TOP

جريدة المدى > عام > نادي السرد في اتحاد الأدباء يحتفي بمواسم علي لفته سعيد

نادي السرد في اتحاد الأدباء يحتفي بمواسم علي لفته سعيد

نشر في: 17 مارس, 2015: 12:01 ص

"تسع سنوات أمضيتها مع الخوف وأنا ادون فيها آلاف الكلمات لأنجز رواية اريدها ان تجيب على سؤال طالما ظل يحفر في راسي..من يصنع الدكتاتور؟. لتبدأ رحلة الاجهاد الكبرى في البحث عن حقول لم يطأها سرد ولم تبحث عنها الحجة لكي تكون ضحية."هذا ما قاله الروائي علي

"تسع سنوات أمضيتها مع الخوف وأنا ادون فيها آلاف الكلمات لأنجز رواية اريدها ان تجيب على سؤال طالما ظل يحفر في راسي..من يصنع الدكتاتور؟. لتبدأ رحلة الاجهاد الكبرى في البحث عن حقول لم يطأها سرد ولم تبحث عنها الحجة لكي تكون ضحية."
هذا ما قاله الروائي علي لفته سعيد في مفتتح كلامه في الامسية الاحتفائية التي اقامها له نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بمناسبة فوز روايته (مواسم الاسطرلاب ) بجائزة القلم الحر في مصر.
في بداية الامسية قال مقدمها الروائي والقاص اسعد اللامي "ان الاحتفاء اليوم بمنجز عراقي حقق حضوره هو ما يعطينا ان الرواية العراقية غادرت منطقتها المغلقة الى منطقة أوسع مدة وإنها تحقق الكثير من النجاحات"..وأضاف "اليوم نضيف روائيا شجاعا كتب رواية (مواسم الإسطرلاب) التي تم رفضها لاكثر من مرة في زمن النظام السابق وسبق ان قدمها الى دار الشؤون قبل احداث 2003 . وقد رفضت الرواية وأحد الخبراء همس بإذنه (خلصني الله يخلصك)" وأشار ان هذه الرواية ربما تحمل الكثير من مقومات الرواية الناجحة وهي تحمل اسئلتها رغم انها تتحدث عن بطل لا يذكر اسمه والقارئ المتمعن يستطيع ان يعرف بطلها المتخفي اسمه وهو دكتاتور العراق نفسه ..لذا أعدها رواية شجاعة.
وتحدث المحتفى به عن الرواية وأسباب كتابتها والخوف الذي كان مسيطرا عليه خلال رحلة الكتابة التي استمرت تسع سنوات..ويضيف:"دونت آلاف الكلمات لأنجز رواية اريدها ان تجيب على سؤال طالما ظل يحفر في راسي..من يصنع الدكتاتور؟. لتبدأ رحلة الاجهاد الكبرى في البحث عن حقول لم يطأها سرد ولم تبحث عنها الحجة لكي تكون ضحية"..وأشار الى انه كان مبحرا مع صمته وخوفه يجوب القلق والتشويش ويدخل النفق بضوء من المخيلة هربا من لحظة قد تهديه طلقة في رأسه او يعلق بحبل يتدلى..مشيرا الى ان ما كتبه ليس بطولة بقدر ما كان بحثا عن اجابة لسؤال انبثق من وقت امتد من السواد الى السواد ومن حرب الى حرب ومن هتافات الى هتافات وصناعة رمز يقتل فيهتف الناس ..ويبين ان لحظة التدوين كانت صعبة وهي كيف يهرب من تأويل سلطة قادرة على التمحيص لينتج نصا قابلا للتأويل من قبل القارئ..فلم يجد غير حكاية (ابو مراية)..ويؤكد سعيد انه قدم الرواية ثلاث مرات واعتذر الخبراء جميعهم وربما كانوا يحمونني ويحمون انفسهم من رواية بحسب قوله انه أهداها الى امه التي توفيت فربما يلحق بها لو صدرت الرواية.
ثم بدأت الاوراق النقدية فقرأ الناقد الدكتور علي حسين يوسف دراسة مختصرة عن الرواية حملت عنوان (شعرية السرد في مواسم الإسطرلاب لعلي لفته سعيد..قراءة في تفاعل القص والشعر) أكد فيها ان انعكاس الصياغات الشعرية على العمل الروائي يعد من اهم تقنيات الخطاب الروائي المعاصر لا سيما اذا اكتسبت تلك الصياغات رؤى وتأملات فلسفية عميقة..ويضيف انه ومن جهة أخرى فإن تفعيل الخلق الاسطوري في صياغة القص يسهم هو الآخر في مفارقة العيني والمحسوس باتجاه البناءات الكلية التي تمنح العمل رمزية فاعلة ومؤثرة ..ويبين ان القارئ يجد نفسه ازاء عمل يعتمد فيه كاتبه اعتمادا كاملا على استغلال القوى الكامنة وراء الالفاظ والمعاني معا لينسج من تلك الصيغ حكاية شعب أولع بصناعة الطواغيت..ليشير انها رواية صادمة بلغتها الشعرية الراقية لتكون حكاية أو بحسب قوله إن شئت سمها اسطورة , فهي اسطورة كاتبها التي أرخ من خلالها احلام وخلجات وهواجس ابطالها بلغة اراد لها ان تكون في قمة بلاغتها ، باستعاراتها المتوالية ومجازاتها التي اكسبتها براءة وجمالا.
