TOP

جريدة المدى > عام > نادي الكتّاب في كربلاء يحتفي بـ"عصا وضوء" جاسم عاصي

نادي الكتّاب في كربلاء يحتفي بـ"عصا وضوء" جاسم عاصي

نشر في: 23 مارس, 2015: 12:01 ص

"تعد الصورة أقرب الى التاريخ وهي تعتمد على سحب المكان الى الزمان . لذا فهي تحمل مادة سردية وإن الكتابات النقدية لم تنصف الفن الفوتوغرافي سابقا رغم انها قدمت رؤية للصورة ذاتها بوصفها صورة وليس بوصفها لوحة ساردة."بهذه الكلمات بدا الناقد الاديب جاسم عاص

"تعد الصورة أقرب الى التاريخ وهي تعتمد على سحب المكان الى الزمان . لذا فهي تحمل مادة سردية وإن الكتابات النقدية لم تنصف الفن الفوتوغرافي سابقا رغم انها قدمت رؤية للصورة ذاتها بوصفها صورة وليس بوصفها لوحة ساردة."
بهذه الكلمات بدا الناقد الاديب جاسم عاصي حديثه في الاحتفائية التي اقامها نادي الكتّاب في كربلاء عن كتابه (العصا والضوء) الذي فاز بالجائزة الاولى في مسابقة الابداع العراقي الذي اقامته وزارة الثقافة والإعلام.
في بداية الامسية قال مقدمها الأديب علي لفته سعيد ان جاسم عاصي لا ينفك عن البحث في جوانيات الاشياء التي تصادفه ليبعث فيها الروح ويجعلها تتحدث وتتكلم ويمنحها صفات السردية مرة والشعرية مرة أخرى..وأضاف ان الصورة لم تعد لوحة او بورتريت يكشف تفاصيل لحظة زمنية ماضية لتجعلها الصورة لحظة مستقبلية قابلة للتجدد في عناصر الذاكراتية بل هي صورة تنطق بما يمكن ان تخزنه تلك اللحظة التي توقفت عندما ضغط المصور على زر كاميراته ليقف الزمن ويهديها روحها من ابداعه لتبقى متحركة وان كانت بين اطار او بين دفتي كتاب .
وقال المحتفى به جاسم عاصي ان الصورة اقرب الى التاريخ وهي تتناولها سرديا من خلال قراءة الصورة التي تعمقت في قراءة الرواية الصورية.واضاف ان الكثير من المصورين يبذلون جهدا عقليا وماديا ليصورا ما يمكن ان يعينهم في الاشتغالات وتاريخ المدن وحتى الشخصيات ، فهم يحركون شخصيات الصورة خارج اطارها لتكون تاريخا مهما ومتحدثا لبقا .موضحا ان الصورة المبدعة تحتاج الى دربة ومهنية وموهبة وإبداع لان الصورة وقراءتها ليست هينة بل تحتاج الى رؤية معينة وفلسفية قابلة للتجديد..ويرى عاصي ان الفن الفوتوغرافي له رموزه في العراق ورواده ولم ينتبه احد من النقاد لهذا الابداع رغم ان هناك من كتب في ثمانينات القرن الماضي لكنهم قدموا رؤية للصورة ذاتها دون قراءة الصورة وحيثياتها وما يمكن ان تمنحه من سرديات قد تكون مطولة.بل ان اغلب القراءات كانت توثيقية وان كلما قيل كان ينطوي على التوثيق باستثناء شاكر لعيبي فهو فنان وشاعر ومصور فهو يتبحر في الصورة..ويقول عاصي ان الصورة العراقية اوسع انسانيا من اية صورة أخرى والفنان العراقي يهتم بالتفاصيل وهو يتهم بالزمان والمكان وهو يلاحق البيئات الصحراوية والمائية والجبلية وعلاقات المكان ويلاحق كذلك الجسد بأعمار مختلفة..بل ان هناك لوحات استثنائية لدى المصور العراقي..ويقسم عاصي الصورة الى ثلاثة اقسام خلال علمية قراءتها وهي عين المصور وعين الكاميرا وعين الرائي الذي ينظر الى نتاج الصورة مشيرا الى ان عين الفنان البريئة فيها اجتهادات كثيرة..موضحا ان الزمان والمكان مهمان في الصورة لكن المكان يسحب الزمان في الصورة..مشيرا الى ان المصورين الاكراد اصبحت لديهم اشتغالات عديدة خاصة بعد عام 2003 فهم اشتغلوا على رؤية جديدة رغم الدمار الذي حل بهم في زمن النظام السابق الا انهم يواجهون الموت بصناعة الجمال الفوتوغرافي حتى حولوا المدن الى مدن سحرية مستغلين التقدم العمراني والاقتصادي في صناعة جيل فوتوغرافي جديد.
الامسية شهدت مداخلات بدأها الروائي علاء مشذوب حين قال: ان متابعة الصورة تعتمد على مدى قدرة المتلقي على استنطاقها وبالتالي فانها تعتمد كذلك على مقدرة الفنان المصور في وقف الحركة الزمنية لكي يعطي المتلقي قدرة على استنطاق ما تحمله الصورة من قصدية..وأضاف ان الصورة ايضا تأويل وجاسم عاصي حاور المصورين باعتبار ان صورتهم تحمل سردا وتأويلا.
فيما قال القاص فراس عبد الحسين انه من خلال (العصا والضوء) فتح لنا جاسم عاصي عيوننا على وسعها بل أضاف لنا عيونا جديدة, نرى الاشياء وسر تكوينها وكل ما لإنتاجها. جعلنا نرى اللوحة بأبعادها المرئية وغير المرئية. وكيفية البحث بفلسفتها الخاصة, بكل ما تخفي بين أطارها من أزمنة وأمكنة, من حيث المتى والماذا, ومن ناحية الأين والكيف. والأهم من كل ذلك علمنا كيف نصف المكان وعلاقته بالزمان المحدد, بعد دراسة كل المؤثرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ساعدت على تكوينه وانتاجه, في النهاية علي أن أشير ان على الجائزة أن تحتفي بجاسم عاصي لكل ما قدمه من أفكار لم تطرق من قبل خدمة للأدب العراقي والعربي والعالمي ومزيداً من الأبداع.
اما الكاتب فاضل مناتي فقال ان جهد الاديب جاسم عاصي يستحق الثناء.وأضاف ان التصوير الهام وفن وهو ربما لا يكون لعبة بقدر ما هو مقدرة على ملاحقة الابداع وهو ما يتمتع به الاديب عاصي الذي يلاحق الابداع اينما يكون ويثير فينا رغبة في التعمق والمعرفة والثقافة..ان كتابه يعد مشروعا فنيا ابداعيا وهو خطوة الى الامام.
فيما عد الشاعر رفعت المنوفي الكتاب انه إغناء للثقافة وفيها من الثمر ما يمكن ان يعطي انطباعا ان الثمار تؤتي اكلها في كل كتاب لعاصي فهو منتج مثمر في أي حقل يلجه من حقول المعرفة الادبية كونه رجلا موسوعيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram