الفارق بين الحاكم الصح والبوخة، أن الأول يوقظ الأمة إن وجدها نائمة والثاني إن وجد فيها نفسا للنهوض يقطعه. الأول يصدقها القول والفعل والثاني يكذب عليها. وبالنهاية تجد الأول يفرحها والثاني بيكيها ويتفنن في صب الكوارث ومكدرات الحياة على رأسها. باختصار، ان الحاكم الصح تجده حائرا ليس "بزرعات حميّد" او "فليساته" بل بزرعات شعبه التي رآها تذبل فقرر ان يحييها. وهكذا نهض الرئيس عبد الفتاح السيسي بمصر لأنه حائر "بزرعاتها" معترفا بانه ما كان لينهض بها لولا المصريون وهمّتهم وفي مقدمتهم الشباب. في خطابه باليوم الأخير للقمة العالمية الاقتصادية لمساعدة مصر بدأ بشكر شباب مصر قبل المستثمرين والمانحين. اول ما فعله ان نادى على الشباب كي يقفوا بجنبه ليصافحهم واحدا واحدا ويشكرهم. كان يضحك فرحا من كل قلبه وطارت مصر كلها معه من الفرح.
لم يقل "مش حدّيها" بل قال " انني لن أنتظر حتى يطالب المصريون في رحيلي". مثل هكذا رئيس وفي مثل هذه المرحلة يرغمك ان تصفق له مع شعبه شئت أم أبيت. صفقت له غابطا شعب مصر على هذه النعمة. وأي نعمة أفضل من حاكم يسعى بيديه وقدميه ليوفر الأموال لينهض ببلده المنهك اقتصاديا؟ مشاريع ومدن جديدة وعاصمة إدارية ومحطات كهرباء ومياه ووقود وتشغيل عاطلين ووعود برفاهية قادمة. كل ذلك سيحدث بفضل نجاح مصر بالحصول على 60 مليار دولار فقط!
عندما سمعت بالرقم "60"، شبكت عشري على رأسي وقلت له: أتعلم يا ريّس بان لنا حاكما ضيّع اضعاف هذا الرقم عشر مرات او اكثر ولم يقدم لنا واحدا بالمئة من هذا الخير الذي ستنعم به مصر وأهلها.
يتمنى السيسي لو وقع بيد مصر 200 الى 300 مليار لحوّلها الى جنة على الأرض. أيعلم ان عراقنا الذي عدد سكانه لا يبلغ ثلث عدد المصريين ومساحته اقل من مساحة مصر بكثير وفيه نهران وليس نهرا واحدا، دخله 760 مليار دولار في أربعة أعوام وما زال في اعلى قائمة البلدان الأكثر بؤسا وفقرا وشحاً بالخدمات؟
أما الأغرب والأشد عجبا ان يسكت العراقيون على من نهب تلك المليارات وطشّها على حبابيه بدون وجع قلب. لا بل وتجد الحرامي يتمشى بينهم على طوله يحلّف المبيوك، والمبيوك ما زال يرى فيه مختارا عصريا وهو الذي كان "ربع العصرية" أنفع منه للشعب.
عقبال العراق يا مصر
[post-views]
نشر في: 17 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
ابو سدير
سلمت يداك استاذ هاشم والله ربع العصرية احسن منه على الاقل يريح الدماغ ولايشارك في قتل شعبه والنهب
عمر
قلي بربك متى كان العسكر , يبنى دولاً , لا تضحكو على عقولنا , صناديق الاقتراع التي صدعتهم بها رؤسنا قالت كلمتها , تركيا لم تنهض الا يوم زالت العسر من الواجهه , الامور واضحة
ابو سدير
سلمت يداك استاذ هاشم والله ربع العصرية احسن منه على الاقل يريح الدماغ ولايشارك في قتل شعبه والنهب
عمر
قلي بربك متى كان العسكر , يبنى دولاً , لا تضحكو على عقولنا , صناديق الاقتراع التي صدعتهم بها رؤسنا قالت كلمتها , تركيا لم تنهض الا يوم زالت العسر من الواجهه , الامور واضحة