قدم المدرب أكرم سلمان أوراق اعتماده رسمياً مديراً فنياً لمنتخبنا الوطني لكرة القدم من مدينة الشارقة عقب نجاحه "المتوقع" في تأكيد صلاحه للمهمة الوطنية برغم اجتيازه العقد السابع من عمره الذي قضى نصفه في الملاعب لاعباً ومدرباً محترفاً وخبيراً في الاتحادات الوطنية والعربية ، وردَّ بأسلوب مؤدب وهادىء على من انتقص كفاءته وعرّضه للسخرية وحطّ من قدرته في استعادة الأسود الاضواء الساطعة بعد خفوتها لأسباب فنية قاهرة.
نجح سلمان أفريقياً أمام منتخب لا يستهان بعناصره وموقعه في الترتيب الدولي ، وانتهت رحلة الامارات ببشارة خير ترقبناها حرصاً على سمعة كرتنا الساعية الى خوض جولة آسيوية ساخنة من تصفيات كأس العالم في منتصف حزيران المقبل، لكن يبقى الحديث عن خيارات المدرب قائماً طالما ان المباريات الرسمية للمنافسة المونديالية سترفع الضغط وتقحم لاعبينا في زاوية البحث عن نقاط الفوز وتجنب اهدار اية نقطة لاسيما ان الزعامة المستحقة لإحدى المجاميع الثمان ازالت ارهاصات التوّجس من لقاء منتخبات كبيرة، فقد اصبح منتخبنا الوطني يلاعب الاشقاء والاصدقاء من المستويات الثاني والثالث والرابع والخامس الأمر الذي يزيد حظوظه في القبض على بطاقة التأهل الى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم وكذلك ضمان اللعب مباشرة في نهائيات كأس أمم آسيا التي ستقام في الإمارات عام 2019.
صراحة لا يشكل وجود اللاعبين الكبار أية سلبية على التفاعل الانساني داخل معسكر المنتخب الوطني لما يُضفي حضورهم فائدة كبيرة على مستوى معايشة تجربة مهمة وارشاد اللاعبين الشباب عن ابرز النقاط الفنية والسلوكية التي تخدم مسيرتهم الدولية مبكراً، لكن السؤال البريء الذي لا نبغي منه إلا مصلحة المنتخب واللاعب نفسه : كيف ينبري مدرب حراس المرمى عماد هاشم للرد على سؤال مراسل قناة البغدادية الزميل حسن البيضاني عن سرّ عدم استدعاء الحارس نور صبري بـ" أن تقدمه في السن وبلوغه (35) عاماً يتقاطع مع سياسة الملاك التدريبي في بناء منتخب شبابي قوي مؤهل للدفاع عن كرتنا حتى عام 2018 " ؟! فسلمان واشرف وهاشم اصحاب هذه السياسة يعلمون ان الجهد الذي يبذله حارس المرمى طوال 90 دقيقة لا يصل الى 25% من جهد المهاجم لاسيما اذا كانت مباراة التصفيات حُبلى بالمفاجآت وتتطلب رد الاعتبار في حالة تسجيل هدف مبكر في مرمانا ، فلماذا تم الابقاء على يونس محمود وسلام شاكر وربما ينضم اليهما لاعب أو لاعبان بعمرهما في فترة مشاهدة الدوري حسب رؤية سلمان بذريعة اضفاء طابع الخبرة على حساب مردود العطاء القليل كنتيجة طبيعية لأحكام الزمن وليس لشيء آخر؟!
اللافت في ستراتيجية الملاك التدريبي أن هناك انتقائية واضحة لعناصر الخبرة لأسباب تمليها الرغبة الجماهيرية لتفادي سخطها ومشورات اتحادية حريصة على رد كَرَم ( يونس ) في مواقفه مع الاتحاد أيام القحط الطارىء الى ما لا نهاية حتى يقول الكابتن " اتركوني أرحل.. عطائي قلّ واستمراري يُذِل قيمتي آسيوياً.. إذ لم أعد مؤثراً " !
هذه هي الحقيقة التي دائماً ما يحاول العاطفيون ذرّ الرماد في عيونهم أولاً بان البدلاء اضعف من أن يتحملوا المسؤولية وكأن فلاح حسن واحمد راضي وعلاء كاظم الذين غادروا المنتخبات الوطنية منذ سنين طوال يحملون حقائبهم اليوم بانتظار فرصة جديدة تعيد ايام مجدهم وتملأ الفراغ الذي تركوه .. يا للسخرية!
نحب يونس لأنه عراقي غيور لم يدخر جهداً من أجل العراق ويكفيه انجازه عام 2007 ليخلّده حياً وميتاً على مدى استمرار دوران الأرض وتعاقب الاجيال ، وشتان بين أن نحتفي باعتزاله اللعب وهو حي متوهج بحراكه الكروي الذي أخذ بالتضاؤل مع انتهاء بطولة أمم آسيا 16 وبين تشبثه في اللعب باسمه فقط سواء بإرادته أو برغبة من غيره ، وبذلك يكون قد أطفأ جذوة الحماسة لإنهاء مسيرته على خطى الكبار من سنّه في المنطقة العربية الذين سبقوه في احترام انفسهم وسط احتجاجات جماهيرية عارمة لم تزعزع إيمانهم بالنهاية.
ما قلّ و.. ذلّ
[post-views]
نشر في: 1 إبريل, 2015: 09:01 م