يُعرف الروائي البيروفي الحائز على جائزة نوبل للأدب ماريو بارغاس يوسا بأعماله الروائية الزاخرة بالحبكة و التشويق و الخيال المتسق مع الواقع اليومي. لكنه اتجه بنا اليوم نحو المسرح بعمل لكاتب آخر، هو الكاتب الإيطالي جيوفاني بوكاشيو من القرن الرابع عشر. و
يُعرف الروائي البيروفي الحائز على جائزة نوبل للأدب ماريو بارغاس يوسا بأعماله الروائية الزاخرة بالحبكة و التشويق و الخيال المتسق مع الواقع اليومي. لكنه اتجه بنا اليوم نحو المسرح بعمل لكاتب آخر، هو الكاتب الإيطالي جيوفاني بوكاشيو من القرن الرابع عشر. و قد خطا فعلاً على خشبة المسرح في العرض الأول لعمله الأخير (حكايات الطاعون ) في اسبانيا، كما جاء على موقع AFP . و في هذه المسرحية، التي كيَّفها الروائي البالغ من العمر 78 عاماً، عن المسلسل القصصي الإيطالي من القرون الوسطى، ( ديكاميرون Decameron )، ، يقوم بارغاس يوسا بدور دوق أغولينو، أحد النبلاء في القرن الرابع عشر.
و كان المؤلف قد ظهر في قراءات لنتاجات سابقة لكن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بدور مسرحي فعلياً، و هو ما أسماه بتجربة " مرعبة ". و كما قال لمراسلين صحفيين في حديث له عن المسرحية " إنني عصبي، عصبي جداً. أشعر بالرهبة، الذعر، الخوف. و الأمر، في الوقت نفسه، محرّك، و مثير جداً. إنه تجربة جديدة، و تجديدية ". و قال إن مسرحيته مستلهمة من تحفة نثرية للكاتب الإيطالي من القرن الرابع عشر جيوفاني بوكاشيو، لكنها أقصر منها بكثير. فالعمل الأصلي يتضمن 100 حكاية لكن ما يُعرض في مدريد يستمر أقل من ساعتين.
و لم يقتصر التكييف على حكايات بوكاشيو فقط بل و شمل أيضاً صالة دار أوبرا Teatro Real القديمة بمدريد، ليكون بالإمكان أن تؤدى المسرحية في محيط المكان أيضاً.
و " ديكاميرون " أصلاً حكايات رمزية على شكل رواية تضم مائة قصة، يقصها رواتها العشرة، و هم ثلاثة شبان، و سبع فتيات، جمعهم الرعب بفعل الطاعون المنتشر في المنطقة فلاذوا بالعزلة في حدائق قصر ريفي، و راحوا يسردون القصص لنسيان الوباء و أهواله،. و هكذا أخذ كل واحد منهم يروي قصة كل يوم، فكانت الحصيلة عشر قصص يومياً خلال العشرة أيام، و هو معنى " ديكا ميرون Decameron " باليونانية. و كانت تلك القصص و الحكايات من النمط الشائع في أوساط العامة في مختلف البلدان و الشعوب القديمة، بوصفها نوعاً من المتعة، خاصة في أوقات الفراغ أو الاستراحة من الأعمال الجادة. و من هنا أطلق البعض عليها اسم " ألف ليلة وليلة الإيطالية ".
وبارغاس يوسا معروف برواياته الشهيرة: حفلة التيس، و في مديح الخالة، و زمن البطل، و حرب نهاية العالم، و حلم السلتي و غيرها. و قد مُنح جائزة نوبل للأدب في عام 2012. و هو كصحافي و شخصية مفكرة عامة بارزة، قد اجتذب هنا موضوعاً آنياً متوازياً مع حكاية الطاعون ". فالإرهاب هو طاعون عصرنا، بينما الثقافة هي السلاح الاستثنائي الذي لدينا للدفاع عن أنفسنا في المحنة "، كما قال بارغاس يوسا.