كلما ظهرت احداث جديدة على الساحة السياسية رافقتها مفردات تتكرر على لسان كل سياسي ومحلل ومحاور حتى تصبح موضة سائدة ...آخر موضة رافقت معركة تحرير المناطق التي دنسها دخول داعش هي عبارة (مسك الارض) التي يدعو اليها أغلب السياسيين والقادة العسكريين فلا تحرير حقيقيا من خطر داعش الا بمسك الارض المحررة من قبل أبناء العشائر ولا مسك حقيقيا للارض الا بتسليح تلك العشائر واسنادها بقطعات من الجيش او الحشد الشعبي لأن المعركة تحتمل الكر والفر ومن المحتمل ان تعاود داعش هجومها في محاولة لاستعادة تلك المناطق . لذا يراد ممن يمسكون بالارض ان يحصلوا على الدعم المادي والمعنوي والعسكري ليصمدوا في وجه اعتى انواع " الارهاب " ..
النازحون على سبيل المثال كانوا اول من اغتبط بتحرير المناطق المحتلة فهم يتطلعون الى العودة الى ديارهم وذكرياتهم وحياتهم التي سلبها منهم أعداء الحياة لكنهم لن يتمكنوا من العودة حاليا او الامساك بالأرض بدورهم مالم تعد ملامح الحياة الى تلك المناطق سواء بتطهيرها من الالغام والعبوات الناسفة والقنابل غير المنفلقة او توفير الخدمات كالماء والكهرباء ...لاداعي اذن لتكرار هذه العبارة ( الموضة ) مادامت شروطها عسيرة التحقيق فالمناطق مازالت ملغومة وهناك عناصر مدسوسة بين المحررين تعمل على تأجيج النار الطائفية بحرق تلك المناطق بعد تحريرها وقد اعلن رئيس الوزراء العبادي انه سيلاحق هذه العناصر ويمنعها من تشويه النصر. لكن كل قرار او اعلان يستلزم وقتا لتنفيذه بينما تنتظرالعوائل النازحة بلهفة لحظة العودة ويحتاج ابناء العشائر المستعدين لمسك الارض الى دعم حقيقي فضلا عن ضرورة تغيير بعض السياسيين وفرسان الفيس بوك لخطاباتهم الطائفية المثيرة للفتنة لتشجيع الاهالي الخائفين من سلوكيات بعض افراد الميليشيات على العودة والمشاركة في عملية التحرير...
يقال ان أجمل الاوطان هو وطن يعطي الفرد بقدر عطائه ولايخذله في حبه وإن اجمل الازمنة هو زمان يعرف قدرالفرد فينصفه اذا اعطى ويعاقبه اذا أخطأ ولامكان فيه لحاقد او مزيف او دجال ...نحن بحاجة ماسة حاليا الى ان يكون لدينا وطن جميل يعطينا بقدر عطائنا ولايخذلنا في حبنا له وان نعيش زمانا جميلا يعرف قدرنا فينصفنا ولايكون فيه مكان لحاقد او مزيف او دجال وحين نتلفت حولنا ونرى حجم الزيف والدجل والحقد الذي تمتلئ به قلوب وذاكرة البعض نخشى على حياتنا ومستقبل اولادنا من العيش على ارض متصدعة نعجز عن مسكها بحبنا وتعاضدنا ...المهمة صعبة اذن لأنها تتطلب وجود الحب كعامل أساسي والحب يحتاج الى الثقة لضمان وجوده ومايحصل في بلدنا يفقدنا الثقة في السياسيين الذين يطالبوننا بحب الوطن ومسك الأرض في الوقت الذي تكشف اوراق فسادهم صفقاتهم السرية لبيع الوطن والمتاجرة بنا واسترخاص دمنا ..المهمة صعبة اذن ..وعبارة مسك الارض التي يتلذذون بترديدها لم تخرج عن اطار ( الموضة ) حتى الآن رغم ان بامكانهم تحويلها الى حقيقة بالقليل من حب هذا الوطن والغيرة عليه !!
امسكوا الأرض ...
[post-views]
نشر في: 13 مارس, 2015: 09:01 م