اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الشهر..خطر الإدمان على الحبة الزرقاء

قضية الشهر..خطر الإدمان على الحبة الزرقاء

نشر في: 5 إبريل, 2015: 09:01 م

اقتربت منه بتلقائية ودلال فابتعد بلطف لايخلو من عصبية وألم وانكسار .. لكنها أطفأت النور وأخذته الى الفراش .. في البداية ظنت أنه إرهاق مابعد حفل الزفاف ..لكن تكرار المحاولة والفشل أصابها باليأس والاحباط .. تغمض عينيها ..تحاول أن تلمس وجهه فيما يشبه أح

اقتربت منه بتلقائية ودلال فابتعد بلطف لايخلو من عصبية وألم وانكسار .. لكنها أطفأت النور وأخذته الى الفراش .. في البداية ظنت أنه إرهاق مابعد حفل الزفاف ..لكن تكرار المحاولة والفشل أصابها باليأس والاحباط .. تغمض عينيها ..تحاول أن تلمس وجهه فيما يشبه أحلام اليقظة .. تعانقه وتهمس له .. يصير الهمس صراخا ..صراخ عاشقة تتوجع .. تئن بالشوق واللهفة ورغبة الوصال .. تناديه مرة ومرات دون جدوى فقد كان غارقا في النوم ! . في الصباح يتعمد أن يقضي أطول وقت ممكن في تناول افطاره فلم يكن يعلم ماذا عساها تكون قد قالت لنفسها عما حدث بينهما في الليلة الماضية.. وأحس بنوبة من الخوف الأعمى تجري في دمه عندما رآها من بعيد تلتقط كتابا من أحد رفوف المكتبة .. وكيف ارتبكت وهي تعيد بيديها المرتعشتين الكتاب الى مكانه وكان اسم الكتاب (الضعف الجنسي عند الرجال).
الضعف الجنسي أصبح قضية رأي عام تحظى باهتمام وسائل الإعلام بقدر يفوق كثيرا أهتمامها بمشاكل البطالة وارتفاع الأسعار وانتشار المخدرات وتوفير السكن والكهرباء وغيرها.. وأصبح أيضا يحظى باهتمام الدارسين والباحثين .. ربما كبديل عن الاشتغال بالسياسة ومحاربة الفساد وآفة العنف والارهاب والمطالبة بحقوق الانسان من عدالة وحرية ومساواة..!
بل أصبحت تتداول بين الناس نكات للترويج لحبوب معينة تساعد الرجال على الانتصاب . ومن أحدث هذه النكات (طلب أب من ابنه ان يبحث له عن حبوب لمساعدته على الانتصاب .. على أن يكافئه بمبلغ خمسة آلاف دينار يضعها تحت وسادته .. وفي اليوم التالي وجد الابن تحت الوسادة خمسة وعشرون ألف دينار ! مما أثار أستغرابه وشعر أن والده قد توهم بالحساب فجاء يسأله ..- يابه أنت قلت لي أكافئك بخمسة آلاف دينار .. ولكني وجدت تحت الوسادة خمسة وعشرين ألف دينار فجئت أرجع الباقي .. فأجابه الأب .. لا يا بني الخمسة مني والباقي من أمك !!. ) وهكذا أصبح الأمر وكأنه بالفعل حالة وبائية تجتاح العراق وغيره من بقاع العالم فتهدد استقرار الأسر وتنذر بفشل وتحطيم العلاقات الزوجية .

