الصحاف واصل بعد الفاصل صولاته على العلوج بمؤتمراته الصحفية ، فيما استمر فريق الرصد الرسمي بمراقبة ما تبثه وسائل الاعلام العربية والاجنبية ، مراسل راديو سوا فاضل مشعل وبرغم حصوله على تخويل من الوزارة وجهات اخرى باعتماده مراسلا للاذاعة الاميركية اثار استياء وغضب فريق الرقابة ، لان حديثه المباشر لم يعجبهم ، فضلا عن ذلك استخدامه هاتف الثريا المحظور وانتهاكه ضوابط وشروط التغطية في نقل الاحداث ، فصدرت الاوامر بملاحقة مشعل ، فتوارى الرجل عن الانظار ، لكن تقاريره كانت تبث في نشرات الاخبار ، مع زملائه المراسلين الآخرين في محافظات كردستان الخارجة عن سيطرة السلطة.
تلفون الثريا ازعج الصحاف وعلى هامش مؤتمر صحفي قال لبعض الاعلاميين ان المعلومات المتوفرة لديه من مصادر استخبارية تؤكد أن العلوج ، قاموا بتوزيع تلفون الثريا بين عملائهم بالداخل لاغراض التجسس ، فبعث برسالة مفادها بان حائزي هذا النوع من الهواتف سيتعرضون الى عواقب وخيمة ، واثر ذلك ترددت شائعات في الشارع العراقي تشير الى اعتقال شخصيات معروفة في مناطق متفرقة من العاصمة بتهمة حيازة الثريا ، وظهر في ما بعد ان ما تردد في الشارع مجرد اكاذيب تقف وراء ترويجها جهات امنية .
على الرغم من حظر استخدام الثريا ، ارسلت صحف عربية قبل أيام من بدء العمليات العسكرية الى مراسليها في بغداد اجهزة الهاتف عن طريق سائقي السيارات العاملة بين بغداد وعمان ، بعضها كان مزودا بمنظومة بامكانها ان توفر خدمة الانترنيت ، لكنها لم تستخدم لصعوبة استعمالها ، والاستعانة بشخص متخصص لنصبها أمر مستبعد جدا خشية الاتهام بالتجسس ومساعدة العدو اثناء خوض الدفاع عن الوطن .
"طركاعة الثريا" ظلت في طي السر والكتمان ، بانتظار تخفيف الاجراءات واصدار أوامر تسمح باستخدامها ، برزت مشكلة أخرى تمثلت بوصول رسائل يومية الى قادة عسكريين ومسؤولين عبر بريدهم الالكتروني تدعوهم الى التمرد على النظام ، ومساعدة "قوات التحالف" لتحقيق اهدافها ، متلقو الرسائل وقعوا في حيرة ، واخفوا السر حتى على الزوجات ، وعاشوا اياما عصيبة ، تنتابهم المخاوف من عواقب تلقي رسائل العدو ، ولم يسعفهم خضوع موقع "اوروك" الى مراقبة مركزية ، وفي احد مؤتمراته اشار الصحاف الى تلك الرسائل ووصفها، بانها واحد من اساليب العدو في الحرب النفسية ، فبدد قلق من كان يمتلك البريد الالكتروني ، فازاح هم الكثيرين فكانت مناسبة لكشف "طركاعة اخرى " تندرج ضمن الاسرار الشخصية غير القابلة للبوح .
" الطركاعة الثالثة" تلخصت بنزوح اعداد كبيرة من اهالي العاصمة بغداد الى مناطق تقع في اطرافها ولم تستطع السلطات وقتذاك من منعهم ، وبعد مرور سنوات على الغزو الاميركي للعراق ، مازال ملف النازحين خارج سيطرة الجهات الرسمية، والطركاعة الرابعة ان الملف تحيط به شبهات الفساد ، تتناقلها الهواتف الذكية .
"ثريا " الصحاف 2-2
[post-views]
نشر في: 24 مارس, 2015: 09:01 م