اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رسام هولندي يتبوّل على بورتريت الملكة

رسام هولندي يتبوّل على بورتريت الملكة

نشر في: 21 مارس, 2015: 09:01 م

توترت الأجواء وانتشر اللغط والحذر أيضاً وأخذت احتياطات كثيرة في متحف ستيدليك ميوزيام في أمستردام ، وبدأ المشرفون تساعدهم الكاميرات الكثيرة المنتشرة في المتحف على مراقبة الداخلين لمشاهدة الأعمال الفنية والتطلع الى أشكالهم والتدقيق في هيئاتهم . هذا كله لم يحدث من أجل الحفاظ على الأعمال الفنية من السرقة أو الحريق ، بل كان المتحف بكل من فيه يراقب ويشدد السيطرة من أجل منع دخول رسام هولندي غريب الأطوار هو روب كوننغسبروخ ( ولد سنة 1948 ) والذي هدد بأنه سيتبول على لوحتين من لوحات المتحف . هكذا قامت الدنيا ولم تقعد لأن هذا الرسام هدد بذلك ، وقد حدد هدفه هنا بلوحتين معلقتين داخل المتحف تحت حراسة شديدة . وهنا تصدى المتحف لهذا التهديد ومنع الفنان من الدخول بأمر من المحكمة .
إذن وصل الأمر الى المحاكم بسبب لوحتين لم تعجب هذا الرسام غريب الأطوار والذي لا يتوانى دائماً بأطلاق هكذا ردود أفعال على الأعمال التي لاتعجبه أو اللوحات التي يعتقد بأنها هابطة فنياً . بعد فترة من صدور حكم المحكمة حاول هذا الرسام أن ينقض الحكم ويجعله الى صالحة كي يستطيع دخول المتحف دون أية مضايقة ، لكن قرار القاضي كان نهائياً وقال أن هذا الحكم له ما يبرره ، لهذا أصدر قراراً بمنعه بشكل دائم من الدخول بعد أن امتنع الفنان من القبول بحل وسط بينه وبين المتحف، كأن يزور المتحف تحت المراقبة والإشراف ، وقد رفض ذلك رفضاً قاطعاً وكان واضحاً بأنه ليس على استعداد لقبول مثل هذا الحل . لم يعترف المتحف ولا المحكمة بدفاع الفنان وحجته حين قال بأن المتحف عليه أن ينظر الى تهديداته على أنها نوع من السخرية والكوميديا السوداء أو النقد القريب من الهجاء ، وقد أشهر المتحف في وجه المحكمة أدلة سابقة ضد الفنان الذي لديه سوابق مماثلة ، هو الذي أدين أيضاً سنة 2007 في أعمال حرق .
نعود الى اللوحتين اللتين قرر هذا الفنان أن يتبول عليهما في لحظة غريبة ورد فعل عجيب ، وهما لوحة لملكة هولندا بياتريكس لم تعجبه وقال بأن تقنياتها وطريقة رسمها لا تليق بالمتحف ، واللوحة الثانية هي بورتريت كانت قد رسمته الفنانة مارلين دوماس ويظهر فيه وجه بن لادن بطريقة تعبيرية ، وتبدو اللوحة مرسومة بشكل سريع وعفوي . وقد قال هذا الرسام عنها بأنها واحدة من أسوأ اللوحات التي شاهدها في حياته وهي منفذة بطريقة ليس فيها أي شيء من الفن وتقنياته .
والى أن تحل هذه المسألة ، سيبقى المتحف يقظاً وهو يتابع خطوات هذا الرسام الغريب ويتمنى أن لا يتهور ويستبدل طريق التواليت بطريق المتحف .
لقد عادت في ذهني وأنا أتابع موضوع هذا الرسام حكاية صديقي الفنان العراقي الراحل زياد حيدرالذي سجن خمس سنوات في سجن أبو غريب لأنه تبول ليلاً على جداية تمثل بورتريت لصدام حسين نهاية الثمانينات من القرن الماضي ، فعل ذلك تحت نشوة الخمر وهو يخرج من نادي اتحاد الأدباء في بغداد . الطريف أيضاً هو أني سألت زياد بعد خروجه من السجن عن ذكرياته عن الحادثة فقال لي ضاحكاً بأنه قبل أن يكمل فعلته توقفت سيارة شرطة قرب المكان ونزل مجموعة من الشرطة ومعهم ضابط كان يبدو لطيفاً ، وقبل أن يضعوه في السيارة همس الضابط في أذن زياد ( لَك هوَّ إحنه كوه نجيب ناس ترسمه ، تجي انته تبول عليه ؟؟!! ).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram