احتفت جمعية الثقافة للجميع وضمن منهاجها الاسبوعي ليوم الخميس الماضي بالروائي حسن البحار. وجرى الحديث عن روايته (بحر ازرق قمر ابيض) الفائزة بجائز ناجي الساعاتي لأدب الرحلات للعام الماضي 2013. وهتف مقدم الجلسة الشاعر جبار سهم السوداني: ها قد عاد البحار
احتفت جمعية الثقافة للجميع وضمن منهاجها الاسبوعي ليوم الخميس الماضي بالروائي حسن البحار. وجرى الحديث عن روايته (بحر ازرق قمر ابيض) الفائزة بجائز ناجي الساعاتي لأدب الرحلات للعام الماضي 2013. وهتف مقدم الجلسة الشاعر جبار سهم السوداني: ها قد عاد البحار حسن باد حاملاً في زوادته فاكهة الشعر وتعويذة جده الفراهيدي على ظهر سفينة الشعراء متأبطاً شهادة شكر وتقدير من جمعية الثقافة للجميع بتوقيع ربانها الدكتور عبد جاسم الساعدي. واضاف: السفينة وقواربها تسلمها حسن البحار من عمه طرفة البكري الذي يحبه الجواهري حباً جماً، والذي رحل في ريعان شبابه كما هو الحال لأبي القاسم الشابي، والسياب ايضاً رحل في وقت مبكر. مشيراً الى ان البحار نورس شعري حالم بالماء والخضراء، تخرج من اكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية بدرجة علمية رفيعة، اضافة الى حصوله على شهادات عدة تنضوي ضمن تخصصات السلامة البحرية، كما ان لديه عضويات كثيرة لعدد من المنتديات والاتحادت الادبية والثقافية، وقد تم تكريمه في عدة مناسبات ادبية. ومن اصدراته: الدردبيس - مجموعة قصصية 2011 ـ رواية مرام 2012 ـ ثم روايته المحتفى بفوزها ـ بحر ازرق قمر ابيض ـ وقصائد شعرية وغيرها.
واشار البحار الى ان حديثه سيتركز على اساسين، الاول يتضمن ملامح من سيرته وتجربته. مبيناً انه عراقي من الجنوب، عاش المنفى وعشق البحر فصار بحاراً.. اما الاساس الثاني فكان عن ادب الرحلات موضحاً بانه كتبه صدفة بدافع حب المنافسة بعد سماعه عن جوائز ستوزع للفائزين بهذا النوع من الأدب. لافتاً الى اطلاعه على النصوص الفائزة سابقاً. وقال: قرأت هذه النتاجات فوجدت ان ما يقال عنه ادب الرحلات، ما هو الا ادب مكان او مذكرات شخصية. موضحاً ان ادب الرحلات لا بد ان يكتبه رحالة، وان اغلب هذا النوع من الادب كتبه الرحالة الغربيون وبعضهم من العرب. مشيراً بانه رسالة تنقل لنا معاني ومشاهد ديموغرافية واقتصادية ونفسية وعلمية وسياسية. واكد: ادب الرحلات ناقل لا عاكس كما وجدت في النتاجات الفائزة والتي تتكلم بلغة الأنا، وفيها مكانية مع سقف زماني يدور في محيط وطن الكاتب. وعلى قدر رأيي هذا ليس بأدب رحلات.
وفي مداخلته اوضح الناقد علوان السلمان ان ادب الرحلات او ما يسمى بأدب الاعتراف او الجغرافي، وهو نثر فني ومعلم من معالم الثقافة والمعرفة الانسانية، يتطلب ذوقاً وحساً باعتماده على سارد يتصل اتصالاً مباشراً ببنية النص الموثق انطلاقاً من تقيد العلم بالكتابة لاستقراء اشكال الواقع من اجل الكشف عن البيئة وموجوداتها متخذاً من الرحلة الذاتية موضوعاً مقترناً بزمان ومكان يوفر فرصة اكتشاف الواقع بمكوناته الثقافية والحضارية التي تشغل حيزاً مع اضفاء مساحة محددة من الاخيلة. وقال: هذا هو الموجز الكلي الذي قدمه البحار في منجزه "بحر ازرق قمر ابيض" كونه يعتمد فيه الرصد والمتابعة لمعاني الوجود والظواهر الاجتماعية والبيئة.
فيما بين الكاتب عبد العزيز لازم ان المحتفى به اصر على لقب المهنة التي يمارسها وهي الابحار، بينما اصله جنوبي من قلعة سكر وينتمي الى قبيلة المخزومي. منوهاً الى شدة تعلقه بالبحر الى حد الانتماء معتبراً نفسه جزءاً منه، فالبحر بالنسبة له ضميره وعشقه. وقال: يحاول حسن دائماً الغوص خلف المعاني والمفردات والمصطلحات كما نجده في عنوان روايته "بحر ازرق قمر ابيض" وكأنه يشير الى ان للبحر والقمر اشياء مثيرة خلف ما يتصفان به من لون، وهو من خلال ذلك يطلق تاكيداً عالي النبرة حول حقيقة اللون. لافتاً الى ان العنوان على النحو لا ينتمي الى الروي التاريخي الوثائقي المعروف.