بدت ظاهرة اللاعبين المغتربين تلقى سوقاً رائجة في ساحة الكرة العراقية بعد النجاح اللافت الذي حققه الثلاثي احمد ياسين (أول لاعب مغترب ينخرط ضمن صفوف الوطني في تاريخ اللعبة) وياسر قاسم وجستن ميرام مما اعطوا انطباعاً مشجعاً على ضرورة المضي في استقطاب لاعبين آخرين موزعين في اندية العالم ويمتلكون المهارة العالية والذكاء والتعامل الاحترافي في اللعب مستثمرين تواجدهم في دوريات عالمية واحتكاكهم مع نجوم الكرة الكبار، ليكون دورهم في المنتخبات الوطنية مؤثراً لهم ولزملائهم من اجل إضفاء القوة والحيوية والسرعة في اسلوب اللعب ومقارعة بقية المتنافسين لضمان مواصلة المشوار في البطولات الكبيرة.
ومع الاهتمام الملحوظ الذي يبديه اتحاد كرة القدم تناغماً مع اشارات الإعلام الرياضي عن تألق هذا اللاعب أو ذاك في الملاعب السويدية والانكليزية والأميركية والاسكتلندية وغيرها، فإن آلية اختيار اللاعب المتميز بهدف ضمه لأحد المنتخبات تشوبها الارتجالية وغياب القرار التخصصي من لُجنة تُعنى بالمحترفين تأخذ على عاتقها مراعاة شؤون اللاعبين الوطنيين المغتربين الراغبين في تمثيل البلد دولياً واللاعبين الاجانب الذين لديهم مُشكلات مع الاندية التي يمثلونها في دوريات الكرة، وهي ملاحظات يُثار عنها جدل ولغط كبيران بسبب تحوّل القضية الى سوق شراء (الخضار والفواكه) من الخارج حسب المزاج!
نعم نكبّر الروح الوطنية لدى اشخاص يتبنون مفاتحة عدد كبير من اللاعبين المواطنين ممن اجبرتهم ظروف عوائلهم على العيش في الغربة قبل ولادتهم وقسم كبير منهم لا يتحدثون العربية ولا يعرفون شيئاً عن وطنهم إلا من خلال ما يشاهدونه من برامج عبر التلفاز أو متابعة مستجدات الاحداث عبر مهاتفة الاصدقاء داخل الوطن أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا الاندفاع الوطني من متطوعين ينبغي أن لا يُترَك لهم تقرير أهلية اللاعبين وحسم أمور زيارتهم للبلد والتفاوض مع المدرب أكرم سلمان حتى قبل إعلام اتحاد كرة القدم ففي ذلك مثلبة كبيرة على الأخير ينبغي التصرّف أزاءَها بعقلانية واحترافية أسوة ببقية الاتحادات العربية المتطورة التي لا تترك الحبل على الغارب، وشخصياً تقصينا حقيقة عمل تلك الاتحادات عبر زملاء قريبين من مجالس اداراتها أكدوا أن هناك لجنة خاصة بالمحترفين تضم خبراء معنيين تستطلع كل موسم عبر كشافين معروفين ومتخصصين أبرز الأسماء المؤهلة للعب دولياً، ولا علاقة للوسطاء والوكلاء والمنسقين ولا مُسميات الروابط المختلفة في ذلك لأن المهمة تتعلق بارتداء قميص الوطني وليس أحد الاندية.
وعليه نقترح على اتحاد كرة القدم تشكيل لجنة المحترفين تضم شخصيات لها باع طويل في اللعبة ومتمكنة علمياً وفنياً في إدارة هذه اللجنة من اجل تمرير توصيات موثوق بها تستمد معلوماتها عبر قنوات رسمية مستوفية جميع متطلبات قبول اللاعب المحترف للاختبار مع المنتخب الوطني لاسيما ان هناك التزامات وعهود لابد أن يعير لها اتحادنا أهمية مثل بطاقة اللاعب العائدة الى الاتحاد المنضوي له ضمن كشوفات مسابقته وتدقيق موقفه من المباريات الرسمية مع منتخب البلد المقيم فيه سواء رسمياً أو ودياً، ويتم ذلك عبر ممثلين عن لجنة المحترفين يقومون بزيارات مباشرة الى تلك الدول لا أن تناط بمتطوعين لمهمة إنجاز الاوراق الرسمية، ولنا في خطوة الاستعانة بالكابتن باسل كوركيس بلقاء عائلة ميرام في أميركا والنادي ودائرة الهجرة خير دليل على سلامة الاجراءات المتبعة والمؤمل الاستمرار فيها لضمان تسجيل اللاعبين وفق شروط (فيفا) وتجنب أية أخطاء ربما تنسف جهوداً كبيرة تقصي آمالنا من تصفيات أو نهائيات.
نقترح أن يُسمي الاتحاد رئيساً للجنة المحترفين مع ثلاثة اعضاء يُضاف اليهم عضواً منسباً من قسم العلاقات الخارجية ومدير المنتخبات الوطنية ترتبط بأمين السر العام د.صباح رضا، وبدورها تشكل اللجنة اعضاء ارتباط في دول تشهد تواجد الجاليات العراقية بكثافة ليمثلوا اللجنة خير تمثيل ويتمتعوا بمواصفات أكاديمية وفنية عاليتين مثل (يونس القطان في النرويج وعائد أسو في استراليا وزيد يوسف جويدة في أميركا – وليس الحصر-) يقدمون المشورة الكاملة عن اللاعبين البارزين وملخصات موّثقة بالفيديو والصور والمعلومات الرياضية ويكونون مسؤولين عن تأمين الوثائق الرسمية العائلية للاعب بغية حسمها لدى وزارة الداخلية العراقية وبقية الدوائر ذات العلاقة، وبذلك يكون اتحاد كرة القدم قد تخلص من اعباء كثيرة تشغله والإعلام والرأي العام وينصرف الى واجباته الأخرى وتنكب لجنة المحترفين بشؤون عملها بحماسة في توزيع اللاعبين المحترفين الى المنتخبات وخاصة الشباب الذي نعاني نقصاً في الخامات الجيدة منه بسبب غياب المدربين المتخصصين لهذه الفئة، عندها ستخلص اللجنة الى اعداد ملف كامل ومنظم عن المواطنين الأصلاء القادمين من معاقل ثورة الكرة العالمية.
سوق مُريدي المحترفين
[post-views]
نشر في: 14 مارس, 2015: 09:01 م