في مثل هذه الايام العشرة الاخيرة من شهر اذار من عام 2003 اطلق وزير اعلام النظام السابق محمد سعيد الصحاف ، مصطلح العلوج ، وكرره في مؤتمراته الصحفية اليومية ليستعرض امام وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية آخر مستجدات الاحداث والعمليات العسكرية ضد قوات التحالف ، وكان الصحاف في بعض الاحيان يستعين بوزير الداخلية محمود ذياب الاحمد او الدفاع الفريق الركن سلطان هاشم احمد المعتقل حاليا لدى السلطات العراقية للرد على "تخرصات العلوج" حول تقدمهم في مناطق جنوبي العراق .
جميع وسائل الاعلام وخاصة الفضائيات العربية والاجنبية دفعت اموالا للوزارة للحصول على ترخيص نقل رسائلها على مدار الساعة الى محطاتها، وحددت بنقل المؤتمرات الصحفية للمسؤولين ، وبيان حجم الخسائر بين المدنيين وفي حال رغبتها باعداد قصص او تقارير فعليها الحصول على موافقات من الوزارة وتحت اشراف "خبراء" يرافقون الفريق التلفزيوني يرفعون التقارير الى مسؤوليهم ، لبيان مضمون التقارير ، وصلاحية بثها وانسجامها مع تعليمات وضوابط التغطية الاعلامية الرسمية ، فضائية تركية حاولت عبور الخطوط الحمر فصدرت الاوامر بمصادرة معداتها الفنية واجهزتها ، وغادر فريقها العراق الى الاردن عن طريق طريبيل ، بمرافقة مفرزة امنية ، للتاكد من عبور الحدود . و ذكر الصحاف ذلك في احد مؤتمراته ، واشاد بدور فضائية المنار اللبنانية ، وسحر والعالم الايرانيتيين لالتزامها بالحيادية ووقوفها مع العراق في معركة الحواسم ، الاسم الرسمي للحرب .
اطباق التقاط البث الفضائي كانت ممنوعة ، والتلفزيون العراق الرسمي ، تعرض للقصف ، والمحطات البديلة بثها ضعيف لايصل الى اطراف بغداد ، ومع المتيسر من التيار الكهربائي ، كان العراقيون يتابعون بث فضائية العالم باللغة العربية وتغطيتها الاحداث بعنوان "حرب السيطرة"
المركز الاعلامي في مبنى وزارة الاعلام بالصالحية مقر محافظة بغداد حاليا، كان قبل تعرضه لقصف الطائرات ، وانتقاله الى فندف فلسطين مقابل ساحة الفردوس ، مكان تجمع الاعلاميين ، وعقد المؤتمرات ، وتبادل الاخبار والمعلومات ، المواقف الرسمية كانت تشير الى ان الاوضاع في خطوط المواجهة جيدة ، فيما برزت في الحياة اليومية مظاهر النزوح الجماعي من احياء العاصمة الى اطرافها ، والمحال التجارية ، في الباب الشرقي وشارع السعدون والرشيد اغلقت واجهاتها ببناء جدران من الطابوق على الواجهات لتفادي الخسائر المادية حين تميل كفة الحرب لصالح العلوج فتحصل اعمال سلب ونهب ، وسرقة ممتلكات خاصة.
مشكلة تامين اتصال الاعلاميين بمؤسساتهم كانت تتم عبر الهواتف الارضية ، او عن طريق رسالة الكترونية عبر موقع اوروك العراقي يعمل عن طريق الهاتف الارضي ، الخاضع لرقابة مركزية ، في احد المؤتمرات الصحفية طلب مراسل جريدة عربية من الوزير الصحاف السماح له باستخدام هاتف الثريا ، فرفض الوزير الطلب ، وقال مخاطبا المراسل ، احذرك من ترويج الشائعات ، دفاعاتنا الجوية بالمرصاد وستتولى حماية شبكة الاتصالات ، وليخسأ الخاسئون ، فاصل ثم نعود
"ثريا " الصحاف 1-2
[post-views]
نشر في: 23 مارس, 2015: 09:01 م