وقدم الناقد حيدر جمعة العابدي ورقته النقدية بعنوان (مواسم الاسطرلاب..تقديس الاسطورة ) أكد فيها ان الضوء المسلط على الرواية هو تشظي الوعي العربي مابين الواقع والأسطورة مما انعكس على حياتنا وثقافتنا لدرجة اضعنا معهما اسطرلابنا الانساني الحقيقي وتشبثنا بإسطرلابنا الاسطوري الهش وكاشفا في نفس الوقت ذاته زيف وعينا الذي انتج لنا الهة ومخلصين من رحم تاريخنا وثقافتنا الاسطورية..ويضيف انه من اللحظة الاولى الذي يضعنا فيها المشهد امام صورة حاكم او زعيم صاحب سطوة وقوة مرعبة لكل من حوله والتي تبدأ من المكان القصر نزولا للحظة التقهقر والعزلة ومن ثم الاختفاء ، تتضح رؤية الكاتب لوضعنا اما لحظة توتر ومفارقة ومن ثمة ترقب لما سيحدث( منذ الصباح رأوه يدور باحثا عن شيء يشبه الوهم ). ليمضي بقوله.."تصنف الرواية في الكثير من أقسامها ضمن تيار الواقعية السحرية من خلال اعتمادها على زمن أسطوري ( فنتازي) وتراكيب وصياغات جملية شعرية خطابية قصصية تحمل طابعا أسطوريا تسربت منه قصص الخلق الاولى ( دخل الزوبعة التي لم تهدأ ..بل تزداد هيجانا..انه الموت بصورته البشعة )."
اما الدكتور الناقد أحمد حسون فقال.. "الاحتفاء بالمبدع فرصة للاحتفاء بالمنتَج والمنتِج..لذا فان الروائي سعيد معروف بمثابرته ودأبه ونصه المحتفى به (مواسم الاسطرلاب )دليل على ذلك كذلك هي فرصة لإثارة الأسئلة حول السرد العراقي والأدب بشكل عام ..اليوم نحن مدعوون للسؤال عن العلاقة بين الابداع والنقد وإعادة تجسير العلاقة ذلك ان العمل الابداعي النقدي يحتاج الى فعل مؤسساتي ليمارس دوره الحقيقي في بلورة رؤية متكاملة وفتح افق جديد للإبداع ..العراق اليوم يتقدم سرديا بصورة سريعة ومبدعة لكنه يحتاج الى بلورة نقدية تواكب هذا الابداع"..
فيما تمكن الناقد إسماعيل ابراهيم في مداخلته من تفكيك الرواية بقوله أن "فقر الشخصيات في هذه الرواية ،أصبح من أركان تتركز عليها هذه الرواية وهي شخصيات الرواية..ويعتقد وهو يجيب على سؤال أثاره:لم هذا الاستعمال؟ ان الاستعمال الاول لكي ينتج مساحة كبيرة للشخصية ،انه اهمل عمل المظهر الخارجي المعروف عند الشخصيات ولو تعددت الشخصيات لأصبحت في متاهة كبيرة وان الشخصيات لا يقصد بأنها تؤلف رواية بل يقصد ما اراد ان يقول الدكتاتور"..ويقول ايضا.."ان الرواية نفسية تماما ومن السطر الاول للحكيم والمرأة فالجميع يتحدث بصيغة الخوف والعنجهية..هذا الوصف النفسي تعمق بما يسمى بالوصف الموارب والمقصود التحرك الاجتماعي خاصة وان الاحداث الرديفة بالمكان معومة والشخصيات معومة ،اذ مابقي من الرواية اللغة الشعرية هل الرواية رواية قول فقط ؟اقول نعم انها رواية قول تحيل الاشياء والأحداث من كونها المادي الى ان تعبر الى الجانب الاخر التخيلي .وهذا الدكتاتور تأخذه العاصفة بمعنى انه يتلاشى عندما وصلت العاصفة ..بقي الدكتاتور موهما ..ان مسألة الشاعرية بالوصف الموارب استمرت بوصفها عورا نفسيا واعتبرت قيمة خير ما قدمت به الماديات" ...
في حين قال الروائي محمد علوان جبر بشكل موجز انه يعرف الروائي وانه اخبره عن روايته التي قدمها الى الشؤون الثقافية في عام 2000 وانه تم رفضها ..وأضاف "ما يهمنا هو ان هذه الرواية رأت النور وإنها رواية يجب ان تقرا ويسلط عليها الضوء"..أما الروائية نضال القاضي فقالت في مداخلة لها "ان الرواية تقوم على فكرة عائمة واعتقد ان الكتابة في ذلك الزمن جميعها عائمة فما كان منا من يستطيع ان يجاهر في القول"..وتضيف "ان العامل النفسي كان مسيطرا على الكاتب لان مجمل الكتابة في ذلك التاريخ كتابات نفسية كنت اتمنى ان الرواية تصل النقاد ويكون توزيعها اكثر" ..وتساءلت..لماذا لم يُعد الروائي كتابتها مرة اخرى بعد تغيير النظام ويستكشف ما خبئ من مقابر جماعية لسلوك الطغاة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram