الحاضرين والقائمين على هذا الحفل .