اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عالم الغد > المشاركة فـي التفكير الإبداعي

المشاركة فـي التفكير الإبداعي

نشر في: 17 مارس, 2015: 12:01 ص

 (2/2)
يطرح العالم المعروف إسحاق عظيموف (1920 ــ 1992 ) في مقاله هذا، الذي عثر عليه صديق له مؤخراً، موضوعة الإبداعية الناجمة عن انشغال العقل بمشكلة معينة و الوصول بالتالي إلى فكرة جديدة لحلها، و يتحدث عن جلسات تفكير يشارك فيها عدة أشخاص قائلاً

 (2/2)

يطرح العالم المعروف إسحاق عظيموف (1920 ــ 1992 ) في مقاله هذا، الذي عثر عليه صديق له مؤخراً، موضوعة الإبداعية الناجمة عن انشغال العقل بمشكلة معينة و الوصول بالتالي إلى فكرة جديدة لحلها، و يتحدث عن جلسات تفكير يشارك فيها عدة أشخاص قائلاً : و يبدو لي أن الغرض من جلسات التفكير ليس الوصول إلى فِكَر جديدة و إنما تثقيف المشاركين بالحقائق و تجمعات الحقائق، بالنظريات و الأفكار الشاردة .
لكن كيف نقنع أشخاصاً إبداعيين بالمشاركة؟ أولاً، و قبل كل شيء، يجب أن يكون هناك ارتياح، و استرخاء، و إحساس عام بالإباحة الفكرية. فالعالم عموماً لا يحبّذ الإبداعية، فأن تكون إبداعياً في العلن أمر سيّئ بوجهٍ خاص. حتى التأمل علناً على الأرجح مزعج. و لهذا، لا بد أن يكون لدى الأفراد شعور بأن الآخرين لن يعترضوا على ذلك.
فإذا كان فردٌ وحيد حاضر غير مبالٍ بالسُخف الذي سيكون محتوم الحدوث للاستمرار في جلسة كهذه، فإن الآخرين سيتجمدون. و قد يكون الفرد غير المبالي منجماً ذهبياً من المعلومات، لكن الضرر الذي يسببه سيكون أكثر مما يكافئ ذلك. و يبدو ضرورياً بالنسبة لي، عندئذٍ، أن يكون جميع الأشخاص في الجلسة راغبين في أن يبدوا سخفاء و يستمعوا إلى آخرين يبدون سخفاء.
و إذا كان فردٌ وحيد حاضر يتمتع بسمعة أعظم بكثير من الآخرين، أو أكثر وضوحاً، أو لديه شخصية قيادية بشكل مميز، فإنه يمكن أن يهيمن على الاجتماع و ينزل بالباقين إلى ما هو أكثر من الطاعة السلبية بقليل. و قد يكون الفرد نفسه مفيداً للغاية، لكن يمكن أيضاً وضعه ليعمل منفرداً، إذ أنه يعادل الباقين.
أما العدد الأقصى للمجموعة، فيجب ألاّ يكون مرتفعاً كثيراً. و سأخمّن أن ما لا يزيد على الخمسة سيكون هو المطلوب. فالمجموعة الأكبر يمكن أن تكون لديها كمية إجمالية من المعلومات أكبر، لكن سيكون هناك توتر من الانتظار للتحدث، يمكن أن يكون محبطاً جداً. و سيكون من الأفضل على الأرجح أن يكون هناك عدد من الجلسات يتغير فيها الأشخاص الحاضرون، و ليس جلسة واحدة تضمهم جميعاً. ( و هذا سيتضمن تكراراً معيناً، لكن حتى التكرار في حد ذاته ليس بالأمر غير المرغوب فيه. فهو ليس ما يقوله الأشخاص في هذه الاجتماعات، و إنما ما يُلهمون به الواحد منهم الآخر فيما بعد. )
و من أجل أهداف أفضل، ينبغي أن يكون هناك شعور باللا رسمية informality. فخفة الروح، و استعمال الاسم الأول، و المزاح، و الملاطفة هي الجوهر، كما أرى ــ ليس في حد ذاتها، و إنما لأنها تشجع الواحد على الميل لأن يكون ضمن عملية الإبداع. و لهذا الغرض، أرى أن الاجتماع في دار أحدهم أو عند مائدة العشاء في مطعمٍ ما ربما هو أكثر فائدةً من الاجتماع في غرفة اجتماعات.
و ربما كان الأكثر كبتاً من أي شيء آخر هو الشعور بالمسؤولية. فإن الفِكَر العظيمة على مر الزمن قد جاءت من أشخاصٍ لم يُدفع لهم أجر لتكون لديهم فِكَر عظيمة، لكن دُفع لهم ليكونوا معلمين أو كتّاب براءات اختراع أو ضباط صف، أو لم يُدفع لهم على الإطلاق. فالفِكَر العظيمة جاءت كقضايا جانبية.
و شعور أحدهم بالذنب لأنه لم يحصل على راتبه لكونه لم تكن لديه فكرة عظيمة هو، كما يبدو لي، الطريقة الأكثر موثوقيةً للتأكيد على أنه ما من فكرة عظيمة ستأتي في المرة القادمة أيضاً.
مع هذا فإن شركتك التي تعمل فيها تدير برنامج التفكير هذا على حساب مالٍ حكومي. و التفكير بأن عضو مجلس شيوخ أو جمهوراً عاماً يسمع عن علماء يعبثون هنا و هناك، و يحكون نكاتاً قذرة، ، على نفقة الحكومة ربما، أمر يجعل الواحد يتصبب عرقاً. و في الحقيقة، و العالِم في المتوسط لديه وعيٌ عام كافٍ بأن لا يرغب في أن يشعر بأنه يفعل شيئاً كهذا حتى إذا لم يكتشف أحدٌ ذلك.
و أود أن أقترح أن يُعطى أعضاء جلسة التفكير المكلفين بأداء مهمات ذات وظيفة سهلة ــ كتابة تقارير، اختصار استنتاجات، أو تقديم إجابات موجزة لمشكلات مطروحة ــ و أن يُدفع لهم أجر عليها، الأجر الذي هو الرسم الذي سيُدفع عادةً لجلسة التفكير. و ستكون جلسة التفكير رسمياً عندئذٍ من دون أجر، و سيسمح ذلك، أيضاً، باسترخاء كبير.
و لا أعتقد بأن جلسات التفكير يمكن تركها من دون إرشاد. فلا بد من شخص مسؤول يقوم بدور مساوٍ لدور المحلل النفساني. فالمحلل النفساني يصير، عن طريق طرح الأسئلة الصحيحة، المريض نفسه لمناقشة حياته الماضية بتلك الطريقة التي يستنبط بها فهماً جديداً لها بنظره.
أما بالنسبة لـ " الأدوات gadgets " المصممة لاستنباط الإبداعية، فأعتقد بأن هذه ينبغي أن تنشأ من الجلسات الكبيرة نفسها. فالمشاركون، إذا كانوا مستريحين كلياً، و أحراراً من المسؤولية، و يناقشون أمراً مثيراً للاهتمام، سوف يخلقون الأدوات التي يحفّزون بها النقاش.

عن:MIT Technology

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

غوغل تطرح أداةً جديدةً لوقف

غوغل تطرح أداةً جديدةً لوقف "إعلانات التذكير"

تعمل شركة غوغل على طرح أداة جديدة ستوقف ما يسمّى بإعلانات التذكير، وتمكن متصفحي شبكة الإنترنت من حجب الإعلانات المتعلقة بمنتجات تصفحوها من قبل ولم يقوموا بشرائها رقمياً، وعادةً ما تستخدم هذه الوسيلة لمحاولة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram