في جسم الإنسان مجموعة كبيرة من الغدد ،تفرز هرمونات تساعد على أداء وظائف محددة ، واي اضطراب يصيبها يؤدي الى نتائج عكسية ، وينصح الاطباء المصابين بمرض معين نتيجة قلة او كثرة افراز هرمون من غدة ما الى تناول انواع من الاغذية تساعدهم على تحفيز الغدة المصابة ، لتؤدي عملها بشكل طبيعي ، تضخم الغدة الدرقية ينتشر عادة بين النساء ، لقلة تناول اليود المتوفر بكثرة بالاملاح والاسماك ، عن طريق الغذاء وبعض العقاقير بالإمكان معالجة اضطراب الغدد ، وممارسة اي نشاط بشكل طبيعي حين يتم التشخيص بشكل مبكر واجراء الفحوصات المختبرية قبل استفحال المرض ومضاعفاته .
في حضارة الاغريق القديمة الشهيرة بأعمال النحت والعمارة اعتمد جسد المرأة معيارا لمقاييس الجمال ، الاواني الفخارية والمرمرية الخاصة بحفظ الزهور ، فضلا عن الكؤوس واستخدامها في شرب الانخاب بصحة الآلهة وكبار القادة العسكريين للاحتفاء بالانتصارات تحاكي جسد المرأة بوصفه يحمل صفات التناغم والتكامل والتناسق والانسجام ، والمرأة اكثر تعرضا من الرجل للإصابة باضطراب الغدد ، فينعكس على قوامها ومظهرها وشكلها ، والجهات والدول الحريصة على الجمال تبنت انظمة سياسية اعطت للمرأة الدور الفاعل في القيادة بعيدا عما يعرف بنظام الكوتا المفروض على الرجال تطبيقه وتنفيذه ، بصرف النظر عن مدى ايمانهم بدور النساء في الحياة السياسية والاجتماعية.
التجارب الديمقراطية الراسخة في دول العالم المتحضر ، هل عالجت اضطراب هرموناتها ؟ وضبطت ايقاع نظامها بمراقبة افرازات غددها ؟ السؤال فنطازي ، ولعله يثير الضحك ، لا ينطلق من قاعدة لها اساس في الواقع ، فحزمة تشريعات وقوانين وضوابط تضمنتها الدساتير اعتمدت في ادارة الدولة ، واذا كانت نظرية الاغريق قبل آلاف السنين صالحة لهم ، فإنها بحد ذاتها تجربة توفرت لها ظروفها الموضوعية ، فنجحت في مكان وفشلت في آخر.
الاضطراب السياسي في بعض دول المنطقة العربية اسبابه معروفة ومشخصة ، فالحاكم او حزبه وبطانته واعلامه الرسمي سواء اعتمد البعير او المرأة معيارا للجمال ، يريد نقل السلطة علن طريق الوراثة من الآباء الى الابناء ثم الاحفاد ، ومبدأ التداول السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع من المحرمات ، وخط احمر في كل الاحوال والظروف ، والحاكم في اغلب الاحيان يلجأ الى البحث قوى داعمة من رجال دين ، وشخصيات عشائرية متنفذة ، لتعزيز بقائه في السلطة ، ويتحالف مع دول كبرة معروفة بقدراتها العسكرية فيفتح لها القواعد بأرض بلاده ،تكون مسؤولة وعبر ابرام اتفاقيات طويلة الامد للحفاظ على الامن ،بمعنى حماية الحاكم وافراد بطانته ، واسرته من محاولات الاطاحة بالنظام .
هذا النوع من الحكام مصاب بالخوف نتيجة اضطراب غدته الخاصة المسؤولة عن شعوره بالامن والأمان ، ولا يثق بشعبه الا من كان من ابناء طائفته وعشيرته المقربين، لذلك انتشرت الاصابة بمرض اضطراب الغدة الطائفية في الدول العربية ، وحتى الان لم يتوفر علاجها ، والشفاء منها مستحيل.
غدة طائفية
[post-views]
نشر في: 15 مارس, 2015: 09:01 م