اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يونسي "ضد سليماني"

يونسي "ضد سليماني"

نشر في: 14 مارس, 2015: 06:23 م

سآخذكم اليوم في جولة على صحف ايران، لاتابع حجم الاعتراضات التي واجهت الشيخ علي يونسي وخاصة كلام مرجعية النجف الشديد بحقه، حيث انعكس الامر على نطاق واسع في سجالات طهران وداخل برلمانها، حتى ان ٢١ نائبا ايرانيا وقعوا رسالة لرئيس الجمهورية حسن روحاني، كي يقوم بتنحيته من منصب المستشار الخاص لشؤون الاقليات، بعد ان تحدث عن"الامبراطورية الايرانية"ونسب اليه انه قال ان"العراق هو عاصمة ايران ومركزها وهويتها"واشار الى امبراطورية واسعة كانت تشكل بلدانا عدة في المنطقة.
والمفارقة ان يونسي محسوب على المعتدلين المطالبين بالاصلاحات السياسية، وكان وزيرا في حكومة محمد خاتمي التي قامت على مبدأ"نزع التوتر في الشرق الاوسط". والمفارقة الاخرى ان المعترضين على كلامه هم الجناح الايراني المتشدد المتعم بتصدير الثورة والموالي للولي الفقيه والمعارض لتيار الاصلاح الخاتمي!
يونسي حاول ان يدافع عن نفسه ونشر بيانا يقول فيه"كنت اقصد ان المنطقة الواسعة التي نعيش فيها، شهدت ظهور امبراطوريات عدة منها الحخامنشية والساسانية.. اما اليوم فليس هناك مبرر لعودة الامبراطورية العثمانية ولا العربية ولا نفكر كذلك بعودة الامبراطورية الايرانية، بل بديل ذلك كله هو ضرورة التنسيق والتعاون بين البلدان الكثيرة التي هي اليوم جزء من المساحة الواسعة لحدود الامبراطوريات القديمة".
ايضا فان رئيس برلمان ايران علي لاريجاني حاول الدفاع عن يونسي، وقال"لعل الامر يتعلق بخطأ في الترجمة". لكن المشكلة لاتبدو كذلك حسب ترجمة خاصة بـ"المدى"عن الفارسية، لعبارات المستشار التي نقلتها وكالات انباء ايرانية رسمية، اذ قال السيد يونسي، ان"نتانياهو اعترف بصراحة بقوة ايران ونفوذها العظيم حين ادعى باننا ابتلعنا اربعة بلدان في المنطقة، وفي الواقع فاننا ساعدنا هذه البلدان... العراق اليوم لا يمثل مجرد مجال حضاري لنفوذنا بل العراق هو هويتنا وثقافتنا ومركزنا وعاصمتنا. وهذا امر يتعلق بالحاضر وبالماضي. وذلك لان جغرافيا العراق وايران لا يمكن فصلهما. وليس امامنا مع العراق سوى ان نتحارب او نصبح حالة واحدة".
ولذلك فان النواب"المتشددين"خاطبوا رئيس السلطة القضائية وطلبوا ان تجري ملاحقة يونسي قضائيا، قائلين ان يونسي"لا يتحلى بروح الاستماع للنصيحة، كما انه معروف بتصريحاته المثيرة للجدل بين الحين والاخر".
وقد بحثت في المواقع الفارسية عن نموذج لتصريحاته المثيرة للجدل، ووجدت ان المتشددين منزعجون مثلا من زيارة يونسي، لدار العبادة اليهودية في شيراز، حيث قال هناك مقارنا بين الديانات ان"الثقافة الايرانية تتحرى العرفان والتصوف، وتركز على جوهر الدين وروحه وبواطنه اكثر من عنايتها بالطقوس الظاهرية، اما اليوم فنجد ان الناس يخصصون وقتا للطم الصدور، اكثر من الوقت المخصص للتعبد والصلاة".
وشخصيا لا اعتراض لدي على روح هذا الكلام، سوى ان اللطم والاناشيد تقترب من الروح الصوفية ولا تتعارض معها، وهي مثل اذكار الطرق العرفانية المعروفة وموسيقاها ورقصاتها الفنية، بوجه من الوجوه!
اخيرا فان السيد عشرت شائق، وهو عضو هيئة حكومية عليا خاصة بمعاقي الحرب في ايران، قال قبل يومين"لم تكن كلمات يونسي نوعا من السهو، بل كانت متعمدة لالحاق الضرر بسمعة النظام الايراني، وفي الحقيقة فانها جاءت لتشوه النوايا الصادقة للمجاهد الحاج قاسم سليماني، الذي يقوم مساعدة اخوتنا في العراق ضد الوحش المسمى داعش".
وقد اتيح لي ان ادردش مع باحث ايراني في اربيل قبل يومين بهذا الشأن، ونبهني الى هذه الملاحظة، لكنني علقت بالقول اننا كعراقيين غائصون في تخوين بعضنا وتبادل الشتائم واللعنات، بحيث يمكن لداعش ان تحطم المعنى الثقافي لاشور ونمرود، ويمكن لاي متحدث اقليمي ان يتجاهل وجودنا منذ سومر واكاد بالمعنى الثقافي والسياسي والتاريخي، دون ان يكلف نفسه اي اشارة لنا. نعم نحن غائصون في شتم بعضنا حتى اننا لا ندري، هل ان يونسي ضد سليماني حقا، ام ان سليماني ضد يونسي!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. NABIL

    اولا 21 نائب مش شيئ مفرح لانها اقل من اقلية في البرلمان ايراني نسبتهم اقل من نسبة العرب في الكنيسة الاسرائيلية ثالني ها جس نبض لانه تبعتها تصريحات اخرى من مسئولين اخرين ثالثا شوفت التصفيق عندما كان الشاعر شتم العرب وهو شاعر مشهور في ايران مش حافظ اسمه

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram