قبل ان ان يتبدد دخان تصريح يونسي مستشار الرئيس الايراني ، والدخان بالفارسية "دود" شعل النار من جديد رئيس تحرير وكالة مهر الايرانية مهر" حسن هاني زاده بدعوة العراقيين الى التخلي عن المحيط العربي ، وكتب تحليلا بعنوان "الوحدة بين ايران والعراق لابد منها" نشره موقع شفق نيوز الاحد الماضي "لقد آن الأوان ان يقول الشعب العراقي كلمته الاخيرة وان يختار بين العروبة المزيفة الجاهلية وبين الاسلام الحقيقي وينفض ثوبه من تراب الذل العربي" واضاف ان "الاغلبية في العراق معروفة بانتمائها العقائدي الى مذهب اهل البيت عليهم السلام وهذا هو السبب الرئيس لعداء الانظمة العربية ولاسيما الدول العربية المحيطة بالعراق تجاه هذا البلد" ، وذكر بتحليله ان "كل الاحداث في العراق وما آل اليه من تمدد المجموعات الارهابية التي تفتك بامن الشعب العراقي ناتجة عن الحقد العربي الدفين ازاء اتباع اهل البيت في العراق".
رئيس التحرير زادة وعلى حد تعبير الاشقاء المصريين "ولع "اي شعل الاجواء وجعل الدود الايراني يرتفع الى السماء في وقت تواجه فيه القوات العراقية والحشد الشعبي حملة تشنها وسائل اعلام عربية تحاول اثبات صحة مزاعمها واوهامها بحصول انتهاكات بحق المدنيين السنة في المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش ، وسقط بهذا الوهم كتاب كبار خليجيون واعلاميون كانت لهم مكانتهم في الشارع العراقي ، لكن الانحياز المذهبي وربما نتيجة العمل بتوجيهات الانظمة ، جعلهم ينساقون وراء رغبات اصحاب القرار، وتطبيق وصاياهم للتأثير في الرأي العام العربي .
لاشك ان "المقال التحليلي" لرئيس تحرير الوكالة الايرانية ، رسخ القناعة لدى بعض الانظمة العربية بأن ايران في طريقها لابتلاع العراق ، ومساعداتها العسكرية ووجود مستشاريها واسلحتها في ساحة مواجهة عناصر تنظيم داعش تمهد الطريق لتحقيق تمنيات يونسي ، ودعوات غيره .
محليا المعترضون ومنهم اطراف مشاركون في الحكومة الحالية، على الاستعانة بدور ايراني مهما كان حجمه وشكله في مساعدة القوات العراقية والحشد الشعبي لتحرير المدن الخاضعة لسيطرة داعش ، جعلهم زادة وقبله يونسي ، يعيدون حساباتهم من جديد ، وفي اول رد فعل اعلن المستشار الامني لمجلس محافظة الانبار من مقر اقامته في اربيل في لقاء متلفز رفض مشاركة فصائل الحشد الشعبي بكل مسمياتها مع مسلحي العشائر لخوض مواجهة داعش في الانبار مطالبا الحكومة بان تفي بوعودها بتسليح المتطوعين باسرع وقت ممكن .
الساحة السياسية العراقية تتقاطع فيها ردود الافعال تجاه المواقف الايرانية فهي سلبية وذات اغراض تستهدف السيادة الوطنية بنظر بعضهم وايجابية بنظر الاخرين ، ورسخ الخلاف انعدام اعتماد سترتيجية بعيدة المدى في اقامة علاقات خارجية مع المحيط الاقليمي تخدم المصالح المشتركة بعيدا عن الدوافع والميول والاتجاهات .
دخان يونسي تبدد باعلان الموقف الرسمي من الحكومة العراقية ، فاستطاعت اخماد الحرائق في وقت قياسي ، وتكرار التصريحات الايرانية من هذا النوع سيجعل المسؤولين العراقيين فرقة متفرغة لاطفاء النيران بالماء والتواثي والبيانات الرسمية ،
حرب التصريحات
[post-views]
نشر في: 16 مارس, 2015: 09:01 م