حذر باحث أمني أمريكي على صلة بعمل وكالات الاستخبارات الدولية من مخطط يهدف إليه تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" في اليمن من خلال عملية تفجير المسجد الحوثي وقتل أكثر من 130 شخصا داخله، مشبها العملية بتفجير سامراء بالعراق، الذي كان يهدف

حذر باحث أمني أمريكي على صلة بعمل وكالات الاستخبارات الدولية من مخطط يهدف إليه تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" في اليمن من خلال عملية تفجير المسجد الحوثي وقتل أكثر من 130 شخصا داخله، مشبها العملية بتفجير سامراء بالعراق، الذي كان يهدف إلى إشعال نار الصراع بين السنة والشيعة.

وقال بول كروكشينك، محلل شؤون مكافحة الإرهاب لدى CNN وعميل سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية: "داعش لم يكن قد أعلن مسؤوليته سوى عن عملية واحدة في اليمن، واليوم يعلن مسؤوليته عن هذا الهجوم، هذا يدل على أن وجود التنظيم في اليمن حديث للغاية، ولكن بصرف النظر عن طبيعة المنفذين فإن العملية كانت محسوبة للغاية."وتابع كروكشينك بالقول: "أظن أن العملية كانت استراتيجيا تشبه تماما الهجوم على ضريح الإمامين العسكريين في سامراء على يد تنظيم القاعدة في العراق بقيادة أبومصعب الزرقاوي عام 2006، والذي كان يحاول استفزاز الشيعة لدفعهم إلى رد مبالغ فيه ضد السنة يؤدي بالتالي إلى دفع السنة لحمل السلاح إلى جانب القاعدة."ورأى كروكشينك أن الخطر محدق بأوروبا قائلا: "التحذيرات الفرنسية حول خطر غير مسبوق يمثله الإرهاب على أوروبا هو تحذير جريء، فالقضية لم تعد تتعلق بإمكانية حصول الهجوم بل بموعده، فالضربة الإرهابية ضد أوروبا مسألة وقت، ولدي معلومات من مسؤولين أوروبيين بأن داعش تقوم حاليا بوضع خطط لهجمات في بلادهم."
وفي سياق متصل قال المقدم طوني شافر، الضابط السابق في مكتب المخابرات العسكرية الأمريكية، إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يحاول بناء إمبراطورية تشبه الإمبراطورية العثمانية، من خلال الطريقة التي يقوم عبرها بالتمدد، معتبرا أن التنظيم يسعى لابتلاع الأجنحة القوية بالقاعدة ويمد نشاطه إلى أفغانستان.
وقالت شافر، الذي سبق أن انتقد الفشل المخابراتي بهجمات أيلول 2001، إنه قد توقع منذ أسابيع حصول تطورات دموية مماثلة لما يحصل اليوم باليمن قائلا: "السبب هو وجود مناطق غير خاضعة لسلطة الدولة وهي تصبح تلقائيا أشبه بالمغناطيس الجاذب للمنظمات الإرهابية، وعلينا تذكر أن المناطق الأفغانية غير الخاضعة لسيطرة الدولة كانت البؤرة التي انطلقت منها هجمات ايلول.
"وأضاف: "قبل أسابيع تحدثت مع CNN حول ما يحصل في اليمن وتوقعت أن تكون داعش بصدد التحرك للاستفادة من الفراغ في تلك المناطق، وقد صحت توقعاتي."وحول أسباب تمدد داعش في اليمن وليس القاعدة قال شافر: "يمكن وصف داعش بأنها فيروس فاعل للغاية يمكنه إلحاق العدوى بكل من يصيبه والاستحواذ عليه كليا، وخاصة ما يتعلق بالسيطرة على التنظيمات المتشددة، وقد رأينا بوكو حرام تعلن الانضمام إليه، وكذلك أجنحة أخرى كانت سابقا على صلة بالقاعدة. وكذلك بات لداعش حضور في أفغانستان، وقد علمت من مسؤولين كبار في أفغانستان أن الخطر الرئيسي الذي يشعرون به ليس طالبان، وإنما إمكانية تمدد داعش في مناطقهم وسعي التنظيم لاجتذاب المزيد من المتطوعين."
وأضاف: "داعش يحاول تقوية نفسه بل وتقديم نفسه على أنه تنظيم قادر على إقامة امبراطورية تشبه من حيث الحجم الإمبراطورية العثمانية، وبالتالي فالتنظيم يقوم بتنفيذ استراتيجية ناجحة لابتلاع الأذرع الأقوى لدى تنظيم القاعدة، ومن بين أبرز تلك الأذرع القاعدة في اليمن."
ورفض شافر اعتبار أن تزايد نمو داعش والقاعدة ناجم عن أخطاء أمريكية قائلا: "هذا ليس خطأ أمريكيا على الإطلاق، فالمشكلة تتعلق بالأماكن التي تخرج عن سيطرة الحكومات، سواء في سوريا أو العراق أو أي مكان آخر، وتتحول إلى ملجأ لتلك التنظيمات."وحول وجهة نظره لحل هذه المعضلة قال: "أنا أدعو لقيام حلف ناتو عربي ومعاهدة لأمن البحر الأحمر من أجل السيطرة على تلك الأماكن الخارجة عن القانون. ولا يجب الاكتفاء بهزم داعش عسكريا، بل علينا الاهتمام بما بعد ذلك، وعلينا الاستعانة بالعناصر السنية من أجل إعادة تأسيس الهياكل المجتمعية."