الهيئة العامة للأنواء الجوية اعلنت ان العراق سيتعرض خلال الايام الاربعة المقبلة الى منخفض جوي ناتج من اندماج منخفضين جويين ، الأول من البحر الأحمر، والآخر من البحر المتوسط، يتسبب بعواصف رعدية وتساقط للامطار في عموم مناطقه، ليكون الطقس في المناطق كافة غائما ممطرا مع انخفاض درجات الحرارة في المنطقة الشمالية.
المقاربة بين الاوضاع في المنطقة بما تشهد من توتر واستخدام السلاح لغة في حل النزاعات وتقلبات الطقس تتلخص بالعديد من المشتركات ، فشهر آذار موعد انعقاد القمة العربية يعد في الذاكرة الشعبية العراقية شهرا مضطربا يجمع الفصول الاربعة بكل تناقضاتها ، فأيامه تشهد هطول امطار مصحوبة بزوابع رعدية ، تسبقها عواصف ترابية قادمة من الصحراء العربية ، آذار الشهر الاول من الربيع ، تستقبله ربات البيوت بالدخول في حالة إنذار قصوى ، مع توفير المزيد من المكانيس اليدوية لإزالة الغبار ومحو آثاره من غرف المنزل ، وما ان تتم الصفحة الاولى بنجاح ساحق حتى تهب عاصفة ترابية اخرى ، فتصل حالة التذمر الى اعلى درجات التذمر من الربيع العربي والمناخي .
دعوة القمة العربية الى تشكيل قوة مشتركة لمواجهة التحديات التي تهدد الامن القومي ، هي الاخرى واحد من المشتركات بين الاوضاع الامنية والمناخية ، فالدعوة جاءت بعنوان عريض ، مع بروز تساؤلات واستفسارات عن شكل ومظاهر التحديات ، وهل المقصود بالتحديات العمل المشترك لمكافحة الارهاب بكل اشكاله وصنوفه ومسمياته، ام أن الامر يخضع لتفسيرات المواقف الرسمية ، خاصة ان هناك دولا متهمة بدعم جماعات مسلحة متورطة بارتكاب جرائم ارهابية في سوريا والعراق وليبيا ، مؤتمرات القمة العربية السابقة وحتى نسختها السادسة والعشرين عبرت بشكل واضح عن رغبة الانظمة في الحفاظ على وجودها ، بمعنى آخر الدفاع عن السلطة ، ولم تتطرق في يوم ما الى اعتماد ورقة اصلاح ، والاشارة الى الديمقراطية واحترام ارادة الشعوب ، ولعل من ابرز ما تجاهلته مؤتمرات القمة ، ملف حقوق الانسان وانتهاكات السلطات وارتكاب جرائم بحق شعوبها ، والقمة دائما تعقد تحت رعاية العفاريت ، وبتأثيرهم المباشر وفي بعض الاحيان بالصفقات وتقديم الاموال تصدر القرارات والتوصيات ، والشعوب العربية تعاني ممارسات الانظمة الشمولية ، وملايين العرب توجهوا الى الخارج بعد ان وجدوا في دول اوروبية والولايات المتحدة الخلاص من الزوابع الرعدية السياسية والامينة في اوطانهم .
الموقف العراقي من تشكيل قوة عربية مشتركة تلخص بضرورة بلورة موقف عربي موحد لمحاربة الارهاب ، وبإجراءات عملية على الارض ، فتشكيل القوة يحتاج الى قاعدة قانونية والى المزيد من الاجتماعات لتحديد مصادر التمويل ، واختيار القيادة ، في ضوء هذه الشروط بالامكان نجاح المشروع ، والحكومة العراقية لطالما دعت الاشقاء العرب الى مساعدتها بحربها ضد الارهاب ، وحذرت من تمدده في المنطقة ومخاطره، لاعتقادها بأن الارهاب ليس من مخلفات عواصف ترابية تزيله المكانيس!
تحت رحمة العفاريت
[post-views]
نشر في: 29 مارس, 2015: 09:01 م