حتى الحمير لم تسلم من داعش قول لطالما ردده اهالي القرى في مناطق شمالي العاصمة بغداد في اشارة الى حجم الخراب والتدمير وناحية يثرب التابعة لقضاء بلد بمحافظة صلاح الدين ونتيجة تنفيذ عمليات عسكرية في قراهم تركوا مزارعهم وبيوتهم واتجهوا الى اماكن اخرى لحين انهاء رفع العبوات الناسفة والالغام ، وماخلفته العمليات الحربية من مظاهر دمار طالت جميع المنازل بلا استثناء ، وتحتاج الى اموال طائلة لتكون صالحة للسكن .
يثرب تقع على نهر دجلة قريبة من مرقد السيد محمد سبع الدجيل ، اشتهرت ببساتين الحمضيات بكل انواعها ، وانتاجها يغطي اسواق العاصمة ، وهي المنطقة الوحيدة الصالحة نجحت فيها زراعة التفاح اللبناني بالحجم الكبير قبل استيراد نظيره من الجارة ايران ، يقول سكانها النازحوزن والمقيمون حاليا في مناطق احياء متفرقة ببغداد ، بان الاخبار الواردة من ناحيتهم تفيد بان بساتينهم دمرت بالكامل ، وحتى حميرهم استخدمت لاغراض لوجستية من قبل عناصر داعش.
الناحية هي الاقرب الى بغداد ، على الرغم من الحاقها اداريا بمحافظة صلاح الدين ، ولاهميتها الزراعية ، وتطهيرها من الجماعات الارهابية قبل غيرها من مدن المحافظة الاخرى وانتشار الاجهزة الامنية والحشد الشعبي حول محيطها وصولا الى قضاء سامراء ، تستحق ان تكون بالمرتبة الاولى بالرعاية ، وتطبيق خطة اعمال المدن المحررة ، لكي يعود سكانها لممارسة اعمالهم واعادة احياء بساتينهم .
الكثير من ابناء يثرب ولقربها من قاعدة عسكرية قبل مغادرة قوات الاحتلال الاميركية العراق في يوم السيادة كانوا يتعرضون لحملات الاعتقال بتهمة زرع عبوات في طريق العجلات والمدرعات الاميركية ،وحين اسدل الستار على هذا الفصل ، دخل ابناء يثرب في فصل اخر ، وتكررت الاعتقالات ، وهذه المرة بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة وتوفير حواضن للارهابيين، وبعد حصول النكبة العراقية في العاشر من حزيران ، انتفحت ابواب جهنم فشمل الخراب يثرب وغيرها فاضطر اهلها للنزوح هربا من بطش داعش ، في ليلة سوداء تاركين مستمسكاتهم الرسمية الوثائق من هويات الاحوال المدنية وبطاقات السكن والتموينية ، وشهادات الجنسية ، فاعترضتهم السيطرات الامنية في مداخل المدن الآمنة ، لعدم حملهم الوثائق الثبوتية.
اهالي يثرب كغيرهم من النازحين تقدموا بطلب الحصول على المنحة المالية المخصصة للمهجرين قسرا من المدن الخاضعة لسيطرة داعش ، راجعوا مكاتب وزارة الهجرة والمهجرين ، فلم يحصلوا الا على وعود المسؤولين ، بعد تدقيق البيانات والعودة الى السجلات لتسلم منحة المليون دينار .
مسؤول في وزارة الداخلية وجه عبر شاشة احدى الفضائيات الدعوة لاهالي المدن المحررة من سيطرة داعش في محافظة صلاح الدين العودة لمنازلهم ، واستجابة للدعوة توجه اهالي يثرب الى قراهم فاعترضت الاجهزة الامنية المتمركزة في مناطقهم على عودتهم ، خشية انفجار حمار مفخخ ، فيكون الحادث سببا في سقوط قتلة وجرحى ، يضاعف خراب يثرب.
خراب يثرب
[post-views]
نشر في: 13 مارس, 2015: 09:01 م