تابعت - ببعض فضول- مراسيم التشييع الرسمي لبقايا رفات الملك ريتشارد الثالث ، الذي عثر عليه - بالصدفة - مدفونا تحت ركام مرآب للسيارات في مقاطعة ليستر ، والجماهير الغفيرة التي تقاطرت وملأت الأرصفة والشرفات ، والعربة الملكية تتهادى بما تبقى من الرميم ، لتودعها في مقبرة كاتدرائية ليستر التاريخية .
ملك مات منذ اكثر من خمس مئة عام . ويشيعونه الآن !
سؤال لجوج ، أزجره ، فيزداد لجاجة : اين قبر عبد الكريم قاسم ؟ أين قبر الملوك فيصل الأول والثاني والملك غازي ؟ والزمر التاريخية التي حكمت العراق وتركت بصماتها على خارطته ؟
لا تعنينا التقولات التي تواردت عقب المراسيم : إن الأمر سياسي محض لصرف الانتباه عن وعن ،، او لتحريك بركة الأخبار الراكدة ، او.. او .
…………..
ريتشارد الثالث ! يا إلهي ،،لماذا تحثنا الذاكرة على استعادة قراءة كتاب لشكسبير مترجم ببراعة الراحل ( جبرا إبراهيم جبرا ) والجهر بصرخة الملك الملتاعة 🙁 حصان … حصان ،مملكتي كلها لقاء حصان ).. عبارة تتوارد على الخاطر كلما داهم المتورطين عارض جسيم وتاقت روحهم للهرب .
صرخة ريتشارد الثالث ، تلك ، هل نطق بها حقا او ضجت بها جوارحه ، فالتقطها حس شكسبير المرهف لتكون دليلا لكل من ارتقى عرش السلطة وما حسب حساب النهاية .
ما هم ، والجملة التاريخية تفصح وتفضح واقع حال المحاصر حين يحكم القضاء وتحين ساعة الحساب ، وتبلغ القلوب الحناجر . وتتبين تفاهة الكرسي ولو كانت مسانده من خالص الذهب وبطانته من رهف الحرير ، ويتبدى امام ناظريه وهم الاستمرارية والخلود .
ما أشد مرارة الملك ، الحاكم ، الرئيس ، الوزير ، النائب ، ان يقايض كل ما استمات للحصول عليه من جاه ومال ونفوذ وبهرجة سلطة . و،،و..يقايضه بحصان .يهرب به بعيدا عن شفرة المقصلة !
معادلة: حصان مقابل صولجان
[post-views]
نشر في: 29 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ام رشا
من المعروف ان الملك فيصل الاول والملك غازي والملكة عالية كانوا قد دفنوا في المقبرة الملكية في الاعظمية وبعد ثورة تموز 58 تم دفن الملك فيصل الثاني والأمير عبد الاله والعائلة المالكة والتي أبيدت جميعا في ذات المقبرة واما الزعيم عبد الكريم قاسم فعلى الأغلب د