قنبلة موقوتة على الرصيف
ولكن ماهي حقيقة الأمر .. هل هنالك بالفعل حالة وبائية عما يعرف بالضعف الجنسي ! وهل تستقبل العيادات والمراكز الطبية المتخصصة أعدادا غير مألوفة من ضحايا الضعف الجنسي ؟ وهل تؤدي المبالغة في الحديث عن الضعف الجنسي الى خلق حالة من القلق والتوتر تؤدي بدورها الى فشل العلاقات الجنسية . حملنا هذه التساؤلات الى عدد من الأطباء والباحثين والاستشاريين .. بدأنا حديثنا مع الدكتور (مؤيد محمود) الأستاذ في كلية طب المستنصرية فقال :"ظهر في العقد الأخير عقار أطلق عليه اسم (الفياجرا) وقد أحدث ثورة طبية في مجال اعادة الانتصاب من جديد , ويعد من الاكتشافات المذهلة .. ونالت الشركة المصنّعة للعقار أرباحا خيالية دفعت شركات أخرى لانتاج عقاقير مشابهة لأجل الربح والكسب المادي دون النظر لمصلحة المريض , فظهرت عقاقير غير مجدية وخطيرة على الصحة ومكوناتها غير معروفة والأدهى والأخطر أن جهات أخرى أنتجت عقاقير مركبة من الفياجرا نفسها ولكن بصورة بدائية غير معروفة الكمية والجرعة ينتج عنها انفجار للشرايين وارتفاع في ضغط الدم ما قد يؤدي للوفاة ويمكن أن نطلـق على هذا العقـار (القنبلـة الموقوتــه).
وحذر الدكتور مؤيد من استخدام هذه العقاقير دون استشاره طبية رغم ان هناك اشخاصا يعانون من ضيق وتصلب في شرايين الجسم وقد لاينفع العقار في احداث المفعول اللازم ،وحذر الشباب من استعمال الحبوب لأن هناك عددا كبيرا من شبابنا يندفعون لتناول هذه العقاقير لزيادة الفعالية الجنسية او الوصول الى ارقام قياسيه في عدد الممارسات وهم لايدركون ان الأمر قد يكون مثل الادمان النفسي وقد يتعودون على هذا حتى في الممارسات الجنسية العادية .
السحر وربط الرجل
اما الاستاذ الدكتور (كريم حمزة) استاذ علم الاجتماع في كلية الاداب ــ جامعة بغداد فيحلل هذه الظاهره بقوله "ان الرجل الشرقي عموما يهرب من هذه المشكله ويخجل من الحديث في هذا الموضوع لارتباط القدرة الجنسية بمفهوم الرجولة لدى العقلية الشرقية ، فضلا عن الاعتقاد الخاطئ لدى الكثيرين بأن هذه الحاله نادرة الحدوث , ما ادى الى شيوع بعض المفاهيم الخاطئه حول تدخل السحر في هذا الموضوع ـــ كالربط وغيره ـــ علما ان العامل الاساسي في هذه الامور هو العامل النفسي , كما يرجع الى عدم التفاهم بين الزوجين خاصة في بداية الزواج ، وخطورة هذه المشكله تكمن في انها تمس كفاءة وديمومة الحياة الزوجية ومن ثم الاسرة بأكملها ، ويمكن القول بأن اثارة هذه المفاهيم الخاطئه بين شبابنا لها اهداف في اشاعة الضبابية بين صفوف الشباب ,فاتجهوا الى تكريس مؤهلاتهم وكفاءاتهم لعلاج هذا الوهم المفتعل وهو الامر الذي يستوجب التصدي لهذه الظاهرة من خلال جهود الباحثين والعلماء ورجال الدين والمدرسين حرصاً على شبابنا الذي يشكل جوهراً ناصعاً للمستقبل ."
واخيرا هناك سخط مكتوم على ادب وفن وبرامج الاثارة الجنسية في مجتمع يعاني افراده من الجهل الجنسي ويحتاجون الى ثقافه جنسية واعية بأسلوب علمي واخلاقي راق ، تماما كحاجتهم الى ثقافة غذائية سليمة ونظام اقتصادي واجتماعي من شأنه توفير سبل العيش الرغيد ليتذوق الانسان العراقي الراحة ويهتم بزوجته واطفاله وتحقيق رغباته ومشاعره.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram