القمة العربية في شرم الشيخ، تنعقد في ظل اوضاع متوترة تعيشها المنطقة ، ولكل دولة مطالبها في ان يخرج المؤتمر بنتائج تخدم مصالحها ، العراق وعلى لسان مستشار الأمن الوطني فالح الفياض يرغب في بلورة موقف عربي موحد لمحاربة الارهاب ، ومساعدته في تحرير مدنه الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش ، لضمان استقرار امن المنطقة ، فيما الاوضاع الحالية تشير الى المزيد من التوتر ، في الجبهة السورية النظام يخوض حربا منذ سنوات ضد جماعات مسلحة لطالما اتهم دولا عربية بدعمها وتمويلها ، واليمن تتعرض لقصف طائرات عربية تستهدف الحوثيين لحماية شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ، مصر تحتضن المؤتمر ، وهي الاخرى تواجه خطر الاخوان ، ونشاط جماعات متطرفة ، كل هذه المصائب المتجذرة في الدول العربية منذ اول قمة عقدت منتصف اربعينات القرن الماضي تتطلب قرارات تاريخية من اصحاب السيادة والجلالة والسمو، تعيد النظر بالمواقف السابقة تجاه قضايا اقليمية ودولية ، بوصفها السبب الابرز في خراب البيت العربي .
مؤتمر شرم الشيخ ينعقد في وقت تنشغل فيه الانظمة العربية بنشاطين الاول يتعلق باشعال الحرائق ، والثاني باخمادها ، ومن يعتقد او يتصور بان الزعماء العرب سيخرجون بنتائج ايجابية من شانها اعادة ترتيب الاوضاع او في اقل تقدير اعتماد الحوار والجهد الدبلوماسي لتسوية الخلافات ، عليه مراجعة مقررات المؤتمرات السابقة ، ليتوصل الى حقيقة بان الظروف العصيبة التي تمر بها الامة العربية مازالت قائمة ،على الرغم من تغيير رؤساء انظمة صدرت بحقهم عقوبة الاعدام او انضموا الى منتدى المخلوعين ، متفرغين لكتابة مذكراتهم ، وليس من المستبعد ان يتناولوا مشاركاتهم في مؤتمرات القمة العربية فضلا عن خفاياها ، وماجرى في الغرف المغلقة من شغب ومهاترات وتبادل شتائم ، بعد حادث غزو الكويت ، وفي قمة عام 2003 بشرم الشيخ قبل ايام قليلة من تنفيذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة العمليات العسكرية للاطاحة بالنظام السابق .
الانطباع السائد لدى العراقيين المهتمين بمؤتمرات القمة وخاصة التي تعقد في شرم الشيخ ترجح اندلاع ازمات وبروز مشاكل كبيرة ، في عام الفين وثلاثة اعلنت دولة الامارات مبادرة ارسال قوات عربية الى العراق وتشكيل حكومة مؤقتة ، للانتقال الى النظام الديمقراطي ، واستعدادها لاستقبال كبار مسؤولي النظام مع اسرهم ، اعلن وزير الخارجية الاسبق ناجي الحديثي بان مؤتمر قمة شرم الشيخ " لم يناقش مبادرات تافهة " فاغلق الوزير الباب امام تجنب حدوث الكارثة ، ستكون نتائجها واحدة من فقرات جدول اعمال القمة .
في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الامة العربية طبقا لديباجة جاهزة اعتمدتها المؤتمرات السابقة بجميع نسخها ، سيتضمن البيان الختامي الدعوة لتوحيد الصف العربي لمواجهة المخاطر والتحديات ، وإلزام الدول بتقديم مساعدات مالية للشعب الفلسطيني ، وقراءة سورة الفاتحة على ارواح اصحاب السيادة والجلالة والسمو الراحلين ، وكل قمة والعرب بخير والدنيا ربيع والجو بديع .
قمة الجو ربيع
[post-views]
نشر في: 27 مارس, 2015: 09:01 م