كمن يتمطق بلطعة عسل جبلي ، وجلّ ما أمامه من غث الأخبار مر وحنظل ،، اتمعن طويلا فيما كتبه الأديب الشاعر خالد مطلك في جريدة المدى — عدد سابق — عن أطروحة للباحث ( مروان فتة ) من جامعة بوخارست ، حول ما عرف بـ( خطة تطوير بغداد ) واورد في البحث آسماء باقة نضرة من معماريين ومعماريات شباب، صقلت الغربة مواهبهم ، فتوهجوا بالانتماء والمعرفة وطرزوا بها حفافي بغداد الأمل …بغداد التي صارت مكبا للنفايات ، ومسرحا للفوضى واحتلت ارصفتها العشوائيات وضاهت نشاز لافتات مخازنها ، اصوات المرج في سوق الهرج !.
تذكروا هذي الأسماء كلما مسكم روع من اليأس المستسلم ، والأمل المستحيل ::
* نور مكية .. من الولايات المتحدة .
* مروة الدبوني .. من ألمانيا .
* أروى الجميلي .. من الإمارات .
* محمد الصوفي .. من إيطاليا .
* تراث جميل .. من فرنسا .
* أحمد ملاك .. من بريطانيا .
هؤلاء ، ومئات مثلهم . ممن تقاذفتهم رياح السموم و تلاقفتهم ديار الغرباء ، لم ينتزعوا من صدورهم بوصلة القلب ، التي كانت تتجه أينما ولوا وجوههم صوب العراق….. هؤلاء ببحوثهم المتفردة ، بافكارهم الخلاقة ، بإصرارهم على التحدي ، استبدلوا المسدس كاتم الصوت بالمسطرة والفرجال ،والسكين الجارحة بريشة عصفور ، استعاضواعن المفخخة بخرائط للطرق والجسور وشاهق وفريد الأبنية. واجهوا الكراهية بالمحبة والتناغم مع الآخر ومزيد العطاء ، هؤلاء - وامثالهم - لم يتمنطقوا بحزام ناسف ، ولا استباحوا حرمة ، ولا اغتصبوا حقا.
بغداد لا يشافيها او يداويها مرهم التفجع والنواح ، ولا لطم الصدور وشق الجيوب ، ولا تعالجها ضمادات الأسف والتفجع .
العاملون والعاملات بصمت وتجرد ونكران ذات ، هم الأمل المتبقي لعراق ينبعث من رماده - كطائر الفينق المحترق ، لا يبلى ولكن يتجدد ،، لا يموت إلا ليعاود الحياة .