البارحة، وأنا في أعلى نشوات الفرح بجيشنا المنتصر، قادتني الصدفة العمياء، أو السوداء إن شئتم، الى محطتين كادتا ان تقتلا فرحي. الأولى رسالة من صديق فيسبوكي يصيح الغوث. خير؟ عرض علي رسائل هاجمته بها جماعة بدعوى انه كاذب بسبب فرحه بتحرير تكريت! ليش؟ لأنه تكريتي والتكريتي، برأي المهاجمين، لا يمكن ان يفرح بالخلاص من داعش! لم يكن امامي غير ان اواسيه واصبّره واقسم له بأن هؤلاء لا يمثلون اهل الجنوب ولا الحشد الشعبي ولا حتى الشيعة. كن كبير القلب أيها الطيب واحذر ان ينقلوا لك عدوى مرضهم الطائفي المقيت. انهيت نصيحتي له بان هناك مرضاً يسميه العراقيون "دقّ". فدقّ هؤلاء بترفعك عنهم والأحسن هو اغلق ذلك الباب التي يأتيك منه ريحهم المقرفة. الحمد الله انه اقتنع ليرسل لي بعد ذلك مقاطع من قصيدة يريد ارسالها لأهله في تكريت ليغنوها معه. ولأنه ليس شاعرا، كما يقول، سألني ان اصححها له. تتدلل يالعزيز.
أما الثانية فهي رغبة امتلكتني ودفعتني الى ان اقلب المحطات الفضائية بأمل ان اجد احتفالية لرقص عراقي بالنصر تؤنسني. وعساها رغبة الكشرة. وقعت على تظاهرة لجماهير عراقية ظننتها للفرح بعودة تكريت، واذا بها حملة يقودها نائب عراقي يدعو المتظاهرين للتطوع للقتال في اليمن دفاعا عن الحوثيين. يا للهول. كأن الذي عانيناه سابقا وما نعانيه اليوم من زج في حروب لم نجن منها غير الدمار، لا حساب له.
النائب البرلماني مسؤوليته ان يراعي مصالح الذين انتخبوه. فهل الذين انتخبوه كانوا يمنيين أم عراقيين يا عباد الرحمن؟ جميل ان يكون لك حس انساني يرفض الحروب ويدعو الى السلم وحل المشاكل بالحوار حتى ولو في القطب الجنوبي. لكن أي وجود لهذا الحس وانت تريد زج أبناء شعبك في حرب خارج حدودهم؟ إنسانية هذه أم طائفية؟ ان تنكر الطائفية يا عزيزي النائب، كما يفعل أغلب الطائفيين، فلماذا لا تدعونا للتطوع للقتال في ليبيا، مثلا، التي يتعرض شعبها لمذابح يومية؟
أما كفى أولاد الخايبة هذه الدماء التي دفعوها بفعل غطرسة وغباء وتهوّر الحكام؟ يا عمّ ان الذي فينا مكفينا. ما زالت مدننا محتلة وبناتنا سبايا ومشوارنا في الحرب طويل. وما زالت دموع امهاتنا لم تجف وجروحنا لم تندمل.
ما اتعس النادرة للناس و "خبكة" لبيتها الذي تحيط به نيران الدواعش لتحرقه على من فيه.
فكّوا ياخه الخاطر الله
[post-views]
نشر في: 1 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
hazim
سيدي الفاضل :أوكد لك أن هذا النائب ليس طائفيآ يريد أن ينتصر لطائفته وإنما متاجر بالطائفيه وأتحداه أن يقول كلمة واحد ينصر فيها الشيعة العرب في الأحوار أو الشيعة الأذريين في إيران وما يتعرضون له اليوم من إهانة وحرمان من كل شيء.ثم إن الحوثيين لم يكونوا يومآ