ربما في وقت آخر ما كان إعلان وزارة المرأة هذا سيستفزني كما فعل الآن.. يبدو ان سوء حظ الوزارة وسوء حظي شخصياً هو ما جعل إذاعة الإعلان تتزامن مع تقرير محلي عن تفشّي ظاهرة الزواج المتعدد خارج القانون، ومع خبر عن تكريم الرئيس المصري عدداً من الأمهات المثاليات بينهن واحدة تنكّرت عشرات السنين في هيئة رجل لتُعيل نفسها وابنتها الوحيدة ثم أحفادها.
وزارة المرأة دعت في إعلانها وسائل الإعلام والإعلاميين والطالبات والطلاب الى المشاركة في جائزة منظمة المرأة العربية لأفضل إنتاج إعلامي عن المرأة مقروء أو مرئي أو مسموع.
ما كان على وزارة المرأة أن تتعب حالها بإعلان كهذا، فهذا واجب وسائل الإعلام المختلفة، فالوزارة أنشئت للمساعدة في حلّ المشكلات المزمنة التي تعاني منها المرأة العراقية، وهي مشكلات لا عدّ لها ولا حصر، ولا أصعب منها ولا أعقد في مجتمع يتيسر فيه انتهاك حقوق النساء وإنسانيتهن بسهولة شرب الماء، تحت سمع وبصر الدولة.
بالتزامن مع إعلان الوزارة، أظهر تقرير للسلطة القضائية العراقية زيادة ملحوظة في حالات تعدد الزوجات التي يتم معظمها خارج المحكمة خلافاً للقانون وبالتواطؤ بين المتزوجين غير الشرعيين ورجال دين ينظمون عقود الزواج غير الشرعية (شفق نيوز).
الزواج خارج المحكمة بغرض تعدد الزوجات له تبعات اجتماعية خطيرة، ولست أدري إن كانت وزارة المرأة مدركة هذا الأمر، فمن المفروض أن تكون هذه الوزارة أول من يعلم بتفشي هذه الظاهرة لتعمل بالتعاون مع وزارة العدل ووزارة الداخلية ووزارة حقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية على معالجتها.
قيام أشخاص بالزواج المتعدد خارج المحاكم يعدّ انتهاكاً للقانون، يضاعف من وطأته تواطؤ رجال دين فيه .. هذا الانتهاك للقانون عدا عن خطورته من هذه الناحية، فانه يشجّع على انتهاك القانون في نواح أخرى عديدة وعلى إطاحة هيبة الدولة وسلطتها. نرجو أن تكون وزارة المرأة مهتمة بهذا الأمر، في الأقل بدرجة اهتمامها بحثّ الإعلاميين والطلبة على المشاركة في مسابقة منظمة المرأة العربية.
وفي هذه الأيام كان من المفترض أن تهتم وزارة المرأة بالاحتفاء بيوم الأم وان تكرّم بأعلى المستويات عدداً من الأمهات المثاليات، وهنّ في بلادنا بعشرات الآلاف، مثلما اهتمت دول أخرى كمصر مثلاً التي استقبل رئيسها في مكتبه الرسمي عدداً من الأمهات المصريات المثاليات، بينهن واحدة اضطرت إلى ارتداء ملابس الرجال لأكثر من أربعين سنة كيما تستطيع أن تعمل في المهن ذات العائد المجزي، وهي التي اعتاد الرجال على العمل فيها، لتوفير حياة كريمة لها ولابنتها الوحيدة التي توفي والدها وهي لم تزل في بطن أمها.
وكل يوم والأمهات العراقيات، اللائي نسيتهن وزارة المرأة في يومهن، بخير.
وزارة المرأة .. صحّ النوم!
[post-views]
نشر في: 24 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 6
امان
تعرف استاذ لماذا تهتم وزارة المرأة بالمسابقة العربية ؟ لان فيها دعاية للوزارة وايفادات وسفر وجوائز تجير لها.. والخ من الامتيازات .. فلماذا تهتم بمشاكل المرأة العراقية التي لا تحصل من ورائها على اي شئ .. مع الشكر لاهتمامكم بالمرأة العراقية..
ابو سجاد
يارجل تتحدث عن القانون وكانك تعيش في دولة فيها شيْ من القانون هل تدلني عن مكان معين فيه قانون انا متاكد لاتستطيع ذلك واذا اردت ان تعرف قدر المراة في عراق الموت عليك ان تذهب الى الدوائر وسترى قيمة المراة في هذا البلد واذا تحدثت مع اي مسؤول من هؤلاء سترى ق
امان
تعرف استاذ لماذا تهتم وزارة المرأة بالمسابقة العربية ؟ لان فيها دعاية للوزارة وايفادات وسفر وجوائز تجير لها.. والخ من الامتيازات .. فلماذا تهتم بمشاكل المرأة العراقية التي لا تحصل من ورائها على اي شئ .. مع الشكر لاهتمامكم بالمرأة العراقية..
ابو سجاد
يارجل تتحدث عن القانون وكانك تعيش في دولة فيها شيْ من القانون هل تدلني عن مكان معين فيه قانون انا متاكد لاتستطيع ذلك واذا اردت ان تعرف قدر المراة في عراق الموت عليك ان تذهب الى الدوائر وسترى قيمة المراة في هذا البلد واذا تحدثت مع اي مسؤول من هؤلاء سترى ق
عمار
أستاذ عدنان انت رجل عاقل مثقف واعي مرموق لماذا تستفز ويكون إسلوبك في الكتابة بطريقة التوبيخ السلبي بدلا من طريقة النصح الإيجابي وانت تكتب عن قضية المرأة وتقدر جيدا خطورتها. لماذا نهدم كل ما لانحب أو ما يستفزنا بدلا من المساعدة بتقويم الخطأ بالإسلوب الأمثل
وليد حسين
سيدي اكبر اهانة للمرأة هو وجود وزارة لها فالمرأة متساوية الحقوق والواجبات حسب القانون العراقي. اذا كان للمرأة وزارة فيجب ان يكون هناك وزارة للرجل وللطفل أيضاً. هذه الوزارة انا اسميها بوزارات الديكور كوزارة حقوق الانسان ووزارة الهجرة والمهجرين.