TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معادلة: حصان مقابل صولجان

معادلة: حصان مقابل صولجان

نشر في: 29 مارس, 2015: 09:01 م

تابعت - ببعض فضول- مراسيم التشييع الرسمي لبقايا رفات الملك ريتشارد الثالث ، الذي عثر عليه - بالصدفة - مدفونا تحت ركام مرآب للسيارات في مقاطعة ليستر ، والجماهير الغفيرة التي تقاطرت وملأت الأرصفة والشرفات ، والعربة الملكية تتهادى بما تبقى من الرميم ، لتودعها في مقبرة كاتدرائية ليستر التاريخية .
ملك مات منذ اكثر من خمس مئة عام . ويشيعونه الآن !
سؤال لجوج ، أزجره ، فيزداد لجاجة : اين قبر عبد الكريم قاسم ؟ أين قبر الملوك فيصل الأول والثاني والملك غازي ؟ والزمر التاريخية التي حكمت العراق وتركت بصماتها على خارطته ؟
لا تعنينا التقولات التي تواردت عقب المراسيم : إن الأمر سياسي محض لصرف الانتباه عن وعن ،، او لتحريك بركة الأخبار الراكدة ، او.. او .
…………..
ريتشارد الثالث ! يا إلهي ،،لماذا تحثنا الذاكرة على استعادة قراءة كتاب لشكسبير مترجم ببراعة الراحل ( جبرا إبراهيم جبرا ) والجهر بصرخة الملك الملتاعة 🙁 حصان … حصان ،مملكتي كلها لقاء حصان ).. عبارة تتوارد على الخاطر كلما داهم المتورطين عارض جسيم وتاقت روحهم للهرب .
صرخة ريتشارد الثالث ، تلك ، هل نطق بها حقا او ضجت بها جوارحه ، فالتقطها حس شكسبير المرهف لتكون دليلا لكل من ارتقى عرش السلطة وما حسب حساب النهاية .
ما هم ، والجملة التاريخية تفصح وتفضح واقع حال المحاصر حين يحكم القضاء وتحين ساعة الحساب ، وتبلغ القلوب الحناجر . وتتبين تفاهة الكرسي ولو كانت مسانده من خالص الذهب وبطانته من رهف الحرير ، ويتبدى امام ناظريه وهم الاستمرارية والخلود .
ما أشد مرارة الملك ، الحاكم ، الرئيس ، الوزير ، النائب ، ان يقايض كل ما استمات للحصول عليه من جاه ومال ونفوذ وبهرجة سلطة . و،،و..يقايضه بحصان .يهرب به بعيدا عن شفرة المقصلة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ام رشا

    من المعروف ان الملك فيصل الاول والملك غازي والملكة عالية كانوا قد دفنوا في المقبرة الملكية في الاعظمية وبعد ثورة تموز 58 تم دفن الملك فيصل الثاني والأمير عبد الاله والعائلة المالكة والتي أبيدت جميعا في ذات المقبرة واما الزعيم عبد الكريم قاسم فعلى الأغلب د

